رغم اعترافها بأن خيبة أمل انتابتها بعد سنوات عدة من ثورة اليمن، إلا أن الناشطة اليمنية توكل كرمان الحائزة نوبل للسلام قبل 5 أعوام تبدي تفاؤلًا بالنصر، وتعتبر أن الحصانة التي منحت لصالح وترك الحوثيين يتمددون خطأن كبيران ما كان يجب أن يمرا.

إيلاف من لندن: في مثل هذا الوقت قبل خمس سنوات مُنحت الصحافية والناشطة الحقوقية اليمنية توكل كرمان جائزة نوبل للسلام اعترافًا بمساهمتها في ثورة 2011 التي تكللت بعزل الرئيس صالح بعد 30 عامًا من الحكم الاستبدادي، وأصبحت أول امرأة عربية تنال هذه الجائزة. &

وقتذاك قالت توكل إن الجائزة "انتصار لثورتنا ولنضالنا ولكل الشباب اليمني ولكل الشباب في العالم العربي ـ في تونس، في مصر، في كل مكان".&

اليوم يشهد اليمن حربًا طاحنة وأزمة إنسانية كبيرة، وتعيش كرمان في قطر، حيث قالت في مقابلة مع صحيفة واشنطن بوست: "إننا حققنا ثورة سلمية عظيمة في فبراير 2011، أعقبتها حكومة توافق انتقالية، وكتبنا دستورًا جديدًا، يضمن كل القيم والمبادئ التي ناضلنا من أجلها ـ قيم الحرية والعدالة والمساواة والديمقراطية وحكم القانون، وقبل الاستفتاء على هذا الدستور الجديد، الذي كان من المقرر أن تعقبه انتخابات عامة، انقلب كل شيء رأسًا على عقب". &

انهيار الخدمات
أضافت أن "الحرب تسببت بأزمة اقتصادية لا سابق لها، وتردي الوضع الإنساني في اليمن، حيث انهارت كل الخدمات الأساسية من ماء وصحة وتعليم وغيرها، جاعلة غالبية السكان في حاجة ماسة إلى مساعدة إنسانية فورية". &

تحدثت كرمان عن الأسباب التي أدت إلى هذه الوضع المأسوي، قائلة: "لنكن صادقين، إن الجميع ارتكبوا أخطاء، ولا أحد يستطيع أن ينكر ذلك... لكن الخطأ الأول والأكبر هو منح الرئيس المعزول صالح حصانة ضد محاسبته على جميع الجرائم التي ارتكبها في السابق، والسماح له بالنشاط السياسي مجددًا... والخطأ الفادح الآخر هو السماح للميليشيات الحوثية بتوسيع سيطرتها بالقوة والبطش".&

وأوضحت توكل أنها ما زالت تواصل نضالها السلمي "لإنهاء الحرب وإعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل الانقلاب على الشرعية، والمضي قدمًا لتحقيق قيم الثورة السلمية". &&

مسؤولية دولية
وأكدت الناشطة اليمنية الفائزة بجائزة نوبل للسلام أن "المسؤول الأول عن الوضع الحالي في اليمن هو الرئيس المعزول صالح والوحدات العسكرية الموالية له، بالتحالف مع الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران. كما تقع مسؤولية ثانوية على عاتق الرعاة الدوليين والأداء الهزيل للسلطة الانتقالية".&

وحين سُئلت توكل عمّا يمكن أن يفعله المجتمع الدولي لوقف العنف في اليمن، قالت "إن المجتمع الدولي يستطيع أن يفعل كل شيء، وفي الحقيقة إنه يتحمل مسؤولية أساسية عن إنقاذ العملية الانتقالية في اليمن وإقامة سلام وطيد".
&
وقالت توكل عن شعورها حين نالت جائزة نوبل للسلام قبل خمس سنوات، وتأثير ذلك في اليمن وشعبها، "أنا أعتقد أن جائزة نوبل للسلام وثورتنا السلمية وأحلامنا بالحرية والديمقراطية والرفاه الاجتماعي ستجلب الخير إلى بلدنا، وتقودنا إلى الانضمام إلى أُسرة البلدان التي حققت مثل هذه القيم". &

أمل رغم الخيبة
أضافت "نحن نسعى إلى تحقيق هذه الأهداف، وما زلنا نناضل من أجلها، ولسنا مسؤولين عن الإخفاقات، لا أنا ولا شباب الثورة السلمية".&

في الختام قالت توكل "أنا أشعر بخيبة أمل كبيرة وحزن عميق على ما آلت إليه الأوضاع، ولكنني واثقة بأننا سننتصر ونحقق ما ناضلنا من أجله، فنحن ما زلنا نحلم، والأحلام أبدًا لا تموت".&

أعدت "إيلاف" هذه المادة نقلًا عن صحيفة "واشنطن بوست"

تجدون المادة الأصلية على الرابط أدناه:
https://www.washingtonpost.com/news/worldviews/wp/2016/10/07/five-years-winning-the-nobel-peace-prize-her-nation-is-divided-by-war/