لوس انجليس: تعيش سوليداد هيريرا في الولايات المتحدة منذ أكثر من خمسين عاما، لكنها هذه السنة تصوت للمرة الأولى، وقد تم تجنيسها الثلاثاء في لوس أنجليس مع اربعة الاف شخص يتنافس الديموقراطيون والجمهوريون في معركة ضارية للفوز باصواتهم.

"هل أنتم مسجلون للتصويت؟" ذلك هو السؤال الذي يطرح على المواطنين الجدد فور خروجهم من القاعة في لوس أنجليس حيث أقسموا على الولاء للولايات المتحدة وأدوا النشيد الوطني في آخر حفل تجنيس قبل انتخابات 8 نوفمبر.

يخرج مندوبون من الحزبين الديموقراطي والجمهوري من أكشاك أقيمت على جانبي القاعة، فيهرعون نحو المواطنين الحديثي التجنيس ليحاولوا تسجيلهم على القوائم الانتخابية لواحد من الحزبين، وإشراكهم في حملة انتخابات رئاسية محتدمة تصدرتها مسالة الهجرة.

يقف البعض قرب صور كبيرة على ورق مقوى للمرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون أو الرئيس باراك أوباما وزوجته ميشيل أوباما.

وفي الجهة المقابلة، تنتصب صور اخرى للمرشح الجمهوري دونالد ترامب والرئيس السابق رونالد ريغان (1981-1989)، أبرز وجوه الحزب الجمهوري.

إلى جانبه تقف سوليداد لتخليد هذه اللحظة الهامة في حياتها، لأنها تجنست بموجب قرار وقعه ريغان عام 1986، وقضى بتشريع أوضاع عدد كبير من المهاجرين غير الشرعيين.

غير أنها مصممة على التصويت لهيلاري كلينتون.

وقالت المكسيكية البالغة من العمر 74 عاما وهي ام لعشرة أولاد لوكالة فرانس برس، إن كلينتون "انسانة جيدة".

وتروي أنها كانت في الـ25 من العمر حين عبرت الحدود بتأشيرة دخول مؤقتة، ولم تغادر الولايات المتحدة منذ ذلك الحين. غير أنه لم يتم تجنيسها من قبل لأنها لم تكن تحسن القراءة والكتابة، وكان عليها أن تتعلم كيف توقع اسمها.

وقبل ثلاثة أسابيع من الانتخابات، تعزز هيلاري كلينتون تقدمها في استطلاعات الرأي في مواجهة دونالد ترامب الذي وعد ببناء جدار على الحدود مع المكسيك وبطرد حوالى 11 مليون مهاجر في وضع غير قانوني.

"ترامب أهاننا"

كذلك قالت بياتريس مازارييغوس (34 عاما) المتحدرة من غواتيمالا وتم تجنيسها الثلاثاء، إنها تعتزم التصويت لهيلاري كلينتون، مضيفة "ترامب أهاننا جميعا، نحن المتحدرين من اميركا اللاتينية".

وبحسب أرقام مكتب "بيو ريسيرتش" للدراسات، وصل عدد الناخبين من اصول لاتينية الذين يمكنهم الادلاء باصواتهم في انتخابات 8 نوفمبر الى رقم قياسي قدره 27,3 مليون ناخب.

ويرفع مكسيكي عمره 34 عاما رفض كشف اسمه، لافتة كتب عليها "المكسيك مع ترامب"، وهو وصل إلى الولايات المتحدة قبل 25 عاما لكنه لم يتم تجنيسه بعد.

وهو يرى أن دونالد ترامب سينجح أكثر من منافسته في مكافحة تهريب المخدرات عبر الحدود مع المكسيك، مقللا من اهمية السجال حول مسألة الجدار.

وقال إن "المشكلة الفعلية هي مشكلة القتلة المأجورين التابعين (لبارون المخدرات المكسيكي خواكين) "إل تشابو" غوزمان والذين يغتالون القضاة"، في إشارة إلى القاضي فيسينتي برموديز الذي حقق في عدد من الملفات المرتبطة بعصابات المخدرات وتم اغتياله الاثنين.

كذلك يميل رودريغو فينيغاس (63 عاما) المتحدر من المكسيك الى التصويت لرجل الأعمال الثري. وهو حصل على الجنسية الأميركية منذ سنوات وكان الثلاثاء يرافق زوجته ميريا ميدرانو (47 عاما) المتحدرة من جمهورية الدومينيكان، إلى مراسم التجنيس، آملا في إقناعها بالتصويت مثله.

وأوضح أن "خطاب (ترامب) حول بعض المجموعات الاثنية، حول النساء، مثير للجدل، لكن لا اعتقد أن هذا هو الأهم"، مثنيا على "مهارة" المرشح الجمهوري في الأعمال.

جنست الولايات المتحدة حوالى 6,6 ملايين مهاجر خلال العقد المنصرم، وحوالى 730 الفا العام الماضي.

وانضم رانجيت سينغ المولود في الهند قبل 38 عاما والذي وصل الى الولايات المتحدة قبل 13 عاما، الى صفوف المجنسين حديثا الثلاثاء. وبعد الحفل، تسجل على القوائم الانتخابية، لكنه لا يزال مترددا بعد اشهر من المواجهات والمعارك الضارية بين المرشحين.

وتقول العراقية نجلاء النعم (75 عاما) التي وصلت الى الولايات المتحدة قبل خمس سنوات للانضمام الى ابنها، انها كانت تحلم منذ سنوات بأن تصبح أميركية.

وحين تسأل هذه الناخبة الجديدة التي لا تجيد الانكليزية بعد لمن ستصوت في الانتخابات المقبلة، يجيب مترجمها ضاحكا "لا تريد أن تقول لي".