بيروت: اختتم الرئيس اللبناني ميشال عون الاربعاء اول يوم من الاستشارات النيابية بعد تسمية اكثرية ساحقة من النواب الذين التقاهم رئيس الوزراء الاسبق سعد الحريري لتأليف الحكومة المقبلة، وفق ما احصت الوكالة الوطنية للاعلام الرسمية في لبنان. 

وذكرت الوكالة ان نتائج اليوم الاول من الاستشارات افضت الى "تسمية 86 نائبا من اصل 90 حضروا في اليوم الاول للاستشارات، رئيس تيار المستقبل الرئيس سعد الحريري لتاليف الحكومة".

والتقى عون في اليوم الاول من الاستشارات في القصر الجمهوري في بعبدا قرب بيروت، رئيس حكومة تصريف الاعمال تمام سلام، ورئيسي الحكومة الاسبقين نجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة بالاضافة الى الحريري.

كما استقبل نواب كتلته (التيار الوطني الحر) ونواب المستقبل (الحريري) وحزب القوات اللبنانية الذي يتزعمه سمير جعجع وحزب الكتائب اللبنانية الذي يتزعمه الرئيس الاسبق امين الجميل وكتلة الزعيم الدرزي وليد جنبلاط وكتلة الوزير السابق سليمان فرنجية بالاضافة الى كتل اخرى صغيرة ونواب مستقلين.

واعلنت كتلة حزب البعث (نائبان) أنها "لم تسم رئيسا للحكومة"، وكتلة الحزب السوري القومي الاجتماعي (نائبان) أنها "أودعت موقفها حول رئاسة الحكومة لدى رئيس الجمهورية"، وفق ما نقلت الوكالة الوطنية. والكتلتان قريبتان من دمشق.

ويلزم الدستور اللبناني رئيس الجمهورية بعد انتخابه باجراء هذه الاستشارات الملزمة على ان يسمي على اساسها رئيس الحكومة المكلف بالتشاور مع رئيس البرلمان.

وانتخب عون الاثنين رئيسا للبلاد بعد نحو عامين ونصف عام من شغور المنصب جراء انقسامات سياسية حادة حول ملفات عدة داخلية وخارجية، على رأسها الحرب في سوريا المجاورة.

وجاء انتخاب عون نتيجة تسوية وافقت عليها غالبية الاطراف السياسية في لبنان، لا سيما الحريري. وبات واضحا ان التسوية تشمل تكليف هذا الاخير بتشكيل حكومة جديدة. 

ويواصل عون استشاراته الخميس على ان يعلن في ختامها اسم رئيس الحكومة المكلف. وعلى جدول لقاءاته الخميس كتلة رئيس مجلس النواب نبيه بري التي عارضت انتخابه، وكتلة حزب الله.

ولم يعلن حزب الله، أبرز حلفاء عون وخصوم الحريري، اذا كان سيسمي الحريري لرئاسة الحكومة.

وفي خطاب القاه في 23 اكتوبر، قال الامين العام لحزب الله حسن نصرالله "نحن نقدم تضحية كبيرة جدا عندما نقول اننا لا نمانع ان يتولى الرئيس سعد الحريري رئاسة الحكومة".

ولم يحسم بري موقفه بعد. ويجمع المحللون على ان تشكيل الحكومة سيواجه عقبات كثيرة خصوصا بسبب عدم تجانس المكونات ذات المصالح المتضاربة في السلطة في المرحلة المقبلة.