شنت قوات البيشمركة التابعة لإقليم كردستان العراق الشمالي اليوم هجومًا واسعًا من محورين لتحرير مدينة الأيزيديين ناحية بعشيقة.. فيما أعلن محافظ كركوك قتل 60 عنصرًا لتنظيم داعش خلال هجومهم على المدينة وسيطرتهم على أجزاء منها، بينما هاجم التنظيم من ثلاثة محاور قضاء الرطبة، الذي يحاذي الأراضي السعودية والسورية والأردنية في محافظة الأنبار الغربية.&

إيلاف من بغداد: شنت قوات البيشمركة الأحد عملية عسكرية من المحورين الشرقي والغربي ضد مواقع تنظيم داعش في محور ناحية بعشيقة، التي تقطنها غالبية من الأيزيديين في شمال شرق الموصل. وفور بدء الهجوم تمكنت القوات من استعادة قريتي تربزاو والفاضلية، كما قالت شبكة الإعلام الكردية رووداو.. لافتة إلى أنها &تتوجه حاليًا لاستعادة قريتي تيسخراب وعمر قامجي لتحريرهما من قبضة داعش.

وتبعد ناحية بعشيقة عن مركز مدينة الموصل 20 كيلومترًا، وكان يقطنها 140 ألف شخص، قبل اجتياحها من قبل داعش في صيف عام 2014. وتقع الناحية في سهل نينوى، وهي من المناطق الزراعية، وتشتهر بزراعة الزيتون.&

معظم سكان منطقة بعشيقة هم من الأيزيديين، وتسكنها أيضًا نسبة من ذوي الديانات الأخرى من مسلمين ومسيحيين وشبك وحولها 17 قرية عربية و6 قرى أيزيدية وقرية واحدة من التركمان، ومعظم سكان الناحية يتحدثون العربية، إضافة إلى السريانية والكردية والتركمانية.


قوات البيشمركة في جبهة المواجهة الأمامية ضد داعش قرب الموصل

يشكل الأيزيديون نسبة 70 بالمائة من سكان بعشيقة، والمسيحيون من سريان كاثوليك وسريان أرثودكس 25 بالمائة، والمسلمون 5 بالمائة، وقلة من الأكراد. وتتبع الناحية 47 قرية، تضم خمس ثقافات فرعية. إلى أن التنظيم حشد العديد من الانتحاريين والسيارات المفخخة في القضاء. وكانت القوات العراقية قالت أمس إن قواتها اقتحمت الحمدانية، ورفعت العلم العراقي فوق مبنى المستشفى فيها.

وأوضحت أن قصف الجيش شمل أيضًا مواقع داعش في القرى المحيطة بناحية برطلة، فيما تحوم المقاتلات الحربية بشكل مستمر في سماء المنطقة. وأكدت أن داعش حشد العديد من المسلحين في الحمدانية، كما أعد العشرات من السيارات المفخخة والانتحاريين لمنع تقدم القوات العراقية في المنطقة.

على الصعيد نفسه اعلنت هيئة الحشد الشعبي أن القوات المشتركة صدت هجمات انتحارية لتنظيم داعش على منطقة الخوين في جنوب الموصل.. وقال بيان لإعلام الحشد الشعبي إطلعت على نصه "إيلاف" إن "قوات الشرطة الاتحادية والحشد الشعبي أحبطت هجمات انتحارية لتنظيم داعش في الخوين في جنوب الموصل".&

من جانب آخر أعلنت إدارة قضاء الرطبة في محافظة الأنبار بالقرب من الحدود الأردنية والسورية اليوم أن تنظيم داعش شن هجومًا واسعًا على القضاء من ثلاثة محاور.

وقال قائمقام الرطبة عماد مشعل الدليمي في تصريح صحافي إن "عناصر تنظيم داعش هاجموا، صباح اليوم، القضاء (410 كم غرب الرمادي)، من ثلاثة محاور"، مبينًا أن "الاشتباكات لا تزال مستمرة حتى الآن". وأضاف الدليمي، أن "التنظيم يستخدم جميع أنواع الأسلحة في مواجهة القوات الأمنية المتمركزة في مناطق القضاء".

يذكر أن القوات الأمنية تمكنت من تحرير غالبية مدن الأنبار ومناطقها الرئيسة، وأهمها مركز المحافظة الرمادي والفلوجة أكبر أقضيتها، ولم تتبق إلا ثلاثة أقضية فيها، مازالت تحت سيطرة تنظيم داعش، وهي قضاء القائم وراوه وعنه في غرب الأنبار.

وكان رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي أعلن الاثنين 17عن من الشهر الحالي انطلاق عملية تحرير مدينة الموصل (405 كم شمال بغداد) من سيطرة تنظيم داعش، وأكد أن العملية هي بقيادة الجيش والشرطة الاتحادية، وأطلق على العملية اسم "قادمون يا نينوى".

كارتر يصل إلى أربيل لمباحثات مع بارزاني حول تحرير الموصل
ووصل إلى مدينة أربيل عاصمة اقليم كردستان العراق الشمالي قادمًا من بغداد وزير الدفاع الاميركي اشتون كارتر، حيث بدأ على الفور مباحثات مع رئيس الاقليم مسعود بارزاني حول تطورات معركة تحرير الموصل والدعم العسكري الاميركي لقوات البيشمركة.

وبحث كارتر امس تطورات معركة الموصل مع رئيس الوزراء حيدر العبادي، الذي اكد ان "القوات العراقية تتقدم بشجاعة نحو تحقيق اهدافها بأسرع مما هو مخطط لها والقوات العراقية الوحيدة التي تقاتل على الارض ولا توجد اي قوات اجنبية تقاتل معنا".&

وقال "سمعنا أمس تصريحات عن اتفاق بين العراق وتركيا، ولا صحة لها، فالوفد التركي وصل الى العراق، وعقد اجتماعات، ومقترحاته كانت غير كافية بالنسبة الى العراق، ونحن نقول للجميع إن معركة الموصل عراقية وينفذها ويقودها العراقيون وسيحررون الموصل قريبًا، ولا يسمحون لاي قوة بأن تتدخل فيها".

بدوره هنأ كارتر العبادي والشعب العراقي بالانتصارات المتحققة، وقال نحن فرحون جدا بوحدة الموقف العراقي في المعركة الحاسمة والحتمية. واضاف ان كل الدول التي تساعد العراق تحترم سيادته، ولا يتم تقديم اي مساعدة الا بموافقته.. واضاف "نحن سنستمر في مساعدة العراق ودعمه بالقدر الذي يطلبه مبينا اننا تحدثنا عن الخطوات اللاحقة لتحقيق الاستقرار لما بعد الموصل".

محافظ كركوك: قتل 60 لعناصر داعش خلال هجومهم على المدينة
واحبطت قوات البيشمركة الاحد هجوم لعناصر تنظيم داعش في غرب كركوك، وقتلت جميع المهاجمين، ودمرت آلياتهم. بينما شهدت المدينة عودة الحياة بشكل طبيعي، والدوام الرسمي للمؤسسات والادارات والمدارس والكليات. كما باشرت الدوائر الخدمية بتنظيف الشوارع ورفع الانقاض منها وازالة الاليات المحترقة نتيجة الاشتباكات التي شهدتها احياء عدة في مركز مدينة كركوك.

وأعلن محافظ كركوك نجم الدين كريم في حديث مع وكالة "المدى برس"عن مقتل اكثر من 60 عنصرًا من داعش، مؤكدا ان "الوضع الامني في كركوك اصبح مستقرا جدا، وتم القضاء على معظم عناصر داعش في مركز مدينة كركوك، وتمت معالجة الفلول القليلة المتبقية في الاحياء الجنوبية.&

واشار الى وجود 60 جثة لعناصر داعش في ادارة الطب العدلي، فيما يوجد الكثير من الجثث في المناطق التي حصل فيها اشتباكات مع عناصر التنظيم. وقال ان جميع السيطرات التي تمر بكركوك مع بغداد جنوبًا وكردستان شمالا سيتم فتحها غدا، لافتاً الى ان "القوات التي دحرت الارهاب في كركوك هي قوات عراقية، ومن اهالي المدينة، بينها قوات الحشد التركماتي التي شاركت في مواجهة عصابات داعش في منطقة شاره (10 كم شرق كركوك)".

واشار محافظ كركوك الى ان "رئيس الوزراء حيدر العبادي اتصل بنا مرات عدة، وكان مهتمًا بوضع كركوك وعودة الاستقرار اليها، وهو متطلع الى ان يكون الوضع مستقرا، وان تسيطر القوات العراقية والبيشمركة على الوضع الامني".

وكان تنظيم داعش هاجم كركوك فجر الجمعة الماضي، واستولى على مناطق عدة فيها، قبل أن تتمكن القوات الأمنية من إحباطه، ما أدى إلى مقتل أو إصابة العشرات وإحداث أضرار مادية كبيرة.

وقد أثار الهجوم الإرهابي مجدداً الانتقادات بشأن عدم تحرير مناطق جنوب كركوك وغربها من قبضة تنظيم، ما يشكل "خطراً دائماً" على أمن المحافظة واستقرارها، لاسيما أن القوات الأمنية تحاصر تلك المناطق منذ أسابيع عدة.


&