دفعت بعض&مقترحات المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية دونالد ترامب، بعض مستعملي تمبلر إلى تذكّر&قصّة قصيرة كُتبت في العام 1846، وتتضمّن ايحاء للجدار الذي ينوي ترامب تشييده على حدود المكسيك، وتحول الموضوع سريعا الى ظاهرة لافتة ثم إلى حملة سخرية واسعة من الملياردير.


إبتسام الحلبي من بيروت: إن كنت تظنّ أنّك قادر على توقّع ما قد يكتبه جيل الألفية على مواقع التواصل الاجتماعي، فأعد النظر.

نشأت ظاهرة مثيرة للفضول على موقع التدوين المصغر تمبلر Tumblr، ويمكن تلخيصها في جملة كتبها "برينانزا" وهو أحد مستخدمي هذه المنصة: "أيتها الشركة العملاقة، هل تريدين أن تصبحي على كل لسان؟ هذا الأسبوع، الأولاد مهووسون بقصّة قصيرة كُتبت في العام 1846".

برميل أمونتيادو

والقصة التي يتكلّم عنها هذا المستخدم، هي "برميل أمونتيادو" The Cask of Amontillado، بقلم ادغار آلان بو، وقد شكّلت مصدر وحي لميمز وتعليقات متعددة تربط بين هذه الحكاية المروعة من جهة والأمور الحديثة المقلقة من جهة أخرى.

"وعود ببناء جدار لدونالد ترامب ، شرط أن يشرب القليل من النبيذ في هذا القبو القديم"

وهي تدور حول "مونتريزور" الذي يروي قصة رجل اسمه "فورتوناتو". ما حدث هو أنّ فورتوناتو أهان مونتريزور في أحد الأيام، فقرّر هذا الأخير أن ينتقم، والتقى بفورتوناتو الذي كان يرتدي ثياب مهرج في احتفال كرنفال.

تطورات القصة

تمكّن مونتريزور من إقناع فورتوناتو بمرافقته حتى يتذوّق خمر أمونتيادو Amontillado، علماً أنّه كان مخزناً في سرداب للموتى، وربما كان هذا نذير شؤم، لكنّ حكم فورتوناتو السليم كانت قد أضعفته الكحول.

مونتريزور: "إذا لم يعجبك أحد ما، قم بكل بساطة ببناء جدار بينكما"

تنتهي القصة بدفن فورتوناتو حياً خلف جدار بناه مونتريزور في السرداب.

والأن لنتسائل: ما العلاقة بين هذه القصة الحزينة التي مضى عليها 170 عاماً، وتعليقات مستخدمي تمبلر اليوم (الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و28 سنة وفقاً لمركز بيو للدراسات)؟

ترامب والجدار

لنبدأ أولاً بالجزء المتعلّق بالجدار. من أكثر المواضيع الجديدة إثارة للجدل اليوم، وعد ترامب، في حال انتخابه رئيسا للولايات المتحدةً، ببناء جدار مادي، ومرتفع، وقوي، وجميل، وغير قابل للاختراق على الحدود الجنوبية التي تفصل بين المكسيك والولايات المتحدة.

فأخذ مستخدمو تمبلر هاتين التركيبتين اللتين تبدوان غير مرتبطتين، وبدأوا بالعمل.

المهرجون المرعبون

ننتقل إلى فكرة الانتقام من شخص يرتدي زي المهرج. ما هي الفكرة الموازية في العام 2016؟

كتب أحد مستخدمي تمبلر: "أصبحت قصّة "برميل أمونتيادو" ردة فعل على "وباء المهرجين"، فجميعنا على علم بظاهرة المهرجين المرعبين التي حدثت منذ أسبوع أو أسبوعين. والآن، تدور أفكار المستخدمين حول استدراج مهرج إلى قبو قديم ثم بناء جدار اسمنتي وسجنه وراءه...". على أمل أن تكون رسالة هذا المستخدم مجرّد سخرية، وكذلك الرسالة الظاهرة أدناه والتي نشرها مستخدم آخر (اسمه mymelement): "لماذا لا نأخذ كل المهرجين ... وندفنهم خلف جدار مبني في أحد الأقبية".

ولم تكن هذه سوى بداية عاصفة التعليقات التي حولت رواية "بو" المخيفة إلى أشكال وألوان من المواضيع الثقافية الشعبية المثيرة للجدل.&

"عندما تدرك أن مونتريزور كذب بشأن الأمونتيادو"
&
"من فضلكم، فليذهب الجميع إلى قبو النبيذ"
&
حتى أنّهم ربطوا فيلم 50 Shades of Grey بهذه القصة:

&من أشعل الفتيل؟
&
من هو أول شخص لاحظ أنّ قصة "بو" المحزنة تتحول إلى صور ميمز معبّرة؟&

يبدو أنّ الأمر برمّته بدأ حين قام أحد المستخدمين (popularlesbian) بكتابة: "لست تافهاً ولا أرى فائدة في حمل الضغينة. على أي حال، هلّا ترافقني إلى قبوي لتتذوّق نبيذاً جيداً..."، فردّ مستخدم آخر (hamburgertrousers): "أنا في قبّعة سخيفة، ضائع تماماً: "هل أستطيع مرافقتك حقاً!" فكان تعليق hamburgertrousers هو الذي أشعل الفتيل على تمبلر.

وفقاً لموقع Vox، قد يكون لهذه الظاهرة تفسير منطقي. في الواقع، تسيطر على تمبلر أجواء عيد الهالووين، فمُزجت أعمال ادغار آلن بو القوطية الخيالية بالمجهول والغريب، فتحولت في شهر أكتوبر إلى ميمز.

أعدّت إيلاف هذه المادة عن موقع البي بي سي عبر الرابط التالي.