فيما قال وزير المالية العراقي المقال هوشيار زيباري إن القوات التركية موجودة في الأراضي العراقية منذ عام 1995، فقد أكد العبادي عدم السماح للقوات التركية بالمشاركة في تحرير الموصل بأي شكل من الأشكال، متحديًا أنقرة إبراز أي وثيقة تؤكد طلب العراق مساعدات عسكرية من تركيا، في حين أكد أردوغان أن العبادي هو الذي طلب تلك القوات.

إيلاف من بغداد: أكد زيباري القيادي في الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني أن القوات التركية موجودة في الأراضي العراقية منذ عام 1995، موضحًا أن حكومة الإقليم لم تطلب قدوم تلك القوات المتواجدة حاليًا في قاعدة بعشيقة في جنوب مدينة الموصل في محافظة نينوى.

وأوضح قائلًا إن "تواجد القوات التركية في العراق ليس بالأمر الجديد".. مشيرًا إلى أن "القوات التركية كانت متواجدة منذ عهد النظام السابق، وباتفاق معه، وتحديدًا في عام 1995، لمراقبة تحركات ونشاطات حزب العمال الكردستاني التركي وهجمات مقاتليه عبر الحدود.&

أضاف زيباري في مقابلة تلفزيونية مع قناة "السومرية" العراقية الليلة الماضية أن "القوة التركية الحالية المتواجدة في بعشيقة جاءت على أساس أنها قوة من ضمن التحالف الدولي، بحجة محاربة الإرهاب، الأمر الذي خلق أزمة. وقال إن "المباحثات بين الحكومتين العراقية والتركية لم تتوصل إلى حل بشأن وجود هذه القوات".. مؤكدًا أن "إقليم كردستان لم يطلب قدوم هذه القوات، لكن وجودها أصبح أمرًا واقعًا".

تحويل مقرب من المالكي 6 مليارات دولار للخارج
من جهة أخرى، كشف زيباري عن الشخص، الذي قال في وقت سابق إنه حوّل أكثر من ستة مليارات دولار إلى مصرف خارج العراق، هو سياسي قريب من ائتلاف دولة القانون برئاسة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، فيما أشار إلى "وجود حماية سياسية" للمصرف لقربه من الائتلاف.

وأوضح زيباري: "قلت في تصريحات سابقة إن هناك شخصًا حوّل مبلغًا قيمته أكثر من ستة مليارات دولار إلى الخارج خلال مدة أكثر من سنتين".. مبينًا أن "هذا الشخص سياسي قريب من دولة القانون". وأشار إلى أن "المصرف الذي قام بتحويل الأموال محميّ سياسيًا، وعلى الرغم من أنه مصرف صغير، لكن لديه هذه الصلاحية في تحويل مبلغ ضخم من الأموال كهذا".. لافتًا إلى أن "المصرف قريب أيضًا من دولة القانون".

بعشيقة المدينة العراقية الشمالية في جنوب الموصل

وكان زيباري كشف في وقت سابق عن تحويل مدير مصرف الهدى الأهلي وعضو دولة القانون المدعو حمد الموسوي مبلغًا وقدره 6 مليارات و450 مليون دولار إلى حسابه الشخصي في الخارج. وأكد أن عملية التحويل تمت من خلال تقديم أوراق ووثائق مزورة وشراء دولار من البنك المركزي العراقي، وتحويله إلى الخارج، بأسماء شركات، ومن ثم نقلها إلى حساب خاص للموسوي في أحد البنوك.

وأوضح زيباري أنه قدم ملف فساد خطيرًا وكبيرًا جدًا إلى رئيس اللجنة المالية البرلمانية السابق، ولم تتم محاسبة المتورطين فيه أو توضيح كيفية إتمام تحويل مالي بهذا القدر للمدعو حمد الموسوي، وبأوراق مزورة، ولم يتم اتخاذ أي إجراءات بحقه لغاية هذه اللحظة.

وفي 21 من الشهر الماضي سحب البرلمان العراقي الثقة من زيباري، بعد أسابيع من استجوابه حول مخالفات مالية. إثر ذلك هاجم زيباري النائب عن جبهة الإصلاح هيثم الجبوري عضو ائتلاف دولة القانون برئاسة المالكي، الذي قدم طلب استجوابه لاستناده إلى "بيانات مضللة للرأي العام" في طلب استجوابه، واتهمه بـ"السعي إلى الإساءة إلى سمعة وزارة المالية".. واعتبر أسئلة الاستجواب "استهدافًا شخصيًا".

العبادي يتحدى أنقرة إبراز أي وثيقة تؤكد طلب مساعدات عسكرية منها
هذا وتحدى رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي تركيا في إبراز أي وثيقة تثبت طلب العراق منها أي مساعدة عسكرية تتمثل في إرسال قوات مقاتلة على أرضه.

وقال العبادي في كلمة موجّهة إلى العراقيين الليلة الماضية، وتابعتها "إيلاف"، إن القوات العراقية هي وحدها التي تقاتل على الأرض، ولا يوجد سواها من القوات. وشدد بالقول: "أتحدى الجانب التركي أن يبرز أية وثيقة تثبت أن العراق طلب مساعدة عسكرية تتمثل في إرسال قوات مقاتلة على أرضه".

وأكد العبادي أن بلاده ترفض مشاركة القوات التركية في معركة استعادة الموصل من تنظيم داعش.. موضحًا عدم وجود قوات أجنبية تقاتل على الأرض العراقية، باستثناء "قوات الاحتلال التركي".. نافيًا وجود أي اتفاقية لدخول الجيش التركي، بل "هناك اتفاق على تدريب الشرطة العراقية في الأراضي التركية".

تحرير داخلي
وشدد بالقول: "لن نسمح للقوات التركية المشاركة في أي شكل من الأشكال، لا في التخطيط ولا التنفيذ، والقوات العراقية وحدها من تقاتل، ولن نسمح للقوات التركية بأن تشارك في معركة الموصل".

أضاف قائلًا "لدينا خطط متكاملة لتحرير الحويجة في كركوك، حيث إن المعركة تدار بأيدٍ عراقية من دون تدخلات أجنبية مشاركة أي صنف للقوات المسلحة هو ضمن المصلحة الوطنية، ولا يوجد لدينا أي تحيز لقوات دون أخرى".. مشددًا بالقول "نحن نقلب الصفحة الأخيرة لوجود داعش في العراق اليوم".

من جهته، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس أنّ بلاده لا تنوي سحب قواتها المتواجدة في معسكر بعشيقة في شمال العراق، قبل أن تنتهي أزمة الموصل، ويتم تحريرها من تنظيم داعش.. مشيرًا إلى أن تلك القوات ستشارك في معركة الموصل رغم معارضة الحكومة العراقية.. معتبرًا أن مطالبات رئيس الوزراء حيدر العبادي بخروج تلك القوات من العراق هي "تنفيذ لتعليمات يتلقاها من جهات خارجية".

وقال إن "تركيا لا تنوي سحب قواتها المتواجدة في معسكر بعشيقة العراقية قبل أن تنتهي أزمة مدينة الموصل، ويتم تحريرها من تنظيم داعش الإرهابي، وينعم أهلها الأصليون بالأمن والسلام".

أردوغان مصرّ على المشاركة
وأضاف أردوغان أن "تركيا ستشارك في عملية تحرير الموصل رغم معارضة الحكومة المركزية في بغداد".. وأكد أن "تواجد القوات التركية في معسكر بعشيقة جاء استنادًا إلى طلب تقدّم به رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي قبل عامين".

وأمس، أعلن رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني أن جميع الاستعدادات لعملية تحرير مدينة الموصل اكتملت، وحان وقت بدء المعركة. ويتوقع أن تلعب قوات البيشمركة كردية دورًا كبيرًا في المعركة لاستعادة الموصل، ثاني أكبر المدن العراقية، والتي يسيطر عليها تنظيم داعش منذ يونيو 2014.

ويتوقع إعلان بدء عملية تحرير الموصل قريبًا في معركة يرجّح أن تكون الأكثر صعوبة وتعقيدًا في الحرب ضد التنظيم، وقد تتسبب العملية بأزمة إنسانية، مع تحذير الأمم المتحدة من أنها قد تؤدي إلى تشريد نحو مليون شخص، مع اقتراب فصل الشتاء.

وتخشى أنقرة احتمال مشاركة ميليشيات الحشد الشعبي الشيعية أو مقاتلين أكراد متحالفين مع حزب العمال الكردستاني التركي، الذي تعتبره تركيا تنظيمًا "إرهابيًا" في هجوم الموصل. &

وازدادت حدة التوتر بين العراق وتركيا، بعدما دعت بغداد أنقرة مرارًا إلى سحب قواتها من معسكر بعشيقة، الواقع في شمال شرق الموصل. وحذر العبادي من أن انتشار القوات التركية على أراضي بلاده يهدد بحرب إقليمية. &&


&


&