نصر المجالي:&أعلنت وزارة الدفاع الروسية عن نجاح اختبار صاروخ باليستي عابر للقارات من طراز "إر إس-18"، أطلقته وحدة من قوات الصواريخ الاستراتيجية من قاعدة في&جنوب روسيا، وأسمته المصادر الغربية بـ(الشيطان 2).

وأوضحت وزارة الدفاع في بيان تناقلته وسائل الإعلام الروسية والعالمية أن عملية الإطلاق نفذت ظهر يوم الثلاثاء 25 تشرين الأول/ أكتوبر من قاعدة دومباروفسكي التابعة لقوات الصواريخ الاستراتيجية الروسية في مقاطعة أورينبورغ.&

وتجدر الإشارة إلى أن مطار ياسني الفضائي التابع لقوات الصواريخ الاستراتيجية يشكل جزءا من هذه القاعدة الواقعة في أقصى جنوب الأراضي الروسية على الحدود مع كازاخستان.

صورة مثيرة&

وقالت التقارير الغربية إن روسيا كشفت عن صور مثيرة عن تجرية لإطلاق أكبر صواريخ نووية من نوعها من أي وقت مضى، قادرة على تدمير مساحة تعادل مساحة فرنسا.

ومن جهته، قال البيان الروسي إن الصاروخ نجح في إصابة الهدف المحدد له في ميدان كورا بشبه جزيرة كامتشاتكا بالشرق الأقصى الروسي.

وأضاف أن عملية الإطلاق تستهدف التأكد من مواصفات صواريخ "أر إس-18" المعروفة أيضا باسم "ستيلت"، علما بأن هذه الصواريخ دخلت الخدمة في القوات المسلحة الروسية في العام 1975، أما الجيل الثاني من هذه الصواريخ، فبدأ استخدامه في عام 1979. ويتم إطلاق الصاروخ من منصة تحت الأرض، وينشطر كل رأس صاروخ إلى 6 عناصر قتالية، تبلغ قدرة كل منها 550 كيلو/ طن.

الشيطان 2&

وأطلق على الصاروخ الجديد (آر إس 28 سارمات ـ RS-28 Sarmat أطلق عليها اسم الشيطان 2 من قبل حلف شمال الاطلسي، حيث لديه سرعة قصوى تبلغ 4.3 اميال (7KM) في الثانية الواحدة، وقد تم تصميمه&ليتفوق بالحيلة على أنظمة الدرع المضادة للصواريخ.

ويمكن للصاروخ Sarmat الجديد أن يحمل رؤوسًا حربية زنتها& 40 ميغاطن التي تعادل قوة تدميرها 2000 مرة& من تدمير القنبلة الذرية لهيروشيما وناغازاكي في العام 1945.

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يخطط ليحل&محل القديم&SS-18 أسلحة الشيطان في البلاد بصواريخ جديدة.

صاروخ فويفود

ومن المقرر ان تدخل هذه الصواريخ (ار اس 28) الخدمة في القوات الصاروخية الاستراتيجية بحلول أعوام 2018- 2020، لتحل محل الصواريخ الباليستية "فويفود" (ار اس 20 ف)، التي يسميها الغرب "سَتانا" (الشيطان).

والمعروف أن صاروخ "فويفود" هو أكبر وأخطر صاروخ في العالم. إذ يبلغ وزنه 210 طن، ويحمل 10 رؤوس نووية، وزن كل رأس 750 كيلو طن، ويطير لمسافة تصل إلى 11500كلم. أما من ناحية القدرة التدميرية فإن صاروخ واحد من صواريخ "فويفود" قادر على محو مدينة كبيرة، مثل نيويورك، من وجه الأرض، لذلك أطلق الغرب عليه تسمية "الشيطان". وتملك روسيا من هذه الصواريخ 52 صاروخا، تشكل أحد أقطاب الدرع النووي الروسي.&

وتقول وسائل الإعلام الروسية أما الصاروخ الباليستي الجديد "سارمات" فقد سماه الغرب أيضا بـ"الشيطان" لأنه سيحل محل "الشيطان" القديم. منذ البداية لم يشأ مصممو "سارمات" تطوير الصاروخ القديم "فويفود"، بل وضعوا أمامهم مهمة ابتكار صاروخ جديد يتفوق على "فويفود" بمواصفاته التقنية، وخاصة الصفة الرئيسية للصاروخ الباليستي — الطاقة المركبة، أي نسبة كتلة الصاروخ إلى قوة الدفع، فقد حقق المصممون قفزة نوعية في هذا المجال.&

إذ أن وزن صاروخ "سارمات" أقل من وزن صاروخ "فويفود" بمقدار الضعف، إضافة إلى ذلك أن صاروخ "سارمات" يعمل على الوقود السائل، بدلا من الوقود الصلب. ويتكون من مرحلتين، ولا يتعدى وزنه 110 اطنان.&

رؤوس نووية&

وسيتم تزويد الصاروخ بـ 7-10 رؤوس نووية، ذات توجيه مستقل. فحسب المعلومات المتوفرة، هذه الرؤوس قادرة على المناورة في الجو، وتطير بسرعات دون سرعة الصوت وفوقها، مثلها مثل الرؤوس التي تزود بها صواريخ "توبول& ام" و"يارس" والصواريخ البحرية "بولافا".

وتقول موسكو إن تركيبة الصاروخ الجديد تجعله قادرا على اختراق جميع منظومات الدفاع الصاروخية، سواء الحالية أو المستقبلية، إذ لا توجد في العالم منظومة دفاع صاروخية تستطيع تعقب وتدمير عشرات الرؤوس النووية، التي يطير كل رأس منها، وفقا لمساره الباليستي الخاص المتعرج، فتارة يرتفع وتارة ينخفض، يتجنب الجبال أحيانا، وأحيانا أخرى يتستر بها، يطير بسرعة فوق سرعة الصوت عند الضرورة، وبأقل منها في ظروف أخرى.&

ويسمح احتياط الطاقة لصاروخ "سارمات" بالطيران لمسافة أكثر من 11000كلم، أي عبر كلا قطبي الكرة الأرضية سواء الشمالي أو الجنوبي.