أشرف أبوجلالة: بينما لا تقوى الثدييات على تجديد أنسجتها العصبية المعقدة حال تعرضها لإصابة حادة في الحبل الشوكي، من الممكن أن تؤدي في الغالب إلى الوفاة أو إلى الإصابة بالشلل، فإن سمك الزرد الصغير المخطط الذي يعيش في المياه العذبة الاستوائية في جنوب شرق آسيا يمتلك تلك القدرة الاستثنائية على تجديد أنسجته العصبية سريعاً.

وجاءت دراسة بحثية حديثة لتبشر المرضى المصابين بالشلل بإمكانية استعادة قدرتهم على الحركة والمشي من جديد، بعد أن تمكن الباحثون من تحديد بروتين يوجد في ذلك السمك ربما يمتلك القدرة على تسريع شفاء إصابات النخاع الشوكي الرئيسية. 

وظلت الآليات التي تقف وراء هذا الكشف المتعلق بقدرة سمك الزرد على إصلاح أنسجته العصبية غير معروفة لفترة طويلة. ومع هذا، اكتشف الآن علماء من المركز الطبي التابع لجامعة ديوك في دورهام في ولاية كارولينا الشمالية ذلك البروتين المعالج الخاص الذي يساعد على سد الفجوة في أنسجة الحبل الشوكي المقطوعة.

وذكرت صحيفة الدايلي ميل البريطانية أن تلك الدراسة الحديثة، التي نشرت في مجلة العلوم، من الممكن أن تقود لاكتشافات جديدة بشأن إصلاح الأنسجة لدى البشر.

حين يتعرض سمك الزرد لقطع في الحبل الشوكي فإن جسراً من الخلايا الداعمة يبدأ في التكون بين الطرفين

ومضت الصحيفة تنقل عن البروفيسور كينيث بوس، الباحث الرئيسي في الدراسة، قوله " ما اكتشفناه يعد واحداً من أبرز انجازات الطبيعة المرتبطة بتجديد الخلايا. وبالنظر للعدد المحدود من العلاجات الناجحة المتاحة اليوم بالنسبة لإصلاح الأنسجة المفقودة، فإننا نحتاج لفحص حيوانات مثل سمك الزرد من أجل التوصل لأدلة جديدة بشأن الطريقة التي يمكن من خلالها تحفيز عملية تجديد الأنسجة العصبية".

وتبين للباحثين من خلال الدراسة التي راقبوا فيها سمك الزرد أنه حين يتعرض لقطع في الحبل الشوكي، فإن جسراً من الخلايا الداعمة يبدأ في التكون بين الطرفين. 

وبعد مرور ثمانية أسابيع، يتكون قدر كاف من الأنسجة، وهو ما يساعد بالتبعية على التصدي للشلل بصورة تامة، ومن ثم يعود السمك لقدرته على التحرك من جديد.

 

أعدت «إيلاف» المادة بتصرف عن صحيفة الدايلي ميل

المادة الأصل هنا