طهران: اكدت مساعدة الرئيس الايراني معصومة ابتكار في مقابلة حصرية مع وكالة فرانس برس ان استمرار العقوبات على ايران وبطء الغرب في تنفيذ التعهدات التي قطعها عند توقيع الاتفاق النووي في يوليو 2015 يهددان مكافحة التغير المناخي.

قالت ابتكار المكلفة البيئة "نواجه اصلا عواقب التغير المناخي في ايران"، مؤكدة انه يجب التحرك "الآن". واضافت انه في السنوات العشرين الاخيرة، ارتفعت الحرارة درجة ونصف الدرجة في بلادها التي يتوجب عليها العمل فورا مع شركائها الاجانب لمواجهة ذلك.

تابعت "لاحظنا تراجعا خطيرا في احتياطاتنا من المياه الجوفية وجفاف انهارنا واراضينا الرطبة. الامر ناجم جزئيا من ممارساتنا الخاطئة وكذلك تأثيرات تغير المناخ".

وبينما ما زالت ايران بعيدة الى حد كبير عن النظام المصرفي العالمي بسبب العقوبات الدولية التي ما زالت مفروضة، تخشى ابتكار ان يكون التزام طهران خفض انبعاثاتها من الغازات المسببة للاحترار بنسبة 12 بالمئة بحلول 2030، مهددا.

وتقول ان ثلثي هذا الخفض مشروط "برفع كامل للعقوبات لان التوصل الى ذلك (...) يتطلب تعاونا دوليا، ليس فقط تبادل تجارب، بل تقنيات جديدة، وهذا امر مهم جدا". وقد رفع جزء من العقوبات الدولية المرتبطة بالبرنامج النووي الايراني في يناير بعد توقيع الاتفاق التاريخي بين طهران والقوى الكبرى.

وابقيت عقوبات اخرى مرتبطة بحقوق الانسان في ايران وبرنامجها للصواريخ البالستية واتهامها بدعم "الارهاب" في الشرق الاوسط.

ويحد الخوف من اجراءات انتقامية من قبل الولايات المتحدة، من حماسة المصارف الاجنبية التي ترغب في العودة الى العمل في ايران، وهي خطوة غير متوقعة في نظر المحافظين الذين ينتقدون سياسة الانفتاح التي يتبعها الرئيس حسن روحاني. وهم يرون ان الاميركيين خدعوا المفاوضين الايرانيين في الاتفاق الايراني. وتقول معصومة ابتكار "انهم محقون في تشكيكهم" لان "هناك امثلة عديدة تدل على انهم (الاميركيون) لم ينفذوا تعهداتهم".

من طالبة ثورية الى اصلاحية 
اكتسبت معصومة ابتكار شهرة عندما اصبحت ناطقة باسم الطلاب الذين احتجزوا رهائن في السفارة الاميركية في ايران لاشهر بين العامين 1979 و 1980 خلال الثورة الاسلامية. وادت هذه الحادثة الى قطع العلاقات الدبلوماسية بين واشنطن وطهران، وما زالت كذلك الى اليوم.

واصبحت ابتكار (55 عاما) بعد ذلك من الشخصيات الاساسية في التيار الاصلاحي وتعمل من اجل ايران اكثر انفتاحا وديموقراطية وعلاقات اقوى مع الدول الغربية. بشكل عام، تعتبر هذه السيدة انعكاسات الاتفاق النووي ايجابية لان ايران اثبتت انها "مستعدة للعمل مع الاسرة الدولية".

في مجال البيئة، تشعر ابتكار بالارتياح للاهتمام الذي ابدته شركات اجنبية كبرى للاستثمار في ايران في الطاقة الشمسية وحماية المياه وادارة النفايات عندما تعود العقلاات المصرفية الى طبيعتها.

لكن هذا الانفتاح الذي يثير اعتراضات في ايران حتى من قبل مؤسسات قوية مثل السلطة القضائية واجهزة الاستخبارات. وقد اساء الحكم بالسجن عشر سنوات الذي صدر على رجل اعمال بتهمة "التجسس" لصورة حكومة تريد الانفتاح على العالم. وقالت نائبة الرئيس ان "السلطة القضائية لديها اولوياتها"، معبّرة عن املها في "حل مشكلة مزدوجي الجنسية".

وهي تعترف ايضا بان بطئ تحسن الاقتصاد الايراني يثير شعورا بالاحباط وخصوصا للشبان من خريجي الجامعات الذين لا يتمكنون من العثور على وظائف. لكن ابتكار تعتقد على الرغم من كل شيئ ان "الناس يدركون ان الرئيس روحاني حقق نجاحا واتخذ اجراءات مهمة جدا".

انتخب روحاني في 2013 ويفترض ان يترشح لولاية ثانية واخيرة في 2017. وقال معصومة ابتكار انه "تمكن من خلق اجواء سلام وشعور بالامل". وردا على سؤال عما اذا كانت تتصور نفسها رئيسة يوما ما، قالت "لم افكر يوما في ان اصبح مساعدة للرئيس، بل فكرت في مواصلة عملي كطبيبة في امراض المناعة". واضافت "لكن في بعض الاحيان يتدخل القدر".