اديس ابابا: أعلنت اثيوبيا في بيان رسمي الاحد حالة الطوارئ بعد اشهر من التظاهرات العنيفة ضد الحكومة.

وقال رئيس الوزراء هايلي ميريام ديسالين "تم اعلان حالة الطوارئ عقب مناقشات لمجلس الوزراء حول الخسائر بالارواح والاضرار في الممتلكات التي تشهدها البلاد". 

ويعتبر اعلان حالة الطوارئ خطوة اخرى في اطار تشدد موقف الحكومة بعد اشهر من الاحتجاجات في مختلف انحاء البلاد جابهتها قوات الامن بحملة قمع عنيفة خلفت مئات القتلى، بحسب جماعات حقوقية. 

وقال ديسالين "نحن نضع سلامة مواطنينا اولا. واضافة الى ذلك نريد وضع حد للضرر الذي تتعرض له مشاريع البنى التحتية والمراكز الصحية والمباني الادارية والقضائية في البلاد". 

وتشهد اثيوبيا احتجاجات ضد الحكومة لا سابق لها منذ عقد من الزمن، بدات من منطقة اتنية اورومو (وسط وغرب) في تشرين الثاني/نوفمبر 2015 وامتدت منذ الصيف الى منطقة اتنية امهرة (شمال).

وتمثل هاتان الاتنيتان نحو 60 بالمئة من الاثيوبيين وهما تحتجان بشكل متزايد على يعتبرانه هيمنة بلا منازع لاقلية التيغر (شمال) على الحكم.

وقيدت السلطات استخدام الانترنت في الايام الاخيرة لمنع المتظاهرين من تنظيم تجمعات. 

وفي اعقاب الاعلان عن حالة الطوارئ تحدث السكان في العاصمة اديس ابابا وعدد من المدن عن انتشار المزيد من رجال الشرطة في الشوارع. 

وشهدت اعمال العنف يومي الخميس والجمعة في منطقة اورومو وسط اثيوبيا وغربها احراق مجمعات سياحية ومصانع في احداث مناهضة للمصالح الاجنبية. 

والاسبوع الماضي قتل 52 شخصا في مواجهات بين الشرطة ومتظاهرين، وخلال التدافع الذي اعقب هذه المواجهات، اثناء احتفال تقليدي سنوي لاتنية اورومو في بلدة بيشوفتو جنوبي اديس ابابا.

وهذه اول مرة تعلن فيها حالة الطوارئ لمدة ستة اشهر في البلاد منذ تولي الحكومة الحالية السلطة قبل 25 عاما. 

وقال بين بيتروس رئيس ائتلاف "ميدريك" المعارض ان اعلان حالة الطوارئ هو خدعة تتيح للحكومة "ترسيخ سلطتها وقمع الاحتجاجات الشعبية والعفوية". 

واكد ان "الناس لن يقبلوا بذلك" وان الاعلان "سيزيد من الغضب وقد يكون القشة الاخيرة". 

وتقدر جماعات حقوقية عدد المتظاهرين الذين قتلوا في حملة القمع الدموية بنحو 500 شخص على الاقل خلال الاشهر العشرة الماضية.