الموصل: تخوض القوات العراقية الاحد اشتباكات مع "الجهاديين" لليوم الثالث على التوالي داخل مدينة الموصل، فيما يخاطر المدنيون بأرواحهم تحت القصف ونيران القناصة للفرار من المدينة.

في الاثناء، قتل 25 شخصا على الأقل في هجومين انتحاريين تبناهما تنظيم الدولة الإسلامية استهدفا مدينتي تكريت وسامراء شمال بغداد. وابدى تنظيم الدولة الإسلامية مقاومة شرسة في الدفاع عن اهم آخر معاقله امام الهجوم الذي تقوده قوات مكافحة الإرهاب على الجبهة الشرقية للمدينة في الأسبوع الثالث من أكبر عملية عسكرية يشهدها العراق منذ سنوات.

وقال قائد قوات مكافحة الإرهاب الفريق الركن عبد الغني الأسدي لوكالة فرانس برس إن "قواتنا تواصل تطهير أحياء بينها السماح وكركوكلي والملايين وشقق الخضراء". وسبق للتنظيم المتطرف ان خسر معاقل في العراق وسوريا خلال الاشهر الاخيرة لكن الامر مختلف في الموصل. وأكد الاسدي أن "المقاومة شديدة جدا وقدموا (الجهاديون) خسائر كبيرة".

وفي حي الانتصار في جنوب شرق المدينة، خاضت الفرقة التاسعة المدرعة من الجيش معارك مع الجهاديين، حسبما أفادت مراسلة فرانس برس. ودخلت القوات العراقية إلى شوارع الموصل للمرة الأولى الجمعة، وواجهت مقاومة شرسة غير متوقعة من "الجهاديين"، بحسب ما قال أحد الضباط.

هروب محفوف بالمخاطر
سمح هجوم القوات العراقية لبعض المدنيين بالفرار من المدينة، لكن معظم هؤلاء الذين يقدر عددهم باكثر من مليون شخص ما زالوا محاصرين في الداخل وعالقين بين الجهاديين والقوات المدعومة من طائرات التحالف.

وتمكن بعض المدنيين الذين نجحوا بالهروب من المدينة، من الوصول السبت إلى مخيم قرب الخازر داخل المناطق التي يسيطر عليها الأكراد. وتحت القصف ونيران القناصة وقذائف الهاون، غادر أبو سارة حي السماح في شرق الموصل، حاملا بين ذراعيه طفله الذي لم يتجاوز 15 يوماً.

وقال العراقي البالغ 34 عاما "مشينا كيلومترات عدة بثيابنا ورايات بيض لوّحنا بها طوال الطريق". وفيما لم تلق دعوات المنظمات الإنسانية الى فتح ممرات آمنة للمدنيين الخارجين من الموصل صدى، ارتفعت أعداد النازحين في الأيام الأخيرة. وأعلنت وزارة الهجرة والمهجرين العراقية في بيان السبت "استقبال تسعة الاف نازح خلال اليومين الماضيين".

وأعلنت المنظمة الدولية للهجرة أن عدد النازحين بلغ نحو 34 ألفا منذ بدء هجوم الموصل في 17 أكتوبر. وخاضت المنظمات الإنسانية سباقا مع الزمن من أجل بناء مخيمات لاستيعاب النازحين. وبدا من الصعب التكهن بوتيرة سير المعارك، وخصوصا بعد التسجيل الصوتي لزعيم تنظيم الدولة الإسلامية أبو بكر البغدادي الذي دعا مقاتليه إلى الثبات والمواجهة.

هجمات انتحارية
ويقدر عدد "الجهاديين" المتواجدين في الموصل بين ثلاثة الى خمسة آلاف مقاتل. ويبدو أن قدرة التنظيم على الرد بهجمات برية قد تلاشت، ويلجأ إلى تنفيذ هجمات على غرار ما قام به في مدينتي كركوك والرطبة شمال وغرب بغداد.

على صعيد العنف ايضا، قتل 25 شخصا على الاقل وأصيب أكثر من 50 آخرين بجروح، بينهم زوار إيرانيون، في هجومين انتحاريين استهدفا الاحد مدينتي تكريت وسامراء شمال بغداد. وكانت حصيلة سابقة أشارت إلى مقتل 18 شخصا وإصابة اكثر من 20 بجروح جراء الهجومين.

وقال ضابط في الشرطة برتبة مقدم "قتل 15 شخصا وأصيب 33 بجروح جراء هجوم انتحاري بسيارة مفخخة ضد حاجز تفتيش عند المدخل الجنوبي لمدينة تكريت" (160 كلم شمال بغداد).

وأضاف "قتل 10 اشخاص واصيب 25 آخرون، بينهم إيرانيون، جراء هجوم انتحاري بسيارة إسعاف داخل مرأب في سامراء" جنوب تكريت. واكدت مصادر طبية في مستشفيات تكريت وسامراء حصيلة القتلى.

بدوره، أكد المدير العام لمديرية صحة صلاح الدين عمر صباح لفرانس برس "مقتل ايرانيين اثنين وإصابة ما لا يقل عن ثمانية إيرانيين" جراء الهجوم في سامراء. وأشار إلى عشرة من الجرحى مصابون بجروح بالغة. وأكد رئيس اللجنة الامنية في محافظة صلاح الدين جاسم الجبارة طبيعة الهجمات، مشيرا إلى مقتل ضابط شرطة برتبة عميد ونجله جراء الهجوم في تكريت.

وتحدث ضابط الشرطة عن وقوع تفجير انتحاري بحزام ناسف عقب تفجير سيارة الاسعاف في سامراء، الأمر الذي لم تؤكده مصادر أخرى. لكن تنظيم الدولة الإسلامية أصدر بيانا تبنى فيه الهجمات، متحدثا عن ثلاثة انتحاريين، اثنان في سامراء وثالث في تكريت.

وقال التنظيم الجهادي إن اثنين من الانتحاريين يحملان لقب "المصلاوي" نسبة إلى الموصل، في ما قد يكون حملة دعائية لربط الجهاديين المتواجدين في مناطق مختلفة بالعملية العسكرية الجارية حاليا في ثاني أكبر مدن البلاد.