أجرت أسماء الأسد، زوجة الرئيس السوري، لقاء مع قناة روسية، اعتبرت أوساط المعارضة أنها أكدت من خلاله أنها شريكة زوجها في جرائمه في قتل السوريين، وطالبتها بأن تكون أمًا وإنسانة تشعر بشعور الأمهات الثكالى اللواتي فقدن أطفالهن وعائلاتهن.

إيلاف من لندن: قالت مزن مرشد، عضو المكتب السياسي في تيار الغد السوري، في تصريح خاص لـ"إيلاف"، إنه "إذا ما نظرنا إلى المقابلة من ناحية توقيتها، لاستغربنا لماذا تكون مقابلة الزوجة أسماء الأسد، بعد يومين فقط من مقابلة مماثلة مع زوجها بشار الأسد، ومع المؤسسة الإعلامية نفسها، هذا ما يدفعنا إلى قراءة ما بين سطور هذه المقابلات بعيدًا عن حرفية ما قيل فيها
".

صورة المثقفة
وأوضحت مرشد "أنه في مقابلة الأسد حاول الزوج أن يتنصل من مسؤوليته عن موت أكثر من مليون سوري، ودمار أكثر من ثلثي البلاد، ليعلنها صراحة أن ما يدور على أرض بلاده ما هو إلا حرب روسية أميركية، وكأنه يقول لست صاحب قرار، ولا ناقة لي ولا جمل في ما يحصل، متناسيًا أنه هو من استجلب لبلاده شذاذ الآفاق وحثالتها"، على حد تعبيرها.

أضافت: "في مقابلة الزوجة التي حاولت أن تبدو كسيدة قصر من الطراز الرفيع، متحدثة بلغة انكليزية طليقة، حاولت أن تظهر أن منزلها مثل باقي المنازل السورية، يخيّم عليه الحزن تجاه ما يحدث في البلاد
، وأن أطفالها يعانون كباقي الأطفال السوريين من وطأة حرب أكلت طفولتهم".

وأكدت أن أسماء الأسد حاولت في حديثها "أن تركز على محاسن زوجها وصفاته الحميدة، ما جعلني أستغرب حقيقةً هذا التناقض بين وصفها وبين ما لمسناه من صفات زوجها نفسه، التي لم يرَ منها السوريون إلا القتل والتدمير والوحشية، وأبدت تأثرها على أطفالها الذين حرموا من طفولتهم، بسبب الحرب، متناسيةً ما عاناه أطفال سوريا من قتل وتهجير ورعب وموت وجوع".

فقدت إنسانيتها
وقالت مرشد إنه كان من الأجدى بأسماء أن تشعر "بمشاعر الأمهات الثكالى، اللواتي فقدن أبناءهن من منطلق أمومتها لا أكثر
".

واعتبرت أن السيدة التي ولدت وتربت في بريطانيا، والتي تحدثت بالانكليزية كلغة أم، كان الأجدى بها أن تتعلم من هذه البلاد إنسانيتها، وأن تتذكر أن هذه اللغة هي اللغة التي كتب بها أول عهد من عهود حقوق الإنسان: "كان من الأجدى لو أخذت دورها بشكل حقيقي كسيدة أولى وأم، وكصاحبة تربية ديمقراطية أن تأخذ دورها في مبادرة إنسانية على الأقل لوقف الموت في بلادها، أو محاولة ثني زوجها عن قتل شعبه، وفي أضعف الإيمان، لربما كنا سنتعاطف معها ومع أبنائها، ولو قليلًا، لو أنها خرجت وأخرجتهم من البلاد، لا أن تكون بجانب قاتل تسانده في مذابحه، وتشد من أزره، وتعزز من عزيمته في إيغاله بالظلم
".

وطالبت مرشد أسماء الأسد بـ "أن تكون على الأقل أمًا تشعر بشعور أمهات سوريا، لكنها مع الأسف أوضحت واعترفت بأنها شريكته في جريمة القرن تجاه شعب بكامله". وكانت أسماء الأسد قالت إنها رفضت كل العروض التي قدمت إليها من أجل مغادرة سوريا مع أطفالها أو الهروب مع "ضمانات مالية"، لكنها رفضت ذلك كله، كما أكدت في المقابلة.

عروض للهرب
وأوضحت في حديث مع قناة (روسيا24) "لم أفكر أبدًا في أن أكون في أي مكان آخر.. نعم عرضت عليّ مغادرة سوريا أو بالحري الهرب من سوريا".

وقالت إن العروض تضمنت "ضمانات بالسلامة والحماية لأطفالي، بما في ذلك ضمانات مالية". لكنها قالت إن "الأمر لا يحتاج عبقرية لمعرفة ما كان يسعى إليه هؤلاء الأشخاص، فعليًا لم يكن الأمر يتعلق برفاهي أو رفاه أبنائي، لقد كانت محاولة متعمدة لزعزعة ثقة الشعب برئيسه"، على حد قولها.

واعتبرت أنه من سخرية القدر "أن تركز وسائل الإعلام الغربية على وضع النازحين والسكان المأساوي القابعين في المناطق الخاضعة للمسلحين، وتهمل معاناة النازحين إلى المناطق الأخرى في سوريا".
&& &
&