لندن: صدرت توجيهات جديدة في بريطانيا تقول إن الطبيب يجب ألا يقول للمريض بعد الآن ما هو العلاج الذي يحتاجه وعليه بدلا من ذلك أن يضع امامه الخيارات المتاحة ويترك القرار النهائي بشأنها للمريض نفسه.&

وفي محاولة لحماية المستشفيات من الدعاوى القانونية بتهمة الاهمال أو ارتكاب اخطاء تدعو التوجيهات الجديدة الى امتناع الأطباء عن التعامل مع المرضى بموقف "أبوي" وان يتركوا لهم حرية القرار بشأن العلاج الذي يختارونه.&

وتعتبر التوجيهات الجديدة التي اصدرها المجمع الملكي للجراحين البريطانيين ابتعاداً عن الثقافة القائلة "ان الطبيب سيد العارفين بالمرض". وهي تدعو الأطباء الى إطلاع المرضى على كل الخيارات الممكنة حتى إذا كانوا يعتقدون ان بعضها خيارات فيها سلبيات.&

وأُعدت التوجيهات الجديدة بعد ان قررت المحكمة العليا البريطانية منح أم مصابة بمرض السكري تعويضاً قدره مليونا جنيه استرليني نظرا لولادة طفلها معاقاً لأن الأطباء، كما قالت في الدعوى، لم يطلعوها على مخاطر الولادة الطبيعية بالمقارنة مع الولادة القيصرية.

واعلن المجمع الملكي للجراحين البريطانيين ان الأطباء بعد هذه القضية "لم يعودوا قادرين على ان يكونوا هم الحَكَم في ما نقوله للمريض".&

خطوة نحو الحداثة

ورحبت منظمات تعمل من اجل سلامة المريض بالتوجيهات الجديدة قائلة انها "خطوة نحو الحداثة". ولكن التغييرات تهدد بطرح تحديات كبيرة على الخدمات الصحية العامة بعد ان قال اطباء يتبعون التوجيهات الجديدة ان اوقات استشارتهم الطبية تضاعفت بسبب استعراض الخيارات الممكنة مع كل مريض.&
&
وكانت القاعدة المعمول بها سابقاً ان يكون مجال الاجتهاد واسعاً للطبيب بشأن المعلومات التي يقدمها الى المريض ، والمتعارف عليه ألا يُطلَع المريض إلا على المخاطر الكبيرة بصفة خاصة أو التي تزيد احتمالاتها الاحصائية على 1 في المئة.&

ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن عضو مجلس المجمع الملكي للجراحين البريطانيين ليسلي هاملتون قوله "ان الأطباء لم يعودوا قادرين على ان يكونوا هم الحكم في ما نقوله للمرضى ونشعر ان مؤسسة الخدمة الصحية الوطنية والأطباء عموماً لم يدركوا ذلك حتى الآن ولهذا السبب ننشر هذه التوجيهات الآن".&

وكانت القواعد المتبعة في السابق تعني ان بامكان الطبيب ان يأخذ موافقة المريض لاجراء العملية التي يناقشها معه رغم ان هاملتون اشار الى ان الحصول على موافقة قانونية تحريرية من المريض كثيرا ما يحدث "في زحمة العمل" يوم العملية.
&
وتقضي القواعد السارية في بريطانيا منذ عام 2008 بألا يعتمد الطبيب على افتراضات بشأن المعلومات التي قد يحتاج المريض الى معرفتها ولكن هاملتون قال ان الكثير من الجراحين يتمسكون بالطريقة التقليدية.&

وتعني التوجيهات الجديدة ان الجراح المتمرس بطائفة من العمليات الممكنة يجب ان يجد الوقت لمناقشة الخيارات المتاحة باستفاضة مع المريض.&

وقال الدكتور شفيع احمد المختص بأمراض السرطان وعضو مجلس المجمع الملكي للجراحين البريطانيين ان اعتماد التوجيهات الجديدة مدد وقت استشارته المعتاد مع المريض من 20 الى نحو 40 دقيقة.&

ولكنه اضاف ان معدل الاستشارات في مرحلة المتابعة انخفض بدرجة كبيرة وان بمقدور المستشفيات ان تتكيف مع القواعد الجديدة إذا كانت "شاطرة".&

وتنص التوجيهات الجديدة على تقديم معلومات مكتوبة عن التشخيص والعلاجات المتاحة الى المريض واعطائه وقتاً كافياً لاتخاذ قرار مستنير بشأن العلاج الذي يختاره اينما كان ذلك ممكنا، وحين لا يكون ذلك مضرا بصحته.
&
كما يتعين على الجراحين ان يحتفظوا بملف يضم تفاصيل عملية اتخاذ القرار والوثائق التي تسجل النقاط الأساسية للنقاش الذي سبق موافقة المريض على العلاج الذي اختاره.&

أعدت "إيلاف" التقرير نقلا عن صحيفة الديلي تلغراف على الرابط أدناه:

http://www.telegraph.co.uk/news/2016/10/26/the-end-of-doctor-knows-best-as-medics-are-told-to-let-patients/?WT.mc_id=tmgliveapp_iosshare_AmzyYnD7bs5X
&