رد رئيس الوزراء العراقي على هجوم شنه ضده الرئيس التركي بالقول "سنحرر أرضنا بالرجال، وليس بالسكايب"، في إشارة إلى المحاولة الانقلابية الأخيرة ضده.. فيما دعا الصدر المواطنين بجميع فئاتهم وتياراتهم إلى تظاهرة كبرى أسماها "ملحمة سلمية" الثلاثاء المقبل أمام مقر المحكمة الاتحادية العليا في بغداد لرفض عودة "الفاسدين" إلى مناصبهم، في إشارة إلى نواب الرئيس معصوم الثلاثة الذين ألغى القضاء إعفاءهم من مناصبهم. &

إيلاف من بغداد: رد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي على هجوم الرئيس التركي رجب طيب اردوغان ضده حين قال له "لست ندّي .. إلزم حدودك". وقال العبادي في بيان مقتضب إطلعت على نصه "إيلاف" قائلًا: "بالتأكيد لسنا ندًا لك.. سنحرر أرضنا بعزم الرجال، وليس بالسكايب"، في إشارة إلى لجوء أردوغان إلى توجيه نداءات إلى أنصاره عن طريق السكايب عقب محاولة الانقلاب العسكري ضده أخيرًا. &

من جهتهم أطلق ناشطون عراقيون غاضبون على مواقع التواصل الاجتماعي اليوم حملة ضد إردوغان بعد تصريحاته الأخيرة. التي هاجم فيها العبادي.

هاشتاغ ضد إردوغان
وأطلق الناشطون "هاشتاغ" يهاجم أردوغان: (# حجمك – آيفون)، مذكرين إياه بظهوره في إحدى القنوات الفضائية الموالية له عبر شاشة جهاز موبايل نوع "آيفون" خلال الساعات الأولى لعملية الانقلاب التي شهدتها تركيا، والتي فشلت في ما بعد.

أما سعد الحديثي المتحدث باسم المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي فقد رد اليوم على تصريحات إردوغان ضد العبادي واصفًا إياها بـ"غير المسؤولة".. فيما اعتبر أن الخطاب مع الجانب التركي "لم يعد مجديًا". وقال الحديثي إن "تصريحات إردوغان اليوم غير مسؤولة، وتعبّر عن مواقف منفعلة وخطاب متشنج، ونحن نأسف لهذه التصريحات".. لافتًا إلى "أننا لسنا من دعاة المماحكات اللفظية أو السجالات الكلامية، ونتحدث عن موقف الحكومة العراقية في ما يخص وقف التدخل في الشأن الداخلي العراقي"، كما قال في تصريح لوكالة "السومرية نيوز" العراقية.

أضاف الحديثي أن "رئيس الوزراء لم يتحدث عن الشعب التركي أو السياسيين الأتراك، وإنما تحدث عن موقف الحكومة التركية، ودعاها إلى أن تسحب قواتها من العراق، وتحترم سيادته، وتوقف تدخلها في الشأن العراقي.. وحذر المتحدث العراقي من هذا التوجه لدى الحكومة التركية، الذي قال إنه ستكون له نتائج خطيرة يمكن أن تقود إلى تداعيات سلبية على مستوى الاستقرار بين البلدين".

وتابع أنه "بعدما وصل الخطاب لدى المسؤولين الأتراك إلى هذا المستوى من الاتهامات غير المبررة وغير المسؤولة أصبحت لدينا قناعة الآن بأن الخطاب مع الجانب التركي لم يعد مجديًا".. مشيرًا إلى "أننا نتبع نظام المراحل في التعامل مع المشكلة، ولدينا وسائل عندما نستنفد وسيلة، نلجأ إلى أخرى".

وكان إردوغان قال في تصريحات اليوم مخاطبًا العبادي: "لست ندي، ولست بمستواي".. مضيفًا "إننا سنفعل ما نشاء.. وعليك أن تعلم ذلك.. وعليك أن تلزم حدك أولًا".

وقد ردت هيئة الحشد الشعبي اليوم أيضًا على تلك التصريحات متوعدة إردوغان بـ"رد مزلزل في الميدان"، فيما خاطبته قائلة "سنعرف من الذي سيلزم حده ويُسحق خده".

الصدر: "لملحمة تظاهر" ترفض إعادة نواب معصوم&
دعا زعيم التيار الصدري في العراق مقتدى الصدر المواطنين بجميع فئاتهم وتياراتهم إلى تظاهرة كبرى أسماها "ملحمة سلمية" الثلاثاء المقبل أمام مقر المحكمة الاتحادية العليا في بغداد لرفض عودة "الفاسدين" إلى مناصبهم، في إشارة إلى نواب الرئيس معصوم الثلاثة الذين ألغى القضاء إعفاءهم من مناصبهم. &

وشدد الصدر في بيان اليوم إطلعت على نصه "إيلاف" على ضرورة عدم وضع القضاء بيد سلطة دكتاتورية، لكي لا يتربع عليها ما أسماه بطاغية آخر، مهاجمًا مفوضية الانتخابات، معتبرًا أنها "غير حيادية". وأكد قائلًا "نحن قوم نؤمن باحترام المؤسسات لا سيما القضائية منها.. نحن قوم نريد أن تكون هذه المؤسسات ذات هيبة واستقلالية، لا أن تكون بيد سلطة دكتاتورية".&

وأضاف "نحن قوم نؤمن بحرية الشعب، وأن الشعب لا يريد الفساد.. نؤمن بقوة الشعب، ولا نفرض آراءنا ومناصبنا على أحد.. لذلك فأملنا بشعبنا المجاهد الصابر أن يقول قوله أمام تحديات الفساد والفاسدين، لكي لا يتربع عليها طاغية آخر وبثوب آخر".&

وخاطب الصدر العراقيين قائلًا "أيها الشعب العراقي الأصيل.. عبر مر السنين صوتك يعلو، ولا شيء من السلطة أعلى منك.. أيها الشعب إن أموال الشعب تسرق، وحقوقه تسلب، وأراضيه تحتل، ويتلاعب الإرهاب بمقدراته ورقابه".&

وقال "أيها الشعب العراقي البطل.. أملي بك بعد الله كبير أن لن نسكت على الضيم، فنحن وأنتم أباة الضيم وأباة الفساد.. فهلموا معًا لنسطر ملحمة سلمية، يكون صوتكم فيها مسموعًا، وذلك يوم الثلاثاء القادم، وأمام محكمة الساعدة في الجهة الخارجية من المنطقة الخضراء، لترفضوا عودة الفاسدين وإرجاعهم أجمعين.. سواء نواب رئيس الجمهورية أم غيرهم مما اقتلعهم الإصلاح، ويحاول عبر الإرهاب إرجاعهم".&

وأشار الصدر إلى أن هناك خطًا يدّعي&الإصلاح، وهو يقتلع المعارضين، ويعيد الموالين إليه، فتبًا لإصلاح مقيت، لا يبتدئ بنفسه واتباعه قبل الآخرين". أضاف موجّهًا كلامه إلى العراقيين: "أنتم مطالبون بتحقيق النصر لفسطاط الإصلاح أمام فسطاط الفساد، ولا سيما نحن في شهر الإصلاح لنقتلع الفاسدين من كل مفاصل الحكومة، لنحيا حياة حرة كريمة، ولنقتلع الفساد من المزورين في الانتخابات، بسبب مفوضية لا حياد فيها، بل جلّ ما فيها جند مجندة لحزب أو فئة معينة".&وشدد الصدر في الختام على ضرورة ألا تكون التظاهرات لفئة معينة أو تيار معيّن "فالمصير مصيركم، لا مصير جهة دون أخرى".&

وأمس قررت المحكمة الدستورية العراقية العليا اعادة نواب الرئيس العراقي الثلاثة الى مناصبهم، وهم رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي ورئيس ائتلاف "متحدون" للاصلاح أسامة النجيفي ورئيس ائتلاف الوطنية أياد علاوي، معتبرة قرار اقالتهم مخالفا للدستور، ما وجّه ضربة قاسية إلى الإصلاحات التي يقوم بها رئيس الوزراء، والذي أصدر قرارات في أغسطس عام 2015 قضت بإعفاء نواب رئيس الوزراء الثلاثة ونواب رئيس الجمهورية الثلاثة من مناصبهم من أجل توفير أموال إضافية للموازنة الاتحادية التي تعاني أزمة حادة نتيجة لانخفاض موارد البلاد المالية بسبب انخفاض اسعار النفط والتكاليف الباهظة للحرب ضد تنظيم داعش الذي ما زال يحتل مساحات من الاراضي العراقية.
&