القدس: اعتقلت قوات الامن الاسرائيلية عشرات الفلسطينيين في القدس الشرقية المحتلة غداة هجوم بالرصاص نفذه فلسطيني الاحد ادى الى مقتل شرطي وامرأة اسرائيليين، ما يثير المخاوف من اندلاع موجة جديدة من العنف مع اقتراب الاعياد اليهودية الكبرى.

وقام فلسطيني من القدس الشرقية يبلغ من العمر 39 عاما بقتل شرطي اسرائيلي ومتقاعدة في الستين من العمر في القدس الشرقية المحتلة بعدما اطلق النار من سيارته مستخدما على ما يبدو بندقية من طراز ام 16، قبل ان تقتله الشرطة.

ودعا رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو الاثنين الاسرائيليين الى ان يكونوا "يقظين، لا سيما قوات الامن". ومنذ الهجوم، اعتقل عشرات الفلسطينيين اضافة الى اقارب منفذ الهجوم الذين كانوا يريدون المشاركة بعد ظهر الاحد في تأبينه.

وقال وزير الامن الداخلي جلعاد اردان لاذاعة الجيش الاسرائيلي انه تم اعتقال 31 فلسطينيا كانوا يريدون المشاركة بعد ظهر الاحد في مراسم لتكريم منفذ الهجوم الذي قتل. كما تم اعتقال افراد من عائلته.

واكدت المتحدثة باسم الشرطة الاسرائيلية لوبا سمري انه تم اعتقال 15 فلسطينيا آخرين بتهمة إلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة باتجاه قوات الامن في احياء مختلفة من القدس الشرقية المحتلة. وأعلن الجيش الاسرائيلي انه اعتقل 16 فلسطينيا غيرهم ليل الاحد الاثنين في الضفة الغربية المحتلة واغلق ورشة قال انها لتصنيع الاسلحة في الضفة.

وقامت القوات الاسرائيلية بعملية مسح لمنزل منفذ الهجوم مصباح ابو صبيح تمهيدا لهدمه. واصيب جندي بجروح طفيفة جراء انفجار قنبلة يدوية الصنع خلال مواجهات اثناء العملية.

موجة جديدة من اعمال العنف 
وتخشى السلطات الاسرائيلية اندلاع موجة جديدة من اعمال العنف في اكتوبر الجاري مع اقتراب اعياد يهودية مثل يوم الغفران الاربعاء وعيد السوكوت (العرش) في الاسبوع المقبل. وشهدت فترة الاعياد اليهودية في 2015 توترا شديدا، واندلعت موجة عنف مستمرة حتى اليوم.

ومن المتوقع ان يتوجه الاف من اليهود الى البلدة القديمة في القدس وتحديدا الى حائط المبكى من اجل يوم الغفران. ويعتبر اليهود حائط المبكى (البراق عند المسلمين) الذي يقع اسفل باحة الاقصى آخر بقايا المعبد اليهودي (الهيكل) الذي دمره الرومان في العام 70 وهو اقدس الاماكن لديهم.

وكانت مطالبة يهود متشددين بالصلاة في المسجد الاقصى سببا لاندلاع موجة اعمال العنف التي تشهدها الاراضي الفلسطينية واسرائيل والقدس منذ مطلع اكتوبر 2015 والتي اسفرت عن مقتل 232 فلسطينيا و36 اسرائيليا اضافة الى اميركيين اثنين واريتري وسوداني، بحسب حصيلة لوكالة فرانس برس.

واعلنت الشرطة الاسرائيلية نشر وحدات اضافية في القدس، خصوصا في البلدة القديمة وقرب حائط المبكى. وسيتم نشر اكثر من 3000 شرطي خلال الاعياد اليهودية.

اسئلة حول الامن 
وأصدرت الشرطة الاسرائيلية أمرا بحظر نشر أي معلومات متعلقة بهجوم الاحد لمدة شهر كامل، بما في ذلك اي تفاصيل حول الهجوم او هويات الجرحى او منفذ الهجوم. بينما اثارت شخصية منفذ الهجوم مخاوف اسرائيلية من ان يقوم فلسطينيون اخرون باعمال مشابهة.

وبحسب وسائل اعلام فلسطينية، فان المنفذ يدعى مصباح ابو صبيح (39 عاما) وهو من القدس الشرقية المحتلة. وقالت وسائل الاعلام ان ابو صبيح اعتقل مرات عدة بسبب أنشطة مرتبطة بالمسجد الاقصى الذي منع من دخوله لاشهر عدة.

وكانت اسرائيل حظرت في العام الماضي جماعة "المرابطون" التي اتهمتها بالتحريض على الكراهية وتلقي تمويل من منظمات معادية لاسرائيل. وقال أبو صبيح الجمعة الماضي على حسابه على موقع "فايسبوك" انه يشتاق للمسجد الاقصى، مضيفا "الاقصى أمانة في اعناقكم".

واثار هجوم الاحد تساؤلات لدى الاسرائيليين حول كيفية حيازة ابو صبيح على بندقية ام 16، وهي الرشاشات التي يستخدمها الجيش الاسرائيلي، وكيف افلت من مراقبة اجهزة الرادار، وهل فعلا تصرف بشكل منفرد؟.

وكان من المقرر ان يبدأ ابو صبيح الاحد تنفيذ حكم بالسجن لاربعة اشهر بتهمة الاعتداء على شرطي اسرائيلي عام 2013. ولكنه بدلا من ان يسلم نفسه، قام بالهجوم. وأمضى ابو صبيح سنة في السجن في 2015 بسبب تصريحاته حول المسجد الاقصى، واعتقل مرات عدة لفترات قصيرة في الاسابيع الماضية.