أكد رئيس البرلمان العراقي لمحافظ كركوك الكردي رفض تهجير سكان المدينة العرب وتهديم منازلهم موضحا ان ابعادا سياسية وانتخابية تتلاعب بعواطف ومشاعر النازحين وتؤخر عودتهم لمناطقهم، فيما اعتبر علاوي تحرير الموصل فرصة لتحقيق المصالحة السياسية والوحدة الوطنية&ووضع مرتكزات الدولة المدنية.

إيلاف من لندن: خلال اجتماع عقده رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري في كركوك (255 كم شمال شرق بغداد) اليوم مع محافظها نجم الدين كريم وعدد من المسؤولين فقد اطلع على استعدادات القوات الامنية لتحرير قضاء الحويجة الذي تسكنه غالبية عربية وللوقوف على أحوال النازحين ووضعهم الانساني والاغاثي، و”ثمن موقف ابناء كركوك الشجاع بجميع اطيافهم ومكوناتهم بوجه الهجمة الارهابية الاخيرة التي شهدتها المحافظة وتعاونهم المثمر مع الأجهزة الامنية فيها" كما نقل عنه بيان صحافي لمكتبه الاعلامي تسلمته "إيلاف" في اشارة الى الهجوم الذي شنه حوالى مائة عنصر لداعش على المدينة الجمعة الماضي.

وفي ما يتعلق بملف النازحين اكد "ان قضية النازحين قضية وطنية ولا يمكن لأي طرف ان يتخلى عن مسؤوليته تجاهها"، واعتبر "عمليات هدم المنازل وطرد العوائل التي شهدتها بعض المناطق في كركوك غير مرضية ولا يمكن القبول بها" في اشارة الى عمليات طرد وتهديم منازل للعرب في المدينة بتهمة التعاون مع تنظيم داعش.

&واشار الجبوري الى ان هناك ابعادا سياسية وأخرى انتخابية تتلاعب بعواطف ومشاعر النازحين وتؤخر عودتهم الى بعض المناطق وهو امر مرفوض& تماماً . وعن استعدادات القوات الامنية لمعركة تحرير قضاء الحويجة في محافظة كركوك قال "كان هناك حوار صريح وجاد بالإسراع في عملية تحرير قضاء الحويجة واعطاء الامر اولوية قصوى كونه عاملاً مهماً في استتباب الامن فيها".

رفض التدخلات الخارجية

&اكد الجبوري ان المحافظات التي استقبلت النازحين سيكون لها الاولوية في الدعم ضمن الموازنة، وقال "اننا نرفض اي تدخل خارجي في شؤوننا التي من شأنها بث الفرقة بين ابناء الشعب اياً كان مصدرها". واضاف أن "البرلمان تسلم الموازنة العامة وسيكون للمحافظات التي استقبلت النازحين الاولوية بدعمها ضمن الموازنة".

كما بحث الجبوري مع رئيس واعضاء مجلس المحافظة الاوضاع الخدمية والمعاشية للمواطنين في المدينة وابرز تطورات الاوضاع الامنية والاستعدادات لعملية تحرير قضاء الحويجة حيث اكد ضرورة توفير المسلتزمات الضرورية وتهيئة اماكن مناسبة لايواء النازحين وايلاء هذا الموضوع اهمية قصوى تتناسب مع عدد النازحين المتزايد وتفقد حجم وطبيعة الخدمات الصحية المقدمة للجرحى والمصابين.

وامس عبرت الأمم المتحدة عن قلقها الشديد من إجبار السلطات الكردية 250 عائلة نازحة من العرب السنة على مغادرة كركوك بعد هجوم داعش على المدينة الخاضعة لسيطرة الأكراد ووصفت الخطوة بأنها "عقاب جماعي". وقالت ليز جراند منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في العراق إن هذا الإجراء جاء قبل أيام من نزوح جماعي متوقع في مدينة الموصل في شمال العراق حيث تشن القوات العراقية هجوما ضد الدولة الإسلامية بدعم من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة.

ومن جهته طالب المجلس العربي في محافظة كركوك مجلس المحافظة بعقد جلسة طارئة لمناقشة قضية هدم منازل في قريتين عربيتين شمال غربي كركوك. وطالب المجلس في بيان الحكومة المحلية وإدارة كركوك والأجهزة الأمنية "مراعاة الجانب الإنساني في التعامل مع تداعيات الهجوم الإرهابي بمهنية وعدم اللجوء إلى أسلوب العقوبة الجماعية".

ومدينة كركوك هي مركز محافظة كركوك وخامس اكبر مدينة في العراق من حيث عدد السكان البالغ حوالى مليون نسمة وتعتبر إحدى أهم المدن التي تمتلك حقول النفط ويعود تاريخها الى 5 الاف سنة .

وكانت القوات الكردية استغلت الفوضى التي حصلت بعد سقوط النظام السابق وانهيار الدولة عام 2003 بفرض سيطرة البيشمركة على المحافظة والقيام بحملات شعواء لمحاربة العسكريين والموظفين والعمال العرب بحجة محاربة حزب البعث ودفعهم لترك المدينة هم وعوائلهم. وفي الوقت نفسه قامت بجلب اكراد ومنحهم وثائق مزورة على أنهم من سكان كركوك والقيام بتشكيل حزام سكني أمني حول المحافظة من خلال توزيع 100 ألف قطعة سكنية على عائلات كردية وتكوين أحياء كردية جديدة تحيط بالاحياء التركمانية والعربية من كل ناحية.&

الجبوري ومحافظ كركوك خلال مؤتمرهما الصحافي

&

علاوي : تحرير الموصل فرصة للمصالحة&

واعتبر زعيم ائتلاف الوطنية رئيس حزب الوفاق أياد علاوي تحرير الموصل فرصة لتحقيق المصالحة السياسية والوحدة الوطنية ووضع مرتكزات الدولة المدنية.

وقال علاوي في تصريح صحافي ارسل نصه الى "إيلاف" الاربعاء ان الانتصار العسكري على داعش والفكر المتطرف وارهابيه ان اقترن بحسن الاداء السياسي يقدم فرصة فريدة للعراق للخروج من ازماته السياسية والامنية والاقتصادية المزمنة فهو يجرد الصراع من اهم عناصر استمراره كما يوجه موارد العراق المالية والبشرية صوب اعادة الاعمار وتقديم الخدمات والتنمية .&

فيديو لضابط شرطة يفجر مفخختين لداعش بسلاحه الـ آر بي جي :
&

&

واشار علاوي الى ان "البيئة التي يمكن لها ان تسود في مدينة الموصل ان احسنا الاداء ستفتح على كل العراق آفاقا واسعة في امكانية الاستقرار من خلال تحقيق المصالحة السياسية والوحدة الوطنية ووضع المرتكزات السليمة للدولة المدنية دولة المواطنة بمؤسساتها وقوانينها، والتي تقوم على العدل والمساواة وسيادة القانون وهذه هي الاهداف المركزية& في مشروعنا الوطني الجامع لكل العراقيين مما يتعين عدم التفريط بهذه الفرصة ابدا".
وشدد على انه اذا كان العراق بحاجة الى ترتيب بيته الداخلي والاستفادة من الدرس القاسي للخروج من المحاصصات والطائفية والجهوية السياسية والاسراع في بناء الدولة المدنية دولة المواطنة فان موقع البلد المتميز في قلب العالم والرابط بين العالم العربي والاسلامي عبر دولتي تركيا وايران وتلاوين مجتمعه واحترامها تتيح للعراق ان يلعب دورا رائدا وخالدا في علاقاته العربية والاسلامية والدولية لا سيما مع دول مجلس التعاون الخليجي وفي مقدمها السعودية والامارات وقطر اضافة الى الكويت وعمان والبحرين& وكذلك مع مصر والاردن والسودان والشمال العربي الافريقي وكل بلدان جامعة الدول العربية وبناء العلاقات بشكل جيد ومتميز وان يكون العراق جسرا للوصل بين الدول العربية والعالم الاسلامي.
واضاف علاوي ان العلاقة مع الجارتين الاسلاميتين تركيا وايران ينبغي ان تقوم على تبني مبادئ الاعتدال واحترام السيادة وتبادل المصالح واطلاق الحوار لتفكيك المشكلات العالقة وفتح ابواب الشراكة في مواجهة التحديات وعلى رأسها الارهاب والتطرف.. معتبرا ان الانتصار على التطرف والارهاب يمثل مفتاحا لاستقرار العراق وجميع دول المنطقة وسلامة شعوبها ورفاهية مجتمعاتها .. مؤكدا ضرورة السير معا متعاونين لتحقيق هذه الاهداف.

مناقشة احتياجات العراق لمكافحة الارهاب&

وعقدت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق (يونامي) والمديرية التنفيذية للجنة مكافحة الإرهاب التابعة لمجلس الأمن اجتماعاً في بغداد اليوم، للوقوف على المساعدات الثنائية والمتعددة الأطراف المقدمة إلى العراق في إطار الاحتياجات ذات الأولوية في مجال المساعدة الفنية، والتي حددتها لجنة مكافحة الإرهاب التابعة لمجلس الأمن من خلال التعاون الوثيق مع العراق.&

وقال الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق يان كوبيش في كلمة افتتاحية إن تنظيم داعش لا يزال يشكل خطراً كبيراً على العراق .. منوها بأن التوقيت الذي يعقد فيه هذا الاجتماع يعد مهماً لأنه يأتي في وقت يخوض فيه العراق غمار العملية العسكرية لتحرير الموصل من براثن داعش.&

واضاف كوبيش في كلمته التي ألقاها نيابة عنه رئيس وحدة التحليل المشترك نامق حيدروف إن "العراق لايزال في حاجة ماسة إلى مساعدات ثنائية ومتعددة الأطراف لمكافحة الإرهاب فهو بحاجة لكل مساعدة بوسعنا تقديمها له الآن وعلى المدى البعيد على حدٍّ سواء". وأضاف أن اجتماع اليوم يهدف إلى تشجيع الجميع على تقديم الدعم في المجالات الستة عشر ذات الأولوية التي يحتاج فيها العراق إلى المساعدة الفنية، والتي حددتها المديرية التنفيذية للجنة مكافحة الإرهاب خلال زيارة التقييم التي قامت بها إلى العراق في شهر سبتمبر الماضي.&

وقال كوبيش "وحين نتحدث عن مكافحة الإرهاب فإن العراق يحتاج إلى مساعدة على درجة كبيرة من التخصص في مجال مراقبة الحدود ومراقبة المسافرين عبر خطوط الطيران ومراقبة مصادر تمويل الإرهاب، وتوفير الخبرات في مجالي الطب العدلي والتخلص من العبوات الناسفة وهذا على سبيل المثال لا الحصر فضلاً عن ذلك، فإن جهودنا الرامية إلى مكافحة التطرف العنيف تتطلب تركيزاً من نوع خاص".&

&ومن جهته خاطب الاجتماع عبر شاشة الفيديو مساعد الأمين العام للأمم المتحدة والمدير التنفيذي للمديرية التنفيذية للجنة مكافحة الإرهاب جان بول لابورد حيث اوضح أن المناطق التي سيتم تحريرها تواجه تحديات كبيرة بدءاً من المساعدات الإنسانية مروراً بإعادة الإعمار والاستقرار فضلاً عن بسط الأمن وتحقيق العدالة.&

تعزيز المكاسب المتحققة

وقال "يتعين القيام بإجراءات فورية لتعزيز المكاسب المتحققة من خلال العمليات العسكرية والبناء عليها& ولمساعدة العراق في إنشاء البنى التحتية القانونية والمؤسسية والتنفيذية اللازمة& لمكافحة الإرهاب على نحوٍ فعال – سواء كان ذلك في القطاع القانوني، أو في مجال القضاء أو إنفاذ القانون، أو القطاع المالي، أو مراقبة الحدود أو مكافحة التطرف العنيف – وفقاً للقوانين والمعايير الدولية ذات الصلة".&

وتبادل المشاركون في الاجتماع وجهات النظر حول مهام وخارطة طريق المرحلة القادمة بغية حشد الدعم لتدابير مكافحة الإرهاب التي اتخذها العراق وفقاً للمعايير الدولية. واشاد يان كوبيش "بالمناقشات الثرية والمكثفة" والتي أكدت على التعقيدات التي نواجهها في محاولاتنا التصدي لتهديدات الإرهاب في العراق، على سبيل المثال تجنيد المقاتلين الأجانب وتمويل الإرهاب والتصدي للتطرف العنيف في حين نتمسك بقيمنا والتزاماتنا المشتركة تجاه حقوق الإنسان والديمقراطية".

يذكر أن القوات العراقية المشتركة وبمساندة طيران الجيش والتحالف الدولي تواصل يومها العاشر على التوالي عملية استعادة الموصل من قبضة تنظيم داعش وذلك بعد إعلان القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي صباح الاثنين الماضي انطلاق عملية تحرير نينوى وعاصمتها الموصل التي يحتلها التنظيم منذ يونيو عام 2014 .