على كرسي متحرك بدأت حفيدة الرئيس الأرجنتيني السابق أرتورو إيليا، مارتا غابرييلا ميكيتي نائبة الرئيس الأرجنتيني جولتها للمنطقة العربية بدءً من السعودية، الذي رأت فيها حليفًا استراتيجيًا قويا للأرجنتين في هذه المرحلة.
&
عبد الرحمن بدوي من الرياض: في زيارة رسمية استغرقت ثلاثة أيام استطاعت نائبة الرئيس الأرجنتيني مارتا غابرييلا ميكيتي، توثيق العلاقات السعودية الأرجنتينية، في مرحلة جديدة من التعاون بين البلدين التي أتمت 7 عقود متواصلة من العلاقات.
&
&وأكدت ميكيتي خلال زيارتها على أهمية التعاون الاقتصادي بين المملكة والأرجنتين، داعية المستثمرين السعوديين للاستثمار في بلادها، في جميع المجالات الاقتصادية وتوفير الفرص الاستثمارية، حيث تسعى الأرجنتين إلى تجديد بنيتها التحتيتة.
&
وقالت في حوار مع قناة الإخبارية الفضائية إن الأرجنتين تسعى لتطوير بتطوير الطاقة المتجددة " ونريد أن تشاركنا المملكة في عملية استثمارها" إلى جانب الاستثمار في الغاز ومجال التعدين، إلى جانب العمل على زيادة التبادل التجاري بين البلدين.&
&
ووصفت العلاقات بين السعودية والأرجنتين بالجيدة جدا" يمكن أن تكون أكثر من ذلك على مستوى الاستثمارات كما أكدت على أهمية التبادل الثقافي بين البلدين مما يساهم في التقارب بين الشعبين.
&
وأشادت نائبة رئيس الأرجنتين برؤية المملكة 20 30، التي أطلقها ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، قائلة:" &نحن متفائلين برؤية المملكة 20 30 نرى فيها روح الاندماج مع العالم بطريقة ديناميكية، وأن المملكة دولة استراتيجية للأرجنتين".
&
وحول دور المملكة في محاربة الإرهاب قالت ميكيتي إن التجربة السعودية في هذا المجال ثرية، مشيرة إلى أن الدور السعودي في محاربة الأفكار السلبية ضد الإسلام هام جدا، ويجب علينا العمل سويًا لمحاربة الإرهاب، وتغيير النظرة السلبية للشخص المسلم والعربي، وأن الإسلام ليس له علاقة بالإرهاب.&
&
تطابق الرؤى
ومن المعروف أن السعودية والأرجنتين يتفقان في كثير من الرؤى السياسية لما يحدث في الشرق الأوسط وخاصة في أهمية إقامة دولة فلسطينية، حيث تؤكد نائبة الرئيس الأرجنتيني على أن الحكومة الفلسطينية من حقها الحصول على شرعيتها، مشيرة إلى أن الأرجنتين والسعودية يعملان سويًا من أجل سلام عادل للقضية الفلسطينية، واستقرار المنطقة.
&
وقد استقبل العاهل السعودي الملك سلمان نائبة رئيس جمهورية الأرجنتين غابرييلا ميكيتي، والوفد المرافق لها، حيث عقد معها جلسة مباحثات، جرى خلالها استعراض العلاقات القائمة بين البلدين، وسبل تنميتها وتعزيزها في مختلف المجالات.
&
وخلال زيارتها للمملكة أشادت نائبة رئيس الأرجنتين بـالحراك العلمي السعودي في جميع المجالات الاقتصادية وتوفير الفرص الاستثمارية ، الذي تشهده المملكة في مختلف المجالات والتطور الذي تعيشه في مجال دعم وتنفيذ المشروعات البحثية المتنوعة، لاسيما في مجال إنتاج الطاقة والاستفادة منها، منوهة بأهمية توثيق التعاون العلمي والبحثي مع المدينة في المستقبل بما يعود بالفائدة على البلدين.
&
كما زارت ميكيتي والوفد المرافق لها مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية بالرياض، حيث كان في استقبالها الأمير الدكتور تركي بن سعود بن محمد رئيس المدينة وعدد من المسؤولين والباحثين في المدينة.ورحب سموه في مستهل اللقاء بنائبة رئيس جمهورية الأرجنتين، مقدما نبذة عن مهام المدينة الداعمة لتنويع الاستثمارات وتشجيع ريادة الأعمال وتقليل الاعتماد على النفط كمصدر دخل رئيس للتنمية الاقتصادية وفق رؤية المملكة 2030.
&
أول مفاعل نووي
كما استعرضت مع الدكتور ناصر بن عبدالرحمن الخمشي مديرمعهد بحوث العلوم النووية ، أبرز مشروعات ومنجزات المعهد، إلى جانب آخر تطورات التعاون القائم بين مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية وشركة أنفاب الأرجنتينية لإنشاء أول مفاعل نووي بحثي في المملكة العربية السعودية، والذي شارك في تصميمه مجموعة من المهندسين السعوديين المختصين، وتصنع الكثير من أجزائه في المملكة من خلال شركات سعودية.
&
بعد ذلك زارت نائبة الرئيس الأرجنتيني المركز الوطني للتقنية المتناهية الصغر (النانو)، الذي يعد أبرز المعامل والمراكز البحثية في المدينة، واستمعت إلى شرح عن مهام المركز والتجهيزات والمعامل التي يحتويها مثل معمل المجاهر الإلكترونية وتشمل المجهر الإلكتروني النفاذ، والمجهر الماسح، ومجهر القوة الذرية التي تعد الأولى من نوعها على مستوى الشرق الأوسط، والتطبيقات المستخدمة لهذه المجاهر في تحليل المواد.
&
ميكيتي من تكون؟
إن ميكيتي هي حفيدة الرئيس الأرجنتيني السابق أرتورو إيليا، وحاصلة على شهادات ودرجات علمية متعددة، ولم تثنها الإعاقة، عن تولي مناصب مهمة، فشغلت سابقاً منصب ‏نائبة رئيس بلدية العاصمة بوينس آيريس 2007، ونائبة رئيس الحكومة لمدة 5 سنوات ‏‎، وتشغل منصب نائبة الرئيس الأرجنتيني منذ ديسمبر 2015‏.
&
وتبلغ مارتا من العمر 51 عامًا، وتستعمل كرسيًا ‏متحركًا، بسبب حادث سير تعرضت له وسبب لها إعاقة دائمة وعدم القدرة ‏على المشي، إلا أن ذلك لم يمنعها من خوض الغمار السياسي والنجاح فيه منذ سنوات عديدة‎.‎
&
يذكر أن مارتا غابرييلا، نشرت في حسابها الرسمي في "توتير"، صوراً وتغريدات، خلال عقدها لقاءات رسمية مع مسؤولي السعودية، وكذلك في تنقلها بين الوزارات والجهات المختلفة التي زارتها على كرسيها المتحرك.
&
وأكدت في تغريدتها الرئيسية أن زيارتها للسعودية تأتي في سياق بحثها عن استثمارات جديدة لبلادها الأرجنتين، حيث إنها جاءت لتقوم باستعراض العلاقات القائمة بين البلدين بهدف تنميتها وتعزيزها في مختلف المجالات.
&
جدير بالذكر أن الأرجنتين تتمتع الآن بانتعاش وازدهار اقتصادي، وهي ثالث أكبر اقتصاد في أميركا اللاتينية، حيث تتمتع بنسبة نمو تتجاوز 9%، فضلا عن تصنيف عالٍ جدا في مؤشر التنمية البشرية، وتحتل المركز الخامس في مستوى الناتج المحلي للفرد الواحد على مستوى دول أميركا اللاتينية والأعلى في القدرة الشرائية.