نصر المجالي: هاجم وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي بالـ "ضعيف"، بعد تحذيره تركيا من مغبة اجتياح بلاده. وجدد رفض تركيا حلا سياسيا يشارك فيه الرئيس السوري بشار الأسد.

ووجه جاويش أوغلو في تصريحات له نقلتها وكالة "الأناضول"، خطابه للعبادي قائلاً: إذا كنت بمثل هذه القوة، لماذا سلمت الموصل إلى منظمات إرهابية؟ لو كنت قويا، لماذا سمحت لحزب العمال الكردستاني باحتلال أرضك منذ سنوات؟.

وقال وزير الخارجية التركي تعليقاً على تصريحات رئيس الوزراء العراقي حيدرالعبادي أمس حول استعداد بلاده خوض حرب إذا أرادت تركيا، " إذا كانت لديكم قوة لماذا سلمتم الموصل إلى التنظيمات الإرهابية؟ وإذا كنتَ قوياً بهذه الدرجة لماذا تحتل منظمة "بي كا كا" أراضيك منذ سنوات؟".

وتابع الوزير التركي: "أنت لست قادرا حتى على محاربة منظمة إرهابية، أنت ضعيف. وبعد ذلك تحاول لعب دور الأقوياء". وكان رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي قد حذر، أمس الثلاثاء، من أي اجتياح تركي للعراق، وقال إن هذا سيؤدي إلى تفكيك تركيا، بعد ساعات على إرسال أنقرة دبابات إلى الحدود التركية.

وقال جاويش أوغلو أمام الصحافيين في مدينة آنطاليا جنوب غرب البلاد إن تركيا تُدلي بتصريحات ودية، إلا أن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي يدلي بتصريحات استفزازية.

أمن العراق 

وأشار جاويش أوغلو إلى أن أمن العراق واستقراره مهم بالنسبة إليهم كأهمية أمن واستقرار تركيا، مبيناً أن تصريحات العبادي غير صائبة، وناتجة من تحريضات بعض الدول، والمشاكل الداخلية، تجاه دولة تفكر بهذه الطريقة الايجابية نحو العراق. 

وقال جاويش أوغلو: "إن العراق بلد صديق وشقيق بالنسبة لنا، ولا توجد دولة داعمة لاستقلال العراق، ووحدة أراضيه بقوة مثل تركيا". وأضاف "لقد بعثنا رسالة دعمنا لوحدة الأراضي العراقية بقوة لكل من أظهر ميولا للانفصال عنه لغاية اليوم".

لا حل بوجود بشار 

وفي تصريحات لقناة "روسيا 24" بثتها الأربعاء، أكد وزير الخارجية التركي استحالة التوصل إلى حل سياسي للأزمة السورية بمشاركة الحكومة الحالية في دمشق. وقال إن أنقرة لا تأمل في إمكانية إيجاد حل سياسي يشارك فيه الرئيس السوري بشار الأسد.

وتابع في معرض تعليقه على الاتصالات الروسية التركية حول سوريا، أن أنقرة وموسكو تتفقان حول كون الحل السياسي غير العسكري، الخيار الأفضل بالنسبة إلى سوريا. لكنه أكد أنه لا تزال بين الجانبين خلافات مبدئية حول مصير الأسد، وعدد من المسائل الأخرى.

فرق مشتركة 

وأضاف أن روسيا وتركيا شكلتا فرقا دبلوماسية وعسكرية واستخباراتية مشتركة لدراسة كافة المسائل السورية والإقليمية والعسكرية. وشدد على الأهمية البالغة التي يكتسبها الحوار الروسي التركي لإحلال الاستقرار في الشرق الأوسط.

وأقر الوزير التركي ببقاء خلافات بين أنقرة وموسكو حول كيفية الفصل بين المعارضين المعتدلين والإرهابيين في سوريا، لا سيما في مدينة حلب. لكنه استدرك قائلا: "إننا نطالب أيضا بعزل أنصار تنظيم "جبهة النصرة" عن المعارضة، لأنه لا يجوز أن نتعامل مع الإرهابيين مثلما نتعامل مع المعارضة المعتدلة".

خلافات

وأوضح أن الخلاف بين موسكو وأنقرة في هذا السياق يكمن في كيفية تنفيذ عملية الفصل، إذ يصر الجانب التركي على إيقاف القصف أولا وضمان وقف إطلاق النار، ومن ثم تحديد فترة زمنية "عقلانية" لتنصل المعارضة المعتدلة من الإرهابيين. وشدد على صعوبة إحراز هذا الهدف في الوقت الذي تستمر فيه الحرب.

كما أكد جاويش أوغلو أن الحديث لا يدور عن إطلاق أنقرة عملية خاصة بها لتحرير الرقة السورية من أيدي "داعش".

وأكد أن تحرير الرقة يتطلب إجراء عمليات مشتركة مع قوات محلية تمثل فعلا سكان المناطق التي ستجري فيها تلك العمليات. وتابع أن كافة القوات الأجنبية يجب أن تغادر الأراضي السورية بعد انتهاء العملية.