إيلاف من سان فرانسيسكو: تشعر مارثا كينت (٥٦ عاماً)، وهي من سكان مدينة سان فرانسيسكو الأميركية في ولاية كاليفورنيا، بالحزن الشديد، لأن الغلاء شتت أفراد عائلتها. فابنتها غادرت إلى مدينة سياتل في ولاية واشنطن، وابنها إلى ولاية نورث كارولينا، وكلاهما طبيبان ممارسان.

تقول كينت لـ "إيلاف" التي تعمل في شركة للتسويق وزوجها طبيب: "ابنتي حصلت على عرض عمل من جامعة سان فرانسيسكو للعمل فيها، لكنها لم تقبل به، كونها ستضطر إذا ما انتقلت إلى هنا ستضطر إلى دفع أربعة أضعاف الإيجار الذي تدفعه في سياتل".

وتذكر أن كثيراً من أفراد عائلتها اضطروا إلى الهجرة من المدينة، كون الأسعار «أخذة في الارتفاع بشكل جنوني بما لا يتناسب مع نمو الدخل السنوي لمواطني الولاية»، مضيفة: «أنا وزوجي حينما انتقلنا للعيش في سان فرانسيسكو قبل أكثر من ثلاثين عاماً كانت الأسعار معقولة، وتمكنا من شراء منزل بمساعدة من عائلتنا».

ولا يقل إيجار الشقة ذات غرفتين في سان فرانسيسكو عن ٣٨٠٠ دولار شهرياً، وهو مبلغ يُعتبر كبير إذا ما عرف أن المتوسط الوطني للإيجارات ما بين ٧٠٠ إلى ١٠٠٠ دولار.

وقال تقرير نشرته محطة "سي أن أن" الجمعة، إن الإيجارات ارتفعت في ولاية كاليفورنيا بنسة ٧٠ في المئة منذ ٢٠١١، مبينة أن كثيراً من سكانها يغادرونها ويبيعون منازلهم "لعدم تحملهم كلفة العيش فيها".

وذكرت أنه صار من الصعب على متوسطي ومحدودي الدخل مثل المعلمين ورجال الإطفاء العيش في الولاية.

وأشار تقرير قناة «سي أن أن» إلى أن «الانفجار» الذي حصل في مجال صناعة التقنية أسهم في رفع أسعار الإيجارات. ومعلوم أن شركات التقنية الكبرى تتخذ من مدينة سان فرانسيسكو وضواحيها مقراً لها، مثل شركات فيسبوك وتويتر، وأبل وغيرها.

ونقلت المحطة عن مطور عقاري قوله إنه بسبب "الهجرة" الكبيرة، أصبح هناك ثلاثة بيوت معروضة للبيع مقابل كل مشتري في الولاية".

وتعد ولاية كاليفورنيا الأكبر في أميركا لجهة عدد السكان (نحو ٤٠ مليون شخص)، كما أنها الأغنى، وهي المكان الرئيسي للزراعة، وصناعة التقنية والترفيه، ويعادل قيمة اقتصادها لوحدها اقتصاد ألمانيا.

واختار بعض سكان الولاية الهجرة إلى مدينة رينو في ولاية نيفادا التي لا تبعد إلا نحو ٢٠ دقيقة عن حدود كاليفورنيا الشرقية وثلاث ساعات ونصف من سان فرانسيسكو. هذا ما فعلته ربيكا سميث (٣٤ عاماً) وهي متزوجة وأم لطفلة، قالت لـ «إيلاف»: "انتقلت من جنوب كاليفورنيا (ضواحي لوس أنجلس) إلى رينو، لأن الغلاء حيث كنت اسكن لا يمكن احتماله، فهناك يفرضون ضريبة على كل شيء، حتى العبوات البلاستيكية للمشروبات والمواد الغذائية تُجبر على دفع ضريبة إعادة تجميع لها».