روجت قناة العالم الإيرانية الحكومية لكتاب معاد للسعودية، يحمل صورة لفتاة زعمت انها يمنية، ليتبين بالدليل القاطع أن الطفلة المعنية فلسطينية، وقد تعرضت للإصابة أثناء القصف الإسرائيلي في غزة في العام ٢٠١٤ وليس في اليمن.


الرياض: تروّج قناة العالم الإيرانية لكتاب عنوانه "النظام السعودي إرهابي"، وتظهر صورة الغلاف طفلة تستغيث.

يفترض بحسب هذا الكتاب، وبحسب حملة الترويج التي تقودها قناة "العالم" الإيرانية، أنها إحدى ضحايا​"الارهاب السعودي​"، وقصدها النيل من الحملة السعودية على الانقلابيين الحوثيين في اليمن، إلا أن هذا الكتاب، من بابه إلى محرابه، يبدو حفلة من التدليس، بحسب المطلعين عليه.

تدليس!

اتضح بعد التدقيق في صورة الغلاف، أنها لطفلة فلسطينية، نُشرت على نطاق واسع خلال الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في عام 2014، وأسفرت عن مقتل أكثر من 2000 مدني فلسطيني.

بحسب خدمة غوغل للبحث عن الصور التي تتيح إمكان التأكد من مصدر هذه الصورة، يتبين أنّ وكالة الصحافة الفرنسية نشرت هذه الصورة في يوليو 2014، وتم تداولها بشكل واسع في وسائل إعلام عربية وأجنبية وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، وحققت مشاهدة عالية.

في هذا الاطار، يوضّح الدكتور خالد العتيبي، الأكاديمي بجامعة الملك عبد العزيز، أن غلاف الكتاب عتبة مهمة للولوج إلى المحتوى باعتبار أنه أول ما يواجه القارئ ويعتبر مدخلًا بصريًا إلى موضوع الكتاب.

غلاف الكتاب يستعمل صورة فتاة فلسطينية للإيحاء بأنها التقطت في اليمن !

يضيف العتيبي لـ"إيلاف": "إن كان غلاف الكتاب قائمًا على التدليس والتزوير، فمن باب أولى أن يكون المحتوى قائمًا على هذا النهج، ومن سخرية القدر أن يصدر الكتاب في دمشق، وهي عاصمة نظام سياسي تسبب إرهابه في مقتل أكثر من نصف مليون إنسان".

شريك في الجريمة

يتايع العتيبي: "يندرج إصدار هذا الكتاب والتسويق له إعلاميًا ضمن حملة ترويج الأكاذيب والشائعات التي تقودها قناة العالم ومن يسير في فلكها من وسائل إعلام".

ويضيف: "يتضح نهج القناة في تغطياتها الحوادث في لبنان والعراق والبحرين وسوريا، وأخيرًا في اليمن، حيث تنشر أخبارًا ووقائع وصورًا مختلقة وكاذبة، وتعمل على نشر الأخبار الطائفية والتحريضية عبر التفنن في اختلاق القصص الكاذبة".

تحريض وتضليل إعلامي

ويختم قائلًا إن هذا الإعلام الذي مارس جميع صنوف التحريض والتضليل يتحمل مسؤولية سفك الدم في سوريا والعراق وغيرهما من الدول، "وذلك لعدم التزامه المهنية والقوانين المحلية والدولية في التغطية الإعلامية، وهذا موجه تحديدًا إلى الإعلاميين المنخرطين بشكل مباشر في الترويج للجريمة والتهيئة لها في وسائل إعلام إيران المختلفة، من خلال ممارسة التضليل المكشوف وصناعة المجرمين الذي ارتكبوا الجرائم الفظيعة، وهي قرائن تثبت أن هذا الإعلام ساهم بالقتل بطرائق مختلفة".​