نصر المجالي:&غداة إخلاء مخيم الغابة في كاليه، اندلعت في وقت مبكر هذا الصباح "حرب عصابات" عنيفة بين المهاجرين في أحد أرقى شوارع العاصمة الفرنسية باريس، ونقلت التقارير مشاهد مروعة من العنف بين مهاجرين متنافسين في محيط محطة مترو ستالينغراد.&

وتقول التقارير إن القتال الذي اندلع بعد 24 ساعة من عملية إخلاء المهاجرين، ربما كان بين عصابات متنافسة من مهربي البشر، وهي سبق لها أن خاضت معارك ضد بعضها البعض في مخيم كاليه المغلق.

ويشار إلى أنه رغم أن آلاف المهاجرين نقلوا إلى مراكز إيواء في مختلف أنحاء فرنسا البلاد، إلا أن أعدادًا منهم انتقلوا إلى مخيم عشوائي أقامه مهاجرون يقدر عديدهم بنحو 2500 في العاصمة باريس.

وتطالب جهات عدة في باريس وسكان محليون سلطات الحكومة بإزالة (مخيم ستالينغراد ) للمهاجرين بشكل كامل ونهائي وإلى الأبد.&

صدامات&

وتأتي هذه الصدامات الدامية بين المهاجرين، تزامناً مع تنظيم مسيرة شعبية فرنسية في الحي العاشر الراقي في باريس، حيث الفنادق والمطاعم والحانات والحركة الدائمة، لتأييد حقوق المهاجرين رغم أن منطقتهم أصبحت غير آمنة وبائسة وجاذبة للعنف بسبب استمرار معارك المهاجرين بين بعضهم البعض ومع الشرطة أحياناً أخرى.&

وكان آلاف المهاجرين، ومعظمهم من السودان وليبيا وأفغانستان وإريتريا، نصبوا، بعد إخلائهم من مخيم كاليه وإعاقة محاولات وصولهم إلى بريطانيا، خيامًا في محيط محطة مترو ستالينغراد، حيث اندلعت حرب العصابات بينهم اليوم الأربعاء.&

حياة جحيم&

وقال سكان في محيط ستالينغراد إن المهاجرين حوّلوا حياتهم إلى جحيم مع تصاعد أعمال العنف والسطو والسلب والنهب على نحو غير مسبوق "وصار الجميع مهددًا في حياته ومستقبله".

وأضافوا: هذا فضلاً عن أن المنطقة أصبحت مكانًا غير صحي للعيش، بسبب روائح البول والبراز والقمامة، كما أن الناس صاروا يخشون الخروج من منازلهم.&

وقال أحد أصحاب المتاجر في تصريح لصحيفة (لوفيغارو) الباريسية: "لقد كان الشعب الفرنسي لطيفاً مع المهاجرين، ورغم حياتهم وأوضاعهم البائسة، التي نعلمها، فإن أقل ما يمكن القيام به هو احترام القانون ومحاولة الاندماج في المجتمع الفرنسي".

وقال ماري، الذي يعيش بجوار مخيم موقت لوفيجارو: "الحياة هنا أصبحت لا تطاق. وتم اجلاء أكثر من 2500 شخص في سبتمبر الماضي. والآن، وبعد مرور أقل من شهرين، وبعدما تم&إغلاق "الغابة"، الأمور على وشك أن تزداد سوءًا ".

تصريحات هولاند&

وإلى ذلك، كان أكد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ان بلاده لن تسمح لأحد من المهاجرين بالعودة إلى مخيم الغابة القريب من مدينة كاليه الساحلية شمال غربي البلاد، والذي تم إخلاؤه من آلاف من طالبي اللجوء خلال الأسبوع الماضي.

وتم تدمير المتبقي من المخيم الإثنين بعد ابعاد أكثر من 7 آلاف مهاجر، كانوا يقيمون فيه، ونقلهم إلى معسكرات أخرى في مختلف أنحاء البلاد.

واعتبر هولاند أن عملية إخلاء وتدمير المخيم كانت "قانونية، لكنها حازمة وفعّالة في نفس الوقت". وأوضح هولاند أن أكثر من 1500 قاصر وقاصرة كانوا يعيشون في المخيم دون بالغين يصحبونهم.

وأضاف لصحيفة محلية في فرنسا أن هؤلاء القصر سيتم إيداعهم مراكز متخصصة للبحث في حالاتهم بشكل فردي من قبل المسؤولين البريطانيين.

وبدأت بريطانيا قبل أسابيع استقبال أعداد من القصر غير المصحوبين ببالغين من المخيم.

وكان المخيم يشكل نقطة تجمع لآلاف من المهاجرين الراغبين في انتهاز أي فرصة، والدخول إلى بريطانيا عبر "القنال الإنكليزي أو بحر المانش" بشكل غير قانوني.

وأكد هولاند أن بلاده منحت اللجوء لنحو 13 ألفًا من المهاجرين في مخيم الغابة خلال أقل من سنة.