إيلاف من الرياض: &أعاد مقتل كنق النظيم، أحد أبرز وأشهر نجوم رياضة "التفحيط" في السعودية، ظاهرة التفحيط مجددًا إلى الواجهة الإعلامية، في ظل القوانين الصارمة التي أقرتها الحكومة السعودية أخيرًا للحد من هذه الظاهرة التي تسبب وفاة المئات سنويًا.

حصد مشهد اصطدام سيارة أحمد العنزي، المعروف بـ "كنق النظيم" في أثناء ممارسته التفحيط الذي تتسبب بمقتله، ملايين المشاهدات، فضلًا عن آلاف التعليقات على وسائل التواصل الاجتماعي، ما يشير إلى رواج هذه الظاهرة التي بدأت في ثمانينيات القرن الماضي كوسيلة ترفيهية لتصبح لاحقًا إحدى ابرز الممارسات التي تعتبر متنفسًا للشباب الباحثين عن الإثارة.

الأكثر تهورًا

التفحيط هو قيادة السيارة بطريقة استعراضية وبسرعة جنونية، تعتمد على تحريك مقود السيارة إلى جهة اليمين ثم إلى اليسار حتى تفقد السيارة سيطرتها وتدور وتنزلق في وسط الطريق الذي يكون مزدحمًا بالسيارات، وفيما تقام منافسات دورية بين المفحطين يعود لقب الفائز إلى الشخص الذي يبدي شجاعة وتهورًا أكثر في حركاته.

يلجأ هواة التفحيط إلى ممارسة رياضتهم الخطرة في الطرقات العامة والمناطق الطرفية، حيث يتجمع جمهور كبير لمتابعة المتسابقين وتشجيعهم ليقوموا بممارسات أكثر إثارة وتهورًا، والتي كثيرًا ما تنتهي بحوادث أليمة. وعلى الرغم من أن المفحطين يخفون أسماءهم ووجوههم خوفًا من ملاحقة السلطات، فإنهم يحرصون على توثيق اعمالهم التي تنشر مشاهدها في مواقع التواصل محققة ملايين المشاهدات.

لا قيمة للحياة

على الرغم من الجهود الأمنية المبذولة ووضع المطبات الاصطناعية والحواجز الإسمنتية في الشوارع، وتوعية المجتمع بسلبيات الظاهرة، فإن هذه الجهود لم تنجح حتى الآن في القضاء على هذه الظاهرة المنتشرة. وهذا حدا بالحكومة السعودية إلى إصدار قرارات جديدة فرضت بموجبها للمرة الاولى&عقوبات مغلظة على المفحطين، تتضمن السجن وحجز المركبة ودفع غرامة مالية تصل إلى 60 ألف ريال سعودي.

قال عادل صالح، عضو الجمعية السعودية للدراسات الاجتماعية: "المفحط شخصية غير مسؤولة، وغالبًا ما يرى أن لا دوراً له في الحياة، أو يكون مكتئبًا يعاني ضغوطًا نفسية، وفي ظل ضعف رقابة الاسرة يمارس التفحيط لجذب الانتباه وجلب السعادة".

اضاف لـ"إيلاف" أن المفحط لا يخشى الموت في العادة، ولا يتأثر بقتلى حوادث التفحيط، لأن لديه ميولًا انتحارية، ولا قيمة للحياة عنده، لأن الأهم هو حب الظهور والشهرة".

سلوك منحرف

تابع صالح أن ممارسات التفحيط لا تمثل بؤرة لخسائر في الأموال والأرواح والممتلكات فحسب، بل أيضًا بؤرة لسلوكيات منحرفة ومخالفات قانونية، حيث اصبحت بوابة لتعاطي المخدرات وترويجها، وحيث إن كثيرًا من السائقين يقومون بالتفحيط وهم تحت تأثير المخدرات، أضف إلى ذلك فإن كثيرًا من حوادث سرقة السيارات في السعودية يعود سببها إلى التفحيط.

وختم صالح: "القوانين الجديدة خطوة في الطريق الصحيح، لكن من الضروري ايضًا توفير بدائل آمنة للشباب يجدون فيها متسعًا للتعبير عن أنفسهم وتفجير الطاقات التي يتمتعون بها بطريقة إيجابية، فيما يبقى الدور التثقيفي التوعوي هو الأبرز في مكافحة هذه الظاهرة الخطرة، حماية للشباب المفحطين أولًا من نتائج أفعالهم، وحمايةً للمجتمع من شرورهم".
&