أسامة مهدي: اتهم رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الرئيس التركي اردوغان بتوريط جيشه بمغامرة واعتداء على بلد جار غير محسوبة العواقب، مؤكدًا أن بلاده ستقاوم هذا الاحتلال، فيما دعت الجامعة العربية انقرة الى الامتناع عن التصرفات التي تعقد الوضع بين البلدين.&

وقال العبادي إن تصريحات الرئيس التركي رجب طيب اردوغان التي ادعى فيها أنه طلب إنشاء قاعدة بعشيقة العراقية اثناء زيارته الى انقرة، وأن القوات التركية دخلت بعشيقة على هذا الأساس، هي تصريحات عارية عن الصحة ومناقضة لما سبقها من تصريحات، واوضح في بيان صحافي وزعه مكتب العبادي الاعلامي اليوم، واطلعت على نصه "إيلاف" أن المسؤولين الاتراك قد صرحوا سابقًا بأن القوات التركية متواجدة بطلب من محافظ نينوى السابق، وفي تصريح آخر اكدوا انها بموافقة حكومة اقليم كردستان، وفي تصريح ثالث ادعوا انها بموافقة التحالف الدولي الذي كذب ادعاءاتهم علنًا.&

&واشار الى أن "التصريحات المتخبطة للقيادة التركية توضح مدى الحرج الذي وضعوا انفسهم فيه، وانهم بعملهم هذا ورطوا الجيش التركي في مغامرة واعتداء على بلد جار غير محسوبة العواقب، واننا سننشر الوثائق التي تدلل بطلان ادعاءات القيادة التركية".

النصر قريب

وشدد العبادي على ان العراقيين ماضون في تحرير كل شبر من بلادهم من ارهاب داعش، وسيقاومون احتلال اراضيهم، وان يوم النصر قريب، ولن تثنينا عن ذلك الاطراف التي تريد اشغالنا عن هدفنا الاساسي وادخالنا في حرب اعلامية وتصريحات انفعالية لا اثر لها."

ويدور خلاف بين تركيا والعراق على وجود نحو 2000 جندي تركي في قاعدة بعشيقة جنوب مدينة الموصل بشمال العراق، والتي يحتلها تنظيم داعش منذ يونيو عام 2014، في الوقت الذي تستعد فيه القوات العراقية بدعم من التحالف الدولي لشن هجوم لتحريرها من قبضة التنظيم.& &

وتطالب بغداد انقرة بسحب قواتها المتمركزة في قاعدة بعشيقة، فيما تصر أنقرة على عدم الانسحاب بدعوى أنها موجودة بطلب من الحكومة العراقية، وأن تواجدها هو للمساعدة في محاربة تنظيم داعش الذي يشكل خطرًا على أمنها القومي.

وصوت البرلمان التركي مؤخرًا لصالح تمديد وجود الألفي عسكري تركي في شمال العراق لمدة عام، للتصدي "للتنظيمات الإرهابية"، في إشارة إلى المسلحين الأكراد وتنظيم داعش.

احترام السيادة العراقية

واليوم دعت الجامعة العربية تركيا الى احترام السيادة العراقية والامتناع عن التصريحات والتصرفات التي تعقد الموقف بين البلدين، وقال المتحدث الرسمي بإسم الامين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط أن الجامعة تتابع بقلق بالغ تطورات الموقف المتأزم" بين العراق وتركيا، واشار الى ان الأمين العام وإذ يذكر بالقرارات الصادرة في هذا الشأن عن قمة نواكشوط والاجتماع الوزاري الأخير فى 8/9/2016 يأمل فى عدم تصاعد الأزمة، داعيًا تركيا الى احترام السيادة العراقية والامتناع عن التصريحات أو التصرفات التي تزيد من تعقيد الموقف.

وقد تصاعدت حدة الخلافات بين العراق وتركيا خلال الساعات الاخيرة، حيث رد العبادي على هجوم شنه ضده الرئيس التركي رجب طيب اردوغان بالقول "سنحرر ارضنا بالرجال وليس بالسكايب" في اشارة الى المحاولة الانقلابية الاخيرة ضده، وقال العبادي في تصريح صحافي مقتضب موجهًا كلامه الى اردوغان، "بالتأكيد لسنا نداً لك، سنحرر ارضنا بعزم الرجال وليس بالسكايب"، في اشارة الى لجوء اردوغان الى توجيه نداءات الى انصاره عن طريق السكايب عقب محاولة الانقلاب العسكري ضده مؤخرًا. &

ومن جهتهم، اطلق ناشطون عراقيون غاضبون على مواقع التواصل الاجتماعي اليوم حملة ضد اردوغان بعد تصريحاته الاخيرة، التي هاجم فيها العبادي.

واطلق الناشطون “هاشتاغا” لأردوغان (# حجمك – آيفون)، مذكرين إياه اثناء ظهوره في احدى القنوات الفضائية الموالية له عبر شاشة جهاز موبايل نوع "آيفون" خلال الساعات الأولى لعملية الانقلاب التي شهدتها تركيا، والتي فشلت فيما بعد.

اما سعد الحديثي المتحدث بإسم المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء، فقد&وصف تصريحات اردوغان ضد العبادي بـ"غير المسؤولة”، فيما اعتبر أن الخطاب مع الجانب التركي "لم يعد مجديًا".

خطاب متشنج

وقال الحديثي إن "تصريحات اردوغان غير مسؤولة وتعبر عن مواقف منفعلة وخطاب متشنج ونحن نأسف لهذه التصريحات".. لافتًا إلى "أننا لسنا من دعاة المماحكات اللفظية أو السجالات الكلامية،&ونتحدث عن موقف الحكومة العراقية في ما يخص وقف التدخل في الشأن الداخلي العراقي" .

ومن جهتها، ردت هيئة الحشد الشعبي للمليشيات المسلحة ضد داعش اليوم ايضًا على تلك التصريحات متوعدة اردوغان بـ"رد مزلزل في الميدان"،& فيما خاطبته قائلة "سنعرف من الذي سيلزم حده ويُسحق خده".

والموصل هي ثاني أكبر مدن العراق بعد العاصمة بغداد، وأكبر مدينة تقع حاليًا في قبضة تنظيم داعش في العراق، وكانت أولى المدن التي سيطر عليها التنظيم في صيف عام 2014 قبل أن يجتاح شمال وغرب البلاد. وبدأت الحكومة العراقية في مايو الماضي في الدفع بحشود عسكرية قرب الموصل ضمن خطط لاستعادة السيطرة عليها من التنظيم، مؤكدة إنها ستستعيد المدينة من التنظيم قبل حلول نهاية العام الحالي.

&