فيما تستمر استفزازات المليشيات الانقلابية لحركة التجارة العالمية في منطقة مضيق باب المندب والبحر الاحمر وخليج عدن، تشدد الرئاسة اليمنية على ضرورة تعزيز التنسيق بين دول العالم وتكاتف جهود المجتمع الدولي لضمان وقف أي اعمال &تهدد الأمن والاستقرار العالميين في سواحل اليمن الجنوبية والغربية.

إيلاف من عدن: شهدت منطقة مضيق باب المندب وخليج عدن والبحر الاحمر خلال الايام القليلة الماضية توتراً امنيًا وعسكريًا، اثر محاولات مليشيات الحوثي وقوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح &زعزعة الامن والاستقرار وتهديد حركة &التجارة العالمية ، خاصة في مضيق باب المندب الاستراتيجي الذي تشرف اليمن&على احدى ضفتيه.

ورصد المراقبون عدة مغامرات للانقلابيين&لتعكير سلامة طرق الملاحة الدولية، فقد استهدفت المليشيات سفينة تجارية اماراتية كانت تحمل على متنها بضائع ومساعدات انسانية للشعب اليمني، بالإضافة الى تواجد عدد من الركاب المدنيين.

وأوضح التحالف العربي في بيان صحفي أن السفينة "كانت في إحدى رحلاتها المعتادة من وإلى مدينة عدن لنقل المساعدات الطبية والإغاثية وإجلاء الجرحى والمصابين المدنيين لاستكمال علاجهم خارج اليمن".

ولاحقا أعلن مسؤولان بوزارة الدفاع الأميركية، أن البحرية الأميركية أرسلت ثلاث سفن حربية &إلى سواحل اليمن الجنوبية، بعد استهداف الحوثيين لسفينة إماراتية في باب المندب. ونقلت قناة فوكس نيوز عن المسؤولين العسكريين قولهما إنه تم إرسال السفن الحربية البحرية إلى الطرف الجنوبي من مضيق باب المندب، الذي يربط بين البحر الأحمر إلى خليج عدن.

وفي مواجهة هذا التطور، حذرت القوات البحرية والدفاع الساحلي، التابعة للانقلابيين، السفن الأميركية وغيرها، من أنها ستكون أهدافًا مشروعة، في حال قامت بمساعدة قوات التحالف العربي. كما حذرت بحرية الإنقلابيين&من دخول أي سفينة&المياه الإقليمية اليمنية دون أخذ إذن مسبق من سلطات الانقلاب.

الى ذلك أعلنت قوات الحزام الأمني بعدن أن الحكومة الإماراتية زودتها بزوارق بحرية لتعقب عمليات تهريب البشر وتأمين منطقة باب المندب وخليج عدن.&

وذكر مركز الإعلام الأمني التابع للقوات - في بيان - أن دولة الإمارات قدمت مؤخرًا عددًا من الزوارق البحرية لقوات الحزام الأمني بهدف تأمين المنطقة البحرية المحيطة بعدن وصولاً إلى باب المندب.&

وأضاف أن عملية نشر الزوارق ستتم بعد استكمال قوات الحزام الأمني تأمين المناطق البرية بمحافظات عدن ولحج وأبين، مشيرا إلى أن قوة متخصصة من الحزام الأمني ستتولى مستقبلاً عمليات التأمين للمنطقة البحرية بخليج عدن وصولاً إلى باب المندب.&

دعوة للتنسيق &

اكد السكرتير الصحافي للرئاسة اليمنية مختار الرحبي على الاهمية الاستراتيجية والعسكرية التي يحتلها مضيق باب المندب الذي تشرف عليه اليمن، والذي يعد احد شرايين حركة الملاحة العالمية .

وقال الرحبي في حديث خاص لـ"إيلاف" إن الاقليم والعالم بات يدرك الآن اهمية هذا المضيق، ويشعر بخطورة &تهديد الميليشا الانقلابية وقوات علي عبدالله صالح لحركة التجارة العالمية وعمليات الاستفزاز التي يقومان بها، وخاصة&بعد&الهجوم على السفينة &الاماراتية ، ثم على &المدمرة الاميركية قرب المياه الاقليمية للجمهورية اليمنية، مشيرًا الى ان وجود الميليشات في سواحل الحديدة والمخا والمشرفة على البحر الاحمر، يشكل خطورة بالغة على الملاحة الدولية، باعتبار ان مضيق باب المندب يشكل حجر الزاوية لتجارة العالم، لاسيما وان &ثلث نفط العالم يمر عبر هذا المضيق.

ودعا السكرتير الصحافي للرئاسه اليمنية في ختام حديثه لـ"إيلاف" العالم الى مساعدة قوات التحالف العربي والشرعية اليمنية والجيش الوطني اليمني في التأمين الامثل للمضيق والسواحل اليمنية، وبالتالي تأمين خطوط الملاحة الدولية، مشددًا على ضرورة تعزيز التنسيق بين دول العالم وتكاتف جهود المجتمع الدولي لضمان وقف أي اعمال تهدد الأمن والاستقرار العالميين في سواحل اليمن الجنوبية والغربية.

دور ايراني&

قال الخبير العسكري والاستراتيجي العميد ركن مساعد احمد الحريري إن&تهديد الانقلابيين لخطوط &الملاحة البحرية والدولية&يأتي لخدمة ايران، والتي تهدف الى اطالة أمد الحرب في اليمن واستنزاف دول التحالف العربي اولاً.

ونبّه الحريري في حديثه لـ"إيلاف" أن الحوثي وإيران يعملان&على اشراك الولايات المتحدة&بالحرب اليمنية بهدف نزع بساط التحكم بالحرب من دول التحالف العربي، أسوة لما يجري في العراق وسوريا.

وأضاف: "يظن الحوثي ومن معه أن المتحكم المستقبلي بالحرب سيكون بتقاسم الاميركيين والايرانيين، وهذا المؤشر برز في الاونة الاخيرة، حيث تعرضت البارجة الاميركية (ماسون) لعدة صواريخ انطلقت من المواقع التى يسيطر عليها الحوثيون، ناهيك ان تلك&الصواريخ ذات صنع ايراني، وكان الرد الاميركي حسب متحدث البيت الابيض هو الدفاع عن النفس".

الامن القومي العربي

ولفت الحريري الى خطورة التهديدات الحوثية والمدعومة ايرانيًا لأمن وسلامة الملاحة في باب المندب&والبحر الاحمر، قائلاً: "ذلك الخطر الكبير سيؤدي الى تعطيل &خطوط امدادات نقل النفط والتجارة بين دول شرق آسيا&وأفريقيا&واوروبا، ويعتبر خنقًا للسيادة المصرية على قناة السويس، وسيؤثر سلبًا على الامن &القومي العربي لأنه في حال تهديد احد الممرات أو كليهما (قناة &السويس أو مضيق باب المندب) ستتحول السفن وناقلات النفط الى رأس الرجاء الصالح، وهو ما يسبب تكلفة بالغة بالنقل تصل الى ثلاثة اضعاف، بل أن الاهم من ذلك فقدان اليمن ومصر ودول عربية أخرى السيطرة والتحكم بطريق&التجارة العالمي".

حماية المضيق

ودعا الحريري التحالف العربي الى التصدي لتهديدات الانقلابيين، والتعامل معها&بحسم وقوة، وعدم السماح لهم&بالسيطرة على مضيق باب المندب، لافتًا الى ان السيطرة على الممر المائي البحري لمضيق باب المندب تعد سيطرة على حركة السفن الداخلة والخارجة الى منفذ البحر الاحمر، كونه منفذًا هامًا يربط شرق وغرب آسيا&بقارتي&أفريقيا واوروبا عبر البحر الابيض المتوسط ، مشددًا على اهمية قيام&التحالف العربي بحماية المضيق من الاعتداء الخارجي من قبل ايران، مطالبًا&المقاومة والجيش الوطني التقدم والسيطرة على المواقع &المطلة على المضيق وخاصة جزيرة&بريم اليمنية الجنوبية.

العودة لحدود الدولتين&

وأشار المحلل العسكري والاستراتيجي في حديثه لـ"إيلاف" الى أن مضيق باب المندب يقع ضمن حدود الدولة الجنوبية السابقة التي كانت عاصمتها عدن.

واستطرد شارحًا ذلك&بالقول: "جزيرة ميون هي تابعة لمحافظة عدن وتشرف على مدخل مضيق باب المندب، وليس كما يصف بعض الاعلاميين أن المضيق يتبع محافظة&تعز، فذلك&غير صحيح، ولكن جبل الشيخ سعيد المطل على الجزيرة&من الشمال، هو من يقع ضمن جغرافيا حدود محافظة تعز، والذي يتحكم&بالسيطرة عليه حاليًا الحوثيون".

ويمضي الحريري في حديثه&الى أبعد من ذلك، قائلاً: "إن اعادة الدولتين السابقتين (في اليمن) الجنوبية والشمالية الى حدود ما قبل عام 1990، هو الضمان والحل الوحيد لسلامة الامن القومي العربي والمنطقة &وتأمين لسلامة وأمن الملاحة الدولية &في البحر الاحمر ومضيق باب المندب، وبغير ذلك&سيكون الامن العربي معرضاً للإرهاب والقرصنة البحرية&والملاحية لحركة التجارة فيه، واعتقد ان مشكلة أمن الممرات المائية والملاحة الدولية في هذه المنطقة الاستراتيجية من العالم&لن تنتهي بانتهاء وتوقف&الحرب اليمنية، إلا بحل عادل للقضية الجنوبية، لا سيما أن الاشقاء في الخليج يعلمون ذلك علم اليقين، ويعلمون ايضًا أن &المقاومة الجنوبية هي الشريك الفاعل الى جانب التحالف العربي ومفتاح النصر لوقف التمدد الفارسي في الجنوب والشمال معًا".


&