إيلاف من الجزائر: تبدو أحزاب حركة مجتمع السلم وجبهة التغيير وحركة البناء الوطني مترددة في دخول الانتخابات التشريعية المزمع تنظيمها في أبريل 2017 بقوائم مشتركة، وهي التي تتحدث في كل مرة عن العودة إلى نهج الزعيم المؤسس الراحل محفوظ نحناح الذي تقول إنها تسير على خطاه على الرغم من انشقاق حزبين عن الحركة التي أسسها.

وأطلق رئيس جبهة التغيير عبد المجيد مناصرة من جديد فكرة توحيد الأحزاب الثلاثة ذات التوجه الإخواني، غير أن الفكرة ربما تموت في بدايتها كما حدث في السنوات الماضية.

ويتهم مراقبون الأحزاب الإسلامية في الجزائر بالمراهنة في أكثر من مرة على أن تصل موجة نجاح نظيراتها في الدول العربية والإسلامية إلى الجزائر، في محاولة الخلافات بين هذه التشكيلات السياسية التي صار من الصعب إخفاؤها.

مبادرة&

يستند مناصرة في خطوته على ما سماه في تصريحات لوسائل إعلام جزائرية "الرصيد الشعبي للأحزاب الإسلامية في الجزائر". ويتوقع أن تحقق الأحزاب التي تنتمي إلى نهج نحناح، وهي الحركة الأم مجتمع السلم وجبهة التغيير التي انشقت عنها والبناء التي خرجت من الثانية المرتبة الثانية في الأقل في التشريعيات المقبلة، إذا وضعت حدًا لانقسامها وأجريت الانتخابات من دون تزوير.

وقال مراد قرابة، &القيادي في جبهة التغيير، لـ"إيلاف" إن حزبه سيشرع في طرح المبادرة على حركتي مجتمع السلم والبناء الوطني في الأسبوع المقبل.&

وأبدى تفاؤله بنجاح خطوة حزبه، "لأن التشكيلات الثلاث تتقاسم الفكرة ذاتها المنتهجة من مدرسة الزعيم المؤسس محفوظ نحناح".

حديث إعلام

أوضح قرابة أن هذه المبادرة تختلف عن المبادرات السابقة، مؤكدًا أن جبهة التغيير ستطرح ورقة طريق مستعدة فيها لتقديم أية تنازلات لتحقيق الوحدة الشاملة التي تبحث عنها الأحزاب الثلاثة. غير أن فاروق طيفور، القيادي في حركة مجتمع السلم (حمس)، ينفي وجود أي اتصال لحد الآن مع حزبه، حتى وإن تحدث قرابة عن وجود اتصالات شخصية مع مناضلين في حمس والبناء الوطني.

قال طيفور لـ"إيلاف": "موضوع الوحدة ليس جديدًا، فقد تم التوقيع في عام 2013 على ميثاق عام للوحدة بين التغيير وحمس، وما زلنا نتداول الأمر بما يوفر فرصًا أكثر لتجسيد هذا المشروع، فلا أدري ما سبب طلبها في الإعلام وبهذا الأسلوب".

أضاف: "لا نعتبر مسألة الوحدة قضية إعلامية تطلب من الناس أو الأطراف المعنية بها على أعمدة الصحف، بل في المبادرة إلى الاتصال المباشر والحوار البيني والمتعدد الأطراف، لأن الكثير من الدعوات المماثلة قتلت بمجرد طلبها أو الإعلان عنها في الإعلام قبل عرضها أصلًا على الأطراف، فمشروع الوحدة مشروع رسالي يقع في دائرة القيم الإسلامية العليا وليس مجالًا للكسب السياسي والإعلامي".

لا تحالفات

على الرغم من أمله في تحقيق ذلك، يستبعد قرابة في حديثه لـ "إيلاف" إمكان دخول الانتخابات التشريعية المنتظر تنظيمها في ابريل 2017 بقوائم موحدة. وقال: "بالنسبة إلى الانتخابات، لم نتحدث عنها بعد، على الرغم من أملنا بدخولها بقوائم موحدة".

أصر قرابة على التوضيح أن هذه الوحدة لا تعني عودة جبهة التغيير والبناء الوطني إلى بيت الحركة الأم "حمس"، وبين أن هذه الفكرة مستبعدة تمامًا.

أما احمد الدان، أمين عام حركة البناء، فاستبعد في تصريحات صحافية خوض الانتخابات المقبلة بقوائم موحدة مع أبناء مدرسة الشيخ الراحل، واعتبر أن الظرف الحالي ولى فيه عهد التحالفات الإيديولوجية، لأنه عصر توسيع العمل المشترك مع مختلف الأحزاب التي تبحث عن مصلحة الجزائر.

أما طيفور فأشار إلى أن حمس لم تدرس بعد ملف الانتخابات كونها لم تعلن موقفها النهائي بشأن المشاركة فيها من عدمها.

وقال لـ"إيلاف": "خلال الحوار الدائر بيننا، لم نتعرض لموضوع الانتخابات أصلًا، على الرغم من حضور موضوع التحالفات في مؤسسات الحزب مع الجميع، لأن حركتنا قادت في التشريعيات الماضية التكتل الأخضر، وكانت من مؤسسي تنسيقية الحريات والانتقال الديمقراطي، وكذا هيئة التشاور والمتابعة، لكننا لم نقرر بعد المشاركة في الانتخابات لأن القرار بيد مجلس الشورى".