علقت الوكالة الأوروبية لسلامة الطيران لمدة ستة أشهر قرارًا اتخذته العام الماضي بحظر طيران طائرات الخطوط الجوية العراقية الى العواصم الأوروبية، لعدم التزام العراق بتنفيذ شروط السلامة المعتمدة لدى الاتحاد.&

إيلاف من لندن: أعلن وزير النقل العراقي كاظم فنجان الحمامي عن مصادقة الوكالة الأوروبية لسلامة الطيران على تعليق قرار الحظر المفروض على الخطوط الجوية العراقية.&

وأوضح أن "الوكالة الأوروبية لسلامة الطيران" قد وافقت على تعليق قرار الحظر المفروض على الخطوط الجوية العراقية، وذلك بمنح العراق مهلة ستة أشهر لمراجعة التطبيقات الفعلية لاجراءات السلامة والامان والارتقاء بمستوى الأداء وتفعيل المعايير القياسية الدولية التي اقرتها المنظمات العالمية.&

واضاف الحمامي في بيان صحافي، اطلعت على نصه "إيلاف" الجمعة، أن "جهودنا تكللت بهذا الانجاز الجديد للحكومة العراقية، وبهذا ستكون الفرص سانحة ومتاحة امام الخطوط العراقية بمهلة تنتهي في الشهر السادس من العام المقبل".. واشار الى انه "سيصار بعدها الى منح العراق حرية الطيران نحو العواصم الأوروبية أسوة بالخطوط العالمية المرموقة".

وكان الاتحاد الأوربي قد ادرج في 11 ديسمبر 2015 الخطوط الجوية العراقية ضمن قائمة منع تسيير رحلات جوية الى أوروبا، موضحًا أن القرار جاء لعدم التزام العراق بتنفيذ شروط السلامة المعتمدة لدى الاتحاد.&

وفي 16 أغسطس الماضي، منعت سلطات الطيران المدني في منظومة الدول الأوروبية جميع الطائرات العراقية والمسجلة في العراق من الطيران في الاجواء الأوروبية بعد ثلاثة انذارات خلال عام واحد هو 2015 الى الجانب العراقي حول وجوب الالتزام بمعايير السلامة الجوية والامن الملاحي، غير أن الجانب العراقي لم يكترث بذلك، ما حدا بسلطات الطيران المدني في عموم أوروبا الى منع تحليق الطائرات الجوية العراقية وجميع الطائرات المسجلة في العراق من دخول الفضاء الجوي لقارة أوروبا.

معايير سلامة الطيران

وتقضي معايير السلامة الالتزام بوضع الاجهزة المناسبة التي تتعلق بحماية البيئة ومنع الضوضاء الى جانب سلسلة ملاحظات وصل بعضها الى نظام تنظيف الطائرات نفسها. وقد سجلت المنظمة على الشركة اكتشاف آثار تدخين بقمرة القيادة حاول الطيارون إخفاءها عن طريق رش العطور وانتهاء صلاحية قناني الاوكسجين والاطفاء ونقص عدد احزمة المقاعد وعدم وجود مقاعد اطفال.. إضافة الى ان مجموع اعمار قائد الطائرة والمساعد يتجاوز الحد القانوني في بعض الحالات.. كما ان مهندسي الطيران لا يتكلمون الانكليزية، وليست لهم دراية بهندسة الطائرات، اضافة الى السماح لاصدقاء الطيار من المسافرين بالدخول الى قمرة القيادة.&

وقررت لجنة سلامة الطيران في الاتحاد الأوروبي باجتماعها الدوري الذي عقدته في اول يونيو الماضي&في بروكسل تمديد الحظر على المفروض على الخطوط الجوية العراقية لمخاوف تتعلق بسلامة تشغيل طائراتها. واوضحت أن شركات من زامبيا وإيران تم رفع الحظر عنها لكون هذه الشركات استوفت شروط سلامة الطيران، لكن العراقية استمرت بتشغيل رحلاتها الى أوروبا بطائرة مستأجرة منذ عام تقريبًا وتكلف الخطوط الجوية العراقية قيمة إيجارها في حين ان طائراتها الحديثة التي لا تزيد اعمارها عن ثلاث سنوات جاثمة في ارض مطار بغداد.&

مستلزمات لم تتوفر

وكانت شركة الخطوط الجوية العراقية قد اوضحت أن مستلزمات الانضمام لمنظومة الاتحاد الأوروبي لم تتوفر، حيث ابتدأت الشركة بمحاولة الانضمام للمنظمة في عام 2014 لكن دون مستوى المتطلبات الاساسية للقبول فيها. واشارت الى ان ذلك قد دفعها الى اتخاذ خطوات جادة لإعادة الشركة الى المستوى الفني من خلال التعاقد مع شركات عالمية ومعتمدة في هذا المجال، ولها خبرة واسعة.

وأضافت الشركة أنها "ماضية بتنفيذ ما مطلوب منها اتجاه منظمة السلامة بكل دقة ومصداقية وشفافية، حرصاً منها على تاريخها المشرف، والذي أمتد لاكثر من سبعين عامًا من العطاء"، بحسب قولها.

يذكر أن الخطوط الجوية العراقية قد تأسست في مايو عام 1938 عندما أوصت جمعية الطيران العراقية على شراء ثلاث طائرات نوع "داركن رابيد" في مصانع طائرات "دي هافيلاند" وقد وصلت الى بغداد في الاول من اكتوبر عام 1938 وكانت تقوم برحلات داخلية وإلى بعض الدول المجاورة.

وكان العراق يمتلك اكثر من 20 طائرة مدنية من طراز اليوشن الروسية، تابعة للخطوط الجوية العراقية قبيل عام 1991، حيث تم تدمير أغلبها في حرب عاصفة الصحراء، التي اخرجت القوات العراقية من الكويت ونقل القسم الآخر منها الى دول الجوار خلال فترة العقوبات الدولية على العراق.