إسرائيل: كشفت صحيفة يديعوت احرونوت الاسرائيلية الجمعة عن العثور في أرشيف الاستخبارات السوفياتية "كي جي بي" على معلومات تفيد بان شبكة تجسس لصالح الاتحاد السوفياتي كانت ناشطة في اسرائيل عمل فيها نواب ومهندسون وحتى جنرال في الجيش.

وراجع احد صحافيي يديعوت احرونوت مقتطفات متعلقة بالدولة العبرية من ارشيف الكولونيل فاسيلي ميتروخين امين المحفوظات السابق لجهاز "كي جي بي" الذي هاجر الى الغرب عام 1992، وكان قد نسخ آلاف الوثائق السرية على مدى 20 عاما، وقام بتهريبها إلى الغرب فى تسعينيات القرن الماضى

كشف ميتروخين الذي لجأ الى بريطانيا عن الاف الاسماء التي اكد انها لجواسيس روس حول العالم. وقامت جامعة كامبريدج البريطانية بفتح ارشيفه في العام 2014.

وبحسب يديعوت احرونوت اشتملت المحفوظات على لائحة بشخصيات اسرائيلية عملت لصالح ال "كي جي بي"، وسعت لتحقيق هدف اساسي هو زرع المخبرين في قلب الاحزاب السياسية في اسرائيل خصوصا حزب "مابام" اليساري المتطرف، الذي كان مواليا للاتحاد السوفياتي حتى منتصف الخمسينيات.

تحليل المعلومات

وتوصلت يديعوت أحرونوت&إلى الوثائق الموجودة فى مكتبة كلية تشرشل فى كامبريدج، حيث يعمل فريق صغير على ترجمة وتحليل المعلومات المتعلقة بنشاط الاستخبارت السوفيتية فى إسرائيل. وتكشف هذه الوثائق، لأول مرة، عن مقدار الوقت والموارد التى استثمرتها الاستخبارات السوفيتية فى محاولات التسلل إلى مراكز السلطة فى إسرائيل، والتى كانت ناجحة فى كثير من الحالات.

&وكانت الأحزاب السياسية فى اسرائيل أحد تلك الأهداف الرئيسية ففى بداية خمسينيات القرن الماضى أطلق الروس عملية واسعة النطاق يطلق عليها اسم "تريست" لاختراق حزب مابام (حزب العمال الموحد). ووفقا لوثائق ميتروخين، كانت عملية الاختراق ناجحة جدا وكانوا قادرين على توظيف ما لا يقل عن ثلاثة أعضاء كنيست فى صفوفهم. عرفت الوثائق عن اشهرهم باسم مستعار هو "غرانت”، واكد ميتروخين في الوثائق ان هذا الشخص هو اليعازر غرانوت احد قادة حزب مابام في الستينيات الذي اصبح نائبا في الثمانينيات وتوفي في 2013، غير ان نجله دان غرانوت نفى على صفحات يديعوت احرونوت ان يكون والده قام باي نشاط تجسس مؤكدا انه "لم يكن مجازا الاطلاع على وثائق سرية".

وأضافت الصحيفة أن عمليات الاستخبارات السوفيتية فى اسرائيل لم تقتصر على المجال السياسى فحسب بل جندت المنظمة عميلا أطلقت عليه اسم "بوكر"، الذى كان أحد كبار المهندسين العاملين فى مشروع ناقل المياه الوطنى فى أوائل الخمسينيات.&

تجنيد العملاء

وكان المشروع سريا للغاية وكان يمثل هدفا رئيسيا من قبل الروس . وأشارت الصحيفة إلى أن المنظمة جندت، عميلا آخر، أطلقت عليه اسم "جيمي"، وهو مهندس مدنى تم تعيينه فى منصب سرى فى قسم الهندسة الخاصة بصناعات الطائرات وكان يعمل جيمى على تصميم، المقاتلة لافى، أفضل طائراتهم فى ذاك الوقت. وجندت المنظمة السوفيتية عميلا آخر وهو مهندس يعمل على صيانة وتعزيز محرك دبابة ميركافا الاسرائيلية الصنع . ونوهت الصحيفة بأن قائمة عملاء الاستخبارات السوفيتية تضمنت العديد من الصحفيين وضابطة مخابرات غير معروفة أطلق عليها اسم "ملينكا"."

&وتفيد وثائق ميتروخين أن ملينكا كانت تعمل فى قسم مكافحة التجسس فى جهاز الاستخبارت الإسرائيلى "شين بيت" . وكانت أكبر عمليات السوفيات قوة هى قدرتهم على تجنيد لواء فى جيش الدفاع الإسرائيلى، الذى كان عضوا فى هيئة الأركان العامة، وفى عام 1992، عندما وصل ميتروخين ووثائقه إلى لندن، مررت المخابرات البريطانية المعلومات حول هذا اللواء إلى "شين بيت". وقال ياكوف كيدمى، الرئيس السابق لوكالة "ناتيف" الاستخبارية الإسرائيلية، أن "شين بيت" لم يقل لى اسم اللواء، ولكننى استنتجت اسمه...ولكن بسبب الوضع الصحى الحرج لهذا اللواء لم تتخذ ضده أى إجراء ولم تتم محاكمته، وتوفى بعد ذلك بوقت قصير.

وكان التلفزيون الاسرائيلي افاد الشهر الفائت مستندا كذلك الى "ارشيف ميتروخين" ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس كان عميلا لل"كي جي بي" في الثمانينيات.