أكد النائب وابن أخت رئيس الجمهورية اللبناني المنتخب، آلان عون في حديث خاص لـ"إيلاف" أن العهد الجديد سيشهد نهضة إقتصادية كبيرة، خاصة مع تعاون من الجميع على تشكيل الحكومة اللبنانيّة بأسرع وقت ممكن.


بيروت: يتحدّث النائب اللبناني آلان عون لـ"إيلاف" عن انتخاب خاله العماد ميشال عون رئيسًا للجمهورية، بدءًا بخطاب القسم وصولاً الى تشكيل الحكومة اللبنانية وتسريبات أسماء الوزراء في الحكومة المنتظرة.

وفي ما يلي نص الحوار كاملا:&

بعد انتخاب ميشال عون رئيسًا للجمهورية وتكليف سعد الحريري لرئاسة الحكومة هل نحن أمام تأليف سريع للحكومة أم متجهون نحو المماطلة؟

كل المؤشرات توحي أن الأمور متجهة إلى تشكيل غير معقد للحكومة، إنما سيستغرق الأمر الوقت اللازم، لكن ليس هناك حتى الآن نية تعطيل أو مؤشرات سلبية ستوضع بوجه تأليف الحكومة في لبنان.

هل الجميع متعاون اليوم لتشكيل الحكومة اللبنانيّة؟

الكل متعاون بمن فيهم رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري الذي كان معترضًا على الرئاسة، لكنه يبدي كل التعاون من أجل تحقيق انجاز تأليف الحكومة.

بمعنى لا أحد سيسعى إلى وضع العراقيل بوجه تأليف الحكومة؟

بالضبط، لكن هذا لا يعني عدم وجود مطالب من قبل كل الكتل النيابية، فهناك مطالب ويجب أن يتم التوفيق بين الجميع من أجل تشكيل الحكومة.

هل هناك مطالب متناقضة لتشكيل الحكومة بين الكتل النيابية؟

إذا حصلت مطالب متناقضة سوف يتم التوفيق في ما بينها ما قد يستغرق بعض الوقت في انجاز تشكيل الحكومة اللبنانية... التعقيدات ليست كبيرة جدًا.

تسريبات

هل من تسريبات حاليًا بخصوص من سيتولى بعض الحقائب الوزارية في الحكومة المقبلة من قبل تكتل التغيير والإصلاح، ومن قبل الرئيس المنتخب ميشال عون؟

تبقى الأمور حاليًا في إطار الأفكار والتسريبات الإعلاميّة، وقد لا تكون بالضرورة صحيحة.

ألم تدخلوا حاليًا مرحلة الكلام عن الأسماء التي ستتولى الوزارات في لبنان؟

دخلنا مرحلة الكلام عن الحقائب وبعض الأسماء ولكننا ما زلنا في البداية ولم يتم التوافق على أسماء نهائية حتى الآن.

خطاب القسم

كيف تقيّم خطاب قسم رئيس الجمهورية المنتخب ميشال عون ودعوة تكتل التغيير والإصلاح إلى اعتماده في البيان الوزاري المقبل للحكومة؟

خطاب القسم كان جامعًا وكان ممتازًا عمليًا، ولقي تأييد الكثير من الفرقاء بمن فيهم من كانوا متحفظين على انتخاب العماد عون، ما يشكل مناسبة لجمع اللبنانيين حول الميزان الدقيق الذي اعتمده عون في مقاربة كل المسائل الخلافية في البلد، ولمسنا من رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري ترحيبًا كبيرًا بهذا الخطاب، بل أكثر من ذلك قال الحريري إن البيان الوزاري للحكومة سيتضمن جزءًا من خطاب القسم.

التزامات عون

للرئيس المنتخب التزامات سابقة مع حزب الله وأخرى مستجدة مع تيار المستقبل، هل يستطيع عون اليوم الإلتزام بمختلف وعوده رغم تضارب تلك الإلتزامات في أحيان كثيرة؟

ليس هناك التزامات بالمعنى الخاص، بل هناك تفاهمات كبيرة على المستوى الوطني وتمكّن عون من جمع الكل حولها من خلال تفاهم الجميع على عون لرئاسة الجمهورية، دخلنا حاليًا في مرحلة تشكيل الحكومة وعندما ينتهي الأمر ننتقل إلى مرحلة جديدة وهي مرحلة التعاون مع الجميع.

ألا يوجد "التزامات" بمعنى الصفقات، كما يسوّق لها البعض؟

لا التزامات لعون كما يسوق لها البعض بمعنى الصفقات، بل العكس، فبمجرد توافق الجميع على انتخاب عون رئيسًا كان إشارة الى تخطي مرحلة الصفقات إلى مرحلة العمل الجدي والمبني على تفاهم الجميع.

مسيرة الإصلاح

وصول عون إلى سدة الرئاسة.. هل يعني ذلك أن مسيرة الإصلاح بدأت في لبنان؟

حكمًا هي مسيرة وانطلاقة كبيرة للعمل الإصلاحي في لبنان، وكنا في السلطة سابقًا وحاولنا كثيرًا ولم تكن تنقصنا إرادة قوية في تطبيق الإصلاح، إنما كان ينقصنا في السابق الإمكانية والتحالف الكبير الذي يمكّننا&من تطبيق الإصلاح على الجميع، واليوم من خلال التوافق الكبير الذي حصل ومن خلال هذا الإجماع على شخصية عون وخلال هذه المرحلة الجديدة في العهد الجديد أعتقد ان هناك فرصة حقيقية لإنجاز الإصلاح على أعلى المستويات.

محاربة الفساد

ماذا عن محاربة الفساد؟ هل يستطيع عون القيام بهذه المهمة الصعبة؟

طبعًا يمكنه أن يضع لبنان على سلم محاربة الفساد، ولكن الفساد لا يمكن محوه بجرة قلم، ولا يمكن وضع حد له، ولا أحد يملك عصا سحرية للتخلص من الفساد، لكن مع إرادة حقيقية تبدأ من رأس الهرم وصولاً إلى أدنى المستويات للتخلص من الفساد، قد نخطو الخطوة الأولى في سبيل التخلص منه، مع تدابير جدّية للعهد الجديد في سبيل محاربة الفساد.

ماذا عن الحديث بأن العهد الجديد سيكون بمثابة نهضة اقتصادية لبنانية حقيقية، وما هي الملفات الاقتصادية الملحة في هذا المجال؟

يجب أن يكون هناك دور كبير للنهضة بالإقتصاد في المرحلة المقبلة، وعلى الإقتصاد أن يشكل أولوية في العهد الجديد، ويجب أن تكون هناك إعادة إحياء للبنى التحتية ولكل القطاعات الإقتصادية، ولكل الأمور التي لها علاقة بالكهرباء والخدمات واستخراج النفط، مما يدفع إلى المزيد من الإستقرار وإعادة العجلة الإقتصادية من خلال مشاريع كبرى تعيد الحيوية إلى الإقتصاد اللبناني والقطاعات عامة، وهناك ورشة اقتصادية كبيرة يجب أن تبدأ سريعا في العهد الجديد، وتكون من أولويات الحكومة المقبلة، وهذه الصدمة الإيجابية التي حصلت في البلد من خلال التوافق الرئاسي، ستشكل فرصة حتمًا لإعادة إحياء الإقتصاد، وتعطي اندفاعًا كبيرًا للقطاع الخاص وهو المحرّك الأساسي على المستوى الإقتصادي.

ماذا يعني اليوم وصول عون إلى سدة الرئاسة بعد 26 عامًا من النضال؟

-يعني أنه كان مسارًا استثنائيًا سرنا به خلال 26 عامًا، ويستحق عون بعد ما بقي عليه من عزيمة وصبر بخاصة بعد ثقة اللبنانيين الكبيرة به، أن يصل إلى سدة الرئاسة، وقد سمح له هذا الأمر بأن يبقى متقدمًا على الساحة اللبنانية في مختلف المراحل، فعون كان ولا يزال رجل قضية ورجل إيمان بالوطن، ونال ما يستحق بعد 26 عامًا من النضال.