أسامة مهدي: فيما وصل الالاف من عناصر الحشد الشعبي العراقي الى مناطق غرب الموصل، فإن استعدادات تجري لتنفيذ عملية عسكرية لتحرير قضاء تلعفر التركماني من قبضة داعش وقطع الطريق بين المدينة وسوريا لمنع هروب عناصر التنظيم اليها، حيث تم تنفيذ عمليات تشويش على اتصالات التنظيم في المدينة، بينما وصل عدد النازحين من المناطق المحيطة بالموصل الى 9 آلاف شخص.

ووصل الآلاف من مقاتلي تشكيلات الحشد الشعبي الشيعية المدعومة حكوميًا إلى محور غرب مدينة الموصل استعدادًا لشن عملية عسكرية واسعة تستهدف تحرير قضاء تلعفر غرب الموصل، وقطع الطريق الرابط بين الموصل وسوريا، لمنع هروب عناصر التنظيم الى البلد الجار أو وصول دعم عسكري منها الى الموصل.

وقالت هيئة الحشد الشعبي إن ثلاثة آلاف مقاتل من الحشد الشعبي التركماني من مواطني قضاء تلعفر سيشاركون في عملية تحرير القضاء، واشار جواد الطلبياوي المتحدث العسكري باسم كتائب عصائب أهل الحق إحدى فصائل الحشد الشعبي، إن الالاف من مقاتلي الحشد من جميع الفصائل بدأوا بالتجحفل حاليًا في محور القتال في غرب الموصل بانتظار ساعة الصفر التي تحددها قيادة الحشد الشعبي. وتوقع ان تكون المعركة صعبة وشاقة تحتاج جهوداً كبيرة، موضحاً أن تنظيم داعش في المحور الغربي من الموصل حشد قواته وإمكانياته لصد الهجوم.

ولمواجهة الهجوم، فقد لجأ تنظيم داعش الى حفر الخنادق في جنوب الموصل لاعاقة تقدم القوات الامنية، فيما رفع حالة الانذار الى القصوى. وبدأ التنظيم بحفر خنادق من منطقة العلوية إلى تلعفر، وزرعها بعبوات مربوطة بأسلاك ومساحات فاصلة بين عبوة وأخرى. كما رفع التنظيم حالة الإنذار إلى القصوى بين مسلحيه، حيث تم رصد نداءات تدل على طلب القيادات من عناصرها الالتحاق بالمعارك لشدة الضغط عليه.

داعش من سوريا الى العراق

وكان مصدر مقرب من وزير الدفاع الفرنسي قال الاثنين الماضي إن "بضع مئات" من مسلحي تنظيم داعش وصلوا في الأيام الأخيرة إلى الموصل آتين من سوريا، موضحًا "ما لاحظناه حاليًا هو انتقال مقاتلين من سوريا إلى العراق، وليس العكس"، متحدثًا عن "بضع مئات من المقاتلين" تحركوا في الأيام الأخيرة.

ويعتبر قضاء تلعفر من الاقضية الكبيرة في العراق، ويقع في غرب الموصل، وتحده من الشمال محافظة دهوك، ومن الغرب قضاء سنجار، ومن الشرق قضاء الموصل، ومن الجنوب قضاء الحضر. ويتبع قضاء تلعفر ثلاث نواحٍ، هي: ناحية ربيعة وتسكنها عشيرة شمر وناحية زمار وتضم 78 قرية، 49 قرية عربية و29 قرية كردية وناحية العياضية ويسكنها خليط من التركمان والعرب وقلة من الاكراد. اما مركز القضاء فهو مدينة تلعفر التي تقطنها غالبية تركمانية.&

ويسكن مدينة تلعفر حوالى 300 الف نسمة، وتبعد عن الموصل 50 كيلومترًا غربًا، وعن جنوب الحدود العراقية التركية بحوالى 60 كيلومترًا، وعن شرق الحدود العراقية&السورية بحوالى 60 كيلومترًا.

قوات الحشد الشعبي العراقية

&

التشويش على اتصالات داعش

ويواجه تنظيم داعش داخل مدينة الموصل صعوبة كبيرة في تأمين الاتصالات بين عناصره بواسطة اجهزتهم اللاسلكية بعد تنفيذ حملة تشويش واسعة على هذه الاتصالات.

وقالت مصادر امنية من داخل المدينة إن الجهات الامنية قامت بعمليات تشويش على اشارة الاجهزة اللاسلكية التي يستخدمها التنظيم من خلال استخدام اجهزة تقوم بإطلاق موجات راديوية، لها تردد الهاتف نفسه الذي يعمل بها، وتكون غالبًا ما بين 800 الى 1900 ميغاهرتز، ولكن يتم البث بطاقة اكبر من تلك الموجات الموجودة فعليًا في الهواء ليتم عمل تداخل في ما بين الموجات، ما ادى الى قطع الاتصالات بين الاجهزة اللاسلكية للتنظيم.

واوضحت المصادر ان حالة من التخبط تسيطرعلى عناصر التنظيم بعدما تم عزل بعضهم عن البعض الآخر، فاخذوا يحاولون معرفة تطورات الاوضاع في ما بينهم دون جدوى.

ازدياد موجات النزوح من مناطق الموصل &

فيما اشارت الامم المتحدة الى ان حوالى 9 الاف شخص قد نزحوا من الموصل منذ بدء العمليات العسكرية لتحريرها في 17 من الشهر الحالي، فقد اعلنت وزارة الهجرة والمهجرين العراقية أن يوم أمس الثلاثاء شهد موجة كبيرة للنازحين تعد الاكثر عددًا منذ انطلاق العمليات العسكرية، حيث تم نقل أكثر من 3300 نازح من قرى نينوى والشرقاط والحويجة الى مخيماتهما في الخازر وديبكة.

واكد مدير عام دائرة شؤون الهجرة في الوزارة ضياء صلال في بيان، انه تم نقل النازحين الى مخيمات الوزارة في الخازر ومخمور والقيارة والشرقاط وبعشيقة بالتعاون مع وزارة النقل.. موضحًا ان "1070 نزحوا من قرية بازوايا، وتم نقلهم وايواؤهم في مخيم الخازر 37 كم شرق الموصل، و 98 نازحًا تم ايواؤهم في مخيمات ديبكة التابعة لقضاء مخمور، اضافة الى 70 نازحًا من قضاء الحويجة، و9 نازحين من قريتي الامام الغربي وقراج الى ناحية القيارة، و3 نازحين من قرية جمجمي الى مخيم زيلكان في بعشيقة".

واضاف أن فرق الوزارة نقلت 150 نازحًا من منطقتي الصفرة والحمام الى القيارة، و700 نازح من ناحية الشورة الى مخيم جدعة، و900 نازح من الساحل الايسر الى الايمن في قضاء الشرقاط، فضلاً عن 300 نازح من كركوك الى مخيمات عامرية الفلوجة في محافظة الانبار.&

يذكر أن القوات العراقية المشتركة وبمساندة طيران الجيش والتحالف الدولي تواصل يومها العاشرعلى التوالي عملية استعادة الموصل من قبضة تنظيم داعش، وذلك بعد إعلان القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي صباح الاثنين الماضي انطلاق عملية تحرير نينوى وعاصمتها الموصل التي يحتلها التنظيم منذ يونيو عام 2014.