إيلاف من القدس:&الهبة الفلسطينية الأخيرة والتي بدأت قبل عام آخذة في الانطفاء بحسب ضابط إسرائيلي كبير يقود العمل في الضفة الغربية. ويضيف هذا الضابط في حديث مع "إيلاف" أن الجيش الإسرائيلي يرصد ارتفاعًا في الأحداث والمواجهات الداخلية الفلسطينية الفلسطينية، والتي يرجعها إلى صراع على خلافة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، والتي تتبلور في حرب بين الأجهزة الأمنية التابعة لعباس وجماعات أخرى يسيطر عليها القيادي الفلسطيني محمد دحلان.

الضابط الإسرائيلي نفسه حمل معه إحصاءات أعدها الجيش الإسرائيلي يتضح منها بحسب الضابط أن الأعمال العدائية تجاه إسرائيل بكل المرافق وبكل الوسائل والأسلحة خفت إلى درجة اقل من المعدل الشهري الذي ساد قبل الهبة الأخيرة في شهر أكتوبر من العام الماضي 2015.

ويعزو الضابط ذلك إلى الإجراءات الإسرائيلية على الأرض والخطوات التي قامت بها إسرائيل في الضفة الغربية والعقوبات التي فرضتها على عائلات منفذي الهجمات أو "العمليات الإرهابية".

العمل الفردي

وحول السمة التي ميزت الهبة الفلسطينية الأخيرة، يشير الضابط إلى أن العمل الفردي والعمليات الاستلهامية وتقليد العمليات الناجحة هو ما يميز الهبة الحالية.

ويؤكد هذا الضابط الذي رفض الكشف عن اسمه، أن مواجهة العمليات الفلسطينية ليس سهلا، لذلك قام الجيش الإسرائيلي بتكثيف التعقب في شبكات التواصل الاجتماعي وتحديد الشخصية التي من المتوقع تنفيذ عملية والحديث مع الشخص أو ذويه وأحيانا اعتقال الأشخاص وتقديمهم للمحاكمة بالإضافة إلى سحب تصاريح المنفذ او المنفذ المحتمل وجميع أفراد عائلته أو أبناء عشيرته.

ورداً على سؤال إن كان ذلك يندرج تحت مسمى العقوبات الجماعية الممنوعة دوليا، قال الضابط إن الجيش يحدد الأماكن التي يخرج غالبية المنفذين منها ويحددون العمل على تلك المنطقة وعلى أفراد عائلات هؤلاء وهذا جلب ثمارا كثيرة لان عددًا لا بأس به من العائلات سلمت أبناءها للجيش الإسرائيلي قبل أن ينفذ عملية، وقال إنه تم مؤخرا تسليم أربعة شبان من منطقة الخليل اعد كل منهم للقيام بعمل فردي.

وفيما إذا كانت التنظيمات الفلسطينية تنشط لتنفيذ عمليات ضد الأهداف الإسرائيلية، يقول هذا الضابط: "دائما هناك تخطيط إلا أن العمليات المنظمة قليلة، وذلك بسبب التضييق والمعلومات التي يجمعها الجيش وأجهزة الأمن الإسرائيلية لإحباط تلك المخططات".

ويضيف الضابط أن معظم العمليات التي قامت بها فتيات او نساء مثلا كانت بسبب مشاكل عائلية وخلفيات عاطفية وما شابه وليس لأسباب إيديولوجية او وطنية، كما ان معظم العمليات لشبان اقل من 16 عاما أيضا على خلفيات شخصية، ومعظمها بسبب التحريض وتقليد لعمليات نجحت أو انتقام لأخ او لابن عم او قريب قتل على يد الجيش خلال المواجهات او خلال تنفيذ عمليات.

هذا ويشير الضابط إلى هبوط حاد في العمليات من كل الأنواع أن كانت ضد الجنود او المستوطنين الإسرائيليين.

التنسيق الأمني

وفيما إذا كان التنسيق الأمني مع الأجهزة الأمنية الفلسطينية ساعد في تقليل عدد العمليات، قال: "السبب الرئيسي هو الإجراءات التي يتخذها الجيش الإسرائيلي والنشاطات التي يقوم بها على الأرض يوميا وعلى مدار الساعة".

وأضاف: "لقد ثبتنا كاميرات في كل مكان تقريبا مرئية وغير مرئية، بمعنى أخر بعضها ظاهرة للعيان وأخرى مخفية على الشوارع الرئيسة، وفي أماكن الاحتكاك وان جزءا لا بأس به من العمليات تم إحباطه بسبب تلك الكاميرات ورصد المنفذ أو المنفذين قبل التنفيذ .

إلى ذلك يقود الضابط الحملة التي يشنها الجيش الإسرائيلي ضد الأسلحة في الضفة الغربية وإغلاق ورشات تصنيع الأسلحة وضبط كميات كبيرة منها لدى نشطاء وتجار اسلحة.

ويقول الضابط إن الحملة ناجحة جدا لان أسعار الأسلحة غير المرخصة بدأت ترتفع لقلة وجودها، وان الجيش الإسرائيلي سيستمر بجمعها ومداهمة واعتقال كل من يحملها أو يتاجر بها، واشار ايضا الى ان السلطة الفلسطينية من جهتها وبمعزل عن إسرائيل تقوم ايضا بحملات لضبط الاسلحة غير المشروعة في الضفة الغربية.

خلافة الرئيس عباس

وحول المعلومات المتوفرة لدى إسرائيل عما&يدور في الكواليس عن خلافة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بيّن الضابط أن هنالك بعض المواجهات الداخلية، لكن تل ابيب لا تتدخل بتاتا في هذه المسألة، كونها شأنًا داخليًا للسلطة الفلسطينية، ولا تمس أمن إسرائيل.&

وقال الضابط عن الصراع بين الاجهزة الأمنية الفلسطينية والجماعات التابعة للقيادي محمد دحلان: "دائما هناك نشاطات لهذه الجهة او تلك في مجال الصراع على السلطة والنفوذ داخل صفوف الفلسطينيين والضفة الغربية بمعظمها تسيطر عليها السلطة الفلسطينية وحركة فتح وحماس تحاول ان تنشط ضدنا هنا، وهناك أيضا خلافات ومواجهات واعتقالات بين صفوف حماس تنفذها السلطة الفلسطينية.

وحول تقييمه للوضع الآن في ظل جمود عمليات السلام، قال: "نحن في الجيش نتلقى الأوامر من المستوى السياسي &ونعمل لحفظ امن الإسرائيليين والجيش ويمكنني القول إن السنة الأخيرة تثبت جو عدم الاستقرار في المناطق الفلسطينية من ناحية المواجهات والعمليات ومن ناحية العمل الداخلي هناك فالأراضي الفلسطينية غير مستقرة بتاتا.

وإن كان الجيش مستعدًا لإعادة احتلال الضفة الغربية في حال اندلعت &انتفاضة جديدة، قال الضابط: "نحن مستعدون لكل شيء ونتدرب على كل الامكانات بما في ذلك إعادة سيطرة الجيش على كل المدن والقرى والمناطق الفلسطينية، كما اننا جاهزون لتسليم السلطة الفلسطينية اي منطقة تقررها الحكومة الإسرائيلية لان الجيش في إسرائيل &ينفذ أوامر المستوى السياسي ولا يقررها.