حلب: دخلت الهدنة الانسانية التي اعلنت عنها روسيا في مدينة حلب في شمال سوريا حيز التنفيذ عند الساعة الثامنة صباحا بالتوقيت المحلي (05,00 ت غ)، والهدف بحسب موسكو اجلاء مدنيين ومقاتلين راغبين في مغادرة احياء المدينة الشرقية. 

واعلن الجيش السوري بدوره مساء الاربعاء ان الهدنة الانسانية في الاحياء الشرقية الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة في حلب ستطبق على مدى ثلاثة ايام لثماني ساعات يوميا بدءا من صباح الخميس، بعدما كانت روسيا تحدثت عن سريانها ليوم واحد. 

وتهدف الهدنة الانسانية بحسب روسيا الى فتح الطريق أمام اجلاء مدنيين ومقاتلين راغبين بمغادرة الاحياء الشرقية عبر ثمانية ممرات، اثنان منها للمقاتلين، هما طريق الكاستيلو شمال حلب وسوق الهال في وسط المدينة.

وافاد مراسل فرانس برس في الاحياء الشرقية المحاصرة ان سكانا يبدون رغبتهم بالمغادرة لانهم تعبوا من الحصار والقصف، لكنهم في الوقت نفسه لا يثقون بالنظام. 

وقال محمد شياح (37 عاما)، احد سكان حي الجلوم في شرق حلب، "بالرغم من انني بحاجة للخروج من هنا بسبب تردي الاوضاع المعيشية نتيجة الحصار وعدم توفر الطعام والشراب وفرص العمل، إلا انني لن اخاطر بنفسي وعائلتي واكون اول من يخرج من هذه المعابر".

واضاف "ساراقب وانتظر واذا كانت المعابر امنة ولم يحدث فيها حالات قنص سوف اخرج". ويعيش 250 الف شخص في شرق حلب في ظروف انسانية صعبة في ظل تعذر ادخال المواد الغذائية والادوية والمساعدات منذ ثلاثة اشهر.

ووجدت الامم المتحدة ان الهدنة التي اعلنت عنها روسيا غير كافية. وقال موفد الامم المتحدة الى سوريا ستافان دي ميستورا ان الهدنة "كافية اذا ما طبقناها سريعا لتنفيذ عملية اخلاء طبي (...) في الواقع ما نحن بحاجة اليه في الحال هو التمكن من اجلاء 200 جريح منذ ايام عديدة".

وقف القصف

وتشهد الاحياء الشرقية في حلب منذ 22 سبتمبر هجوما لقوات النظام تزامن مع غارات روسية كثيفة واخرى سورية اوقعت مئات القتلى وألحقت دمارا كبيرا لم تسلم منه المستشفيات.

وبعد حوالى شهر على الهجوم، تشهد الاحياء الشرقية منذ صباح الثلاثاء هدوءا، بعدما اعلنت موسكو وقف القصف الجوي تمهيدا للهدنة الانسانية.

وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في ختام قمة روسية-فرنسية-المانية في برلين مساء الاربعاء ان بلاده مستعدة "لتمديد وقف ضرباتها الجوية" على حلب "قدر الامكان".

ووصف الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بدوره ما يجري في حلب في ختام لقائه بوتين والمستشارة الالمانية انغيلا ميركل بـ"جريمة حرب".

واضاف "اول الموجبات هو وقف القصف من قبل النظام وداعميه"، موضحا "لدينا انطباع بانه يمكن تمديد الهدنة، ولكن يعود للنظام السوري ولروسيا ان يبرهنا عن ذلك".

واكدت موسكو الاربعاء ان المقاتلات الروسية والسورية "ستبقى على مسافة 10 كلم من حلب" خلال الهدنة، كما اعلنت دمشق ان الجيش السوري انسحب "الى مسافات تسمح للمسلحين بمغادرة الاحياء الشرقية".

وجدد الجيش السوري دعوته "جميع المسلحين في الاحياء الشرقية لمدينة حلب الى ترك السلاح".

الا ان عضو المكتب السياسي في حركة نور الدين زنكي المعارضة ياسر اليوسف اكد لوكالة فرانس برس ان "المبادرة الروسية لا تعنينا بالمطلق، هم انتهكوا كل المبادرات السابقة ولا نثق بهم بالمطلق".

واضاف "من هم حتى يقررا تهجير الشعب السوري الثائر ضد الديكتاتور الاسد"، مشددا "لن نتخلى عن حقنا في الدفاع عن اهلنا و عن انفسنا امام آلة القتل الروسية والنظام".

وتعد مدينة حلب الجبهة الابرز في النزاع السوري، وهي تشكل محور المباحثات الدولية منذ تصاعد التوتر الروسي الاميركي على خلفية انهيار هدنة في 19 اسبتمبر بعدما صمدت اسبوعا.