نصر المجالي:&فازت أربع دول عربية وهي السعودية ومصر والعراق وتونس بمقاعد في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، بيينما خسرت روسيا مقعدها وأعيد انتخاب الصين في المجلس الذي كان أنشىء العام 2006 لمراقبة انتهاكات حقوق الإنسان في العالم.

وجرى التصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة، يوم الجمعة 28 &أكتوبر، لانتخاب 14 عضوا جديدا للمجلس الذي يتخذ من جنيف مقرا له ويضم 47 عضوا يتم انتخابه لمدة 3 سنوات.

وأعيد انتخاب السعودية بتأييد 152 دولة عضو من بين إجمالي عدد الأعضاء في الجمعية العامة للأمم المتحدة البالغ 193 دولة، كما انتخب العراق وتونس لأول مرة عضوين في المجلس المؤلف من 47 دولة عضوا.

خسارة روسيا&

وخسرت روسيا مقعدها الذي تشغله بالمجلس منذ إنشائه، حيث وحصلت على 112 صوتا فقط. وانتخبت الجمعية العامة للأمم المتحدة المجر وكرواتيا بتأييد 144 و114 صوتا على التوالي لتحلا محل روسيا ممثلتين لأوروبا الشرقية.

وهذه ثاني مرة تفقد فيها دولة دائمة العضوية في مجلس حقوق الإنسان مقعدها. وكانت الولايات المتحدة فقدت مقعدها العام 2001 في اللجنة الأممية لحقوق الإنسان، التي تحولت إلى مجلس الأمم المتحدة لحقوق الإنسان العام 2006.

ورغم انتقاد سجلها في مجال حقوق الإنسان، أعيد أيضا انتخاب الصين عضوا في المجلس بتأييد 180 صوتا.

ومن مجموعة الدول الإفريقية، دخل مجلس الأمن كل من مصر ورواندا وتونس وجنوب إفريقيا، ومن مجموعة آسيا والمحيط الهادئ العراق والصين والسعودية واليابان، ومن أميركا اللاتينية البرازيل وكوبا، ومن مجموعة دول أوروبا الغربية ودول أخرى بريطانيا والولايات المتحدة.

وفي تصويت يوم الجمعة، فازت مصر التي ينتقد سجلها الداخلي في مجال حقوق الإنسان، بمقعد في المجلس بتأييد 173 دولة. وهذه من بين أعلى نسب التأييد في الانتخابات التي أجريت لاختيار شاغلي 14 مقعدا في مجلس حقوق الإنسان للفترة بين عامي 2017 و2020.

الأمن والاستقرار&

واعتبرت الخارجية المصرية أن الفوز بالمقعد "يعكس المكانة الرفيعة والثقة المتزايدة الذي تحظي بها مصر على الصعيد الدولي، ودورها الرائد في تعزيز الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط وإفريقيا".

وقال أحمد أبو زيد، المتحدث الرسمي باسم الخارجية المصرية إن "انضمام مصر ( لمجلس حقوق الإنسان) يؤكد كذلك علي حجم التقدير والترحيب الدولي بسلامة المسار السياسي في مصر"

وأضاف أن بلاده "ماضية بخطوات ثابتة من أجل بناء دولة مدنية حديثة تعلي من قيم حقوق الإنسان والديمقراطية وسيادة القانون بالرغم من الواقع الصعب الذي تعيشه المنطقة وما يفرضه من تحديات داخلية وإقليمية."

تأييد الأسد&

وإلى ذلك، قال مراقبون إن فقدان روسيا مقعدها نتيجة لدورها المؤيد لنظام حكم الرئيس السوري بشار الأسد في سوريا.

وكانت أكثر من 80 منظمة حقوقية وإغاثية قد طالبت الدول الاعضاء في الجمعية العامة للأمم المتحدة بالتصويت ضد روسيا المتهمة بالمشاركة في حملات جوية تستهدف المدنيين في مناطق شرق حلب.

وتقول روسيا إنها تحارب في سوريا الجماعات الإرهابية. وتحذر من خطورة تنظيم الدولة الإسلامية التي تقول إنها تستهدف مواقعه في الأراضي السورية.

فترة راحة&

وتعليقا على خروج بلاده من مجلس حقوق الإنسان ، قال فيتالي تشوركين، المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة إن روسيا "في حاجة إلى فترة راحة".

وأضاف "لقد شغلنا المقعد لعدد من السنوات. وأنا واثق من أننا سوف نحصل عليه المرة القادمة".

وقال "لحسن حظ كروانيا والمجر أنهما ، بسبب حجمهما ، لا تتعرضان لرياح الدبلوماسية الدولية. روسيا تتعرض لها بدرجة كبيرة."

وقالت هيومان رايتش ووتش إن خسارة روسيا مقعدها "إنذار" لها. وقال جون فيشر، مدير فرع المنظمة في جنيف في تصريحات صحفية " نأمل مخلصين أن تكون الرسالة التي يستوعبونها من تصويت اليوم هي ضرورة أن يضمنوا أن مشاركتهم في سوريا تنسجم مع حقوق الإنسان والقانون الإنساني الدولي."

مجلس حقوق الانسان

وإلى ذلك، فإن مجلس حقوق الإنسان هو هيئة حكومية دولية داخل منظومة الأمم المتحدة مسؤولة عن تدعيم تعزيز جميع حقوق الإنسان وحمايتها في جميع أرجاء العالم وعن تناول حالات انتهاكات حقوق الإنسان وتقديم توصيات بشأنها. والمجلس لديه القدرة على مناقشة جميع القضايا والحالات المواضيعية لحقوق الإنسان التي تتطلب اهتمامه طوال العام. ويعقد المجلس اجتماعاته في مكتب الأمم المتحدة في جنيف.

والمجلس مؤلف من 47 دولة عضواً في الأمم المتحدة تنتخبها الجمعية العامة للأمم المتحدة. وقد حل مجلس حقوق الإنسان محل لجنة الأمم المتحدة السابقة لحقوق الإنسان .

ويتم تحديد العضوية تبعًا للتوزيع الجغرافي: 13 مقعداً لأفريقيا 13 مقعداً لآسيا 6 مقاعد لأوروبا الشرقية 8 مقاعد لأميركا اللاتينية والكاريبي 7 مقاعد لأوروبا الغربية ودول أخرى مثل أميركا، كندا، أستراليا، نيوزيلاندا. مدة العضوية ثلاث سنوات وللدولة الترشح للعضوية مرتين متتاليتين فقط.

الإنشاء والصلاحيات

وكان الجمعية العامة للأمم المتحدة أنشأت المجلس في 15 مارس 2006 بموجب القرار 60/251. وعُقدت دورته الأولي في الفترة من 19 إلى 30 حزيران/يونيو 2006. وبعد عام، اعتمد المجلس "حزمة بناء المؤسسات" الخاصة به لتوجيه عمله و إنشاء إجراءاته وآلياته.

وتحددت صلاحيات المجلس في نشر الاحترام العالمي للمبادئ الدولية لحقوق الإنسان والحريات الأساسية، بدون تمييز من أي نوع وبشكل عادل ومتساوي للجميع، كما يراقب المجلس انتهاكات حقوق الإنسان وخاصة الانتهاكات الجسيمة والمنتظمة التكرار وتقديم التوصيات اللازمة لوقف مثل هذه انتهاكات أو الحد منها، ويعمل المجلس في ذات الوقت على نشر ثقافة حقوق الإنسان والتأكيد على أهمية الوعي العام بأساسيات الحريات العامة والخاصة للشعوب.

&