برلين: توالت الدعوات الاربعاء في المانيا الى تكريم "الابطال" السوريين الثلاثة الذين ساهموا في القبض على سوري آخر كان ملاحقا للاشتباه بالاعداد لارتكاب اعتداء في المانيا.

وعلى غرار المستشارة الالمانية انغيلا ميركل التي اشادت الاثنين بما قاموا به، حيا اعضاء تحالفها الحاكم اللاجئين الثلاثة الذين سلموا الشرطة ليلة الاحد الاثنين جابر البكر بعد ان قيدوه، وقالوا انهم يستحقون وسام الاستحقاق من الدرجة الاولى، وهو ارفع وسام تكريم في المانيا.

وقال وزير الداخلية الالماني توماس دي ميزيير في مؤتمر صحافي الاربعاء "عندما يقوم اشخاص يعيشون عندنا بمساعدة قوات الامن، رغم وجود خطر محتمل يتهددهم، فانهم يستحقون التكريم والاعراب لهم عن عرفان الجميل".

وتتزامن هذه الواقعة مع تسجيل الشعبويين اليمينيين المناهضين للاجئين نتائج جيدة في الانتخابات الفرعية الاخيرة التي جرت في المانيا، عبر تركيزهم على ما يمكن ان يشكله نحو 890 الف طالب لجوء وصلوا عام 2015 الى المانيا من مخاطر امنية على البلاد، حسب قولهم.

وكانت المانيا تعرضت لاعتداءين من تنظيم الدولة الاسلامية في نهاية يوليو الماضي. فقد فجر شاب سوري في السابعة والعشرين من العمر نفسه بعدما رفض طلبه للجوء مخلفا 15 جريحا، وبعد ايام شن لاجئ في الـ17 من العمر هجوما بفأس فاصاب خمسة اشخاص بجروح.

حملة لتكريم الثلاثة
وعلى الموقع "شانج.اورغ" وقع اكثر من 23 الف شخص عريضة تدعو الى منح السوريين الثلاثة الذين القوا القبض على جابر البكر وسام الاستحقاق من الدرجة الاولى والذي يعطى بناء على اقتراح يرفعه وزير الخارجية على ان يوافق عليه رئيس الجمهورية.

وقال المتحدث باسم وزير الخارجية فرانك فالتر شتاينماير في لقائه الصحافي اليومي ان الوزير موافق على طلب منح الثلاثة هذا الوسام تقديرا لما قاموا به.

 وكتب عضو الحزب الاشتراكي الديموقراطي يوهانس كارس في صحيفة "بيلد" الشعبية "ما قاموا به دليل على انهم يكنون عميق الاحترام لمضيفيهم الالمان... انه عمل يحتذى به".

كما اعتبر عضو الحزب المحافظ لميركل يورغن كليمكه ان السوريين الثلاثة يستحقون وسام الاستحقاق من الدرجة الاولى "ستكون رسالة قوية ... للشعب الالماني وللاجئين. عرفان الجميل والامتنان والشجاعة، كلها خصال تستحق التكريم". حتى ان صحيفة "بيلد" تساءلت اذا لم يكن هؤلاء "الابطال" يستحقون ان "يصبحوا مواطنين المانا".

عمل شجعان
وشهدت صفحات اللاجئين على فايسبوك اشادات بالسوريين الثلاثة ومن بين التعليقات "الله اكبر! ارجو الا يقول احد بعد اليوم ان كل اللاجئين ارهابيون!".

وكانت السلطات الفرنسية كافأت العديد ممن قاموا باعمال شجاعة على غرار لاسانا باتيلي طالب اللجوء المالي الذي انقذ حياة العديد من الاشخاص خلال عملية احتجاز رهائن في متجر يهودي في يناير 2015، والذي حصل على الجنسية الفرنسية.

كما منحت باريس وسام الشرف الى ثلاثة اميركيين ساعدوا على توقيف رجل كان على وشك تنفيذ عمل ارهابي على متن قطار في العام الماضي. وكان السوريون الثلاثة وافقوا على استضافة البكر في شقتهم في لايبزيغ (شرق) قبل ان يدركوا انه مطلوب منذ يوم السبت. وقاموا بتسليمه الى السلطات مقيدا بكابل كهربائي ليل الاحد الاثنين.

تقول صحيفتا "دير شبيغل" و"دي فيلت" ان البكر امضى "اشهرا عدة" في تركيا عاد بعدها في "اواخر اغسطس" وبحوزته "كمية كبيرة من الدولارات".