نصر المجالي: وجه القضاء الأردني تهمة القتل العمد لقاتل والدته الخمسينية التي قطع رأسها وأقتلع عينيها في جريمة هزت الشارع الاردني، يوم الخميس الماضي، في منطقة طبربور في شمال العاصمة عمّان.&

وأسند مدعي عام محكمة الجنايات الكبرى الأردنية للابن القاتل البالغ من العمر 28 عامًا تهمة القتل العمد مع سبق الاصرار والترصد"، مشيرًا الى "توقيفه 15 يومًا قابلة للتجديد على ذمة القضية في مركز إصلاح وتأهيل (سجن) ماركا" شرق عمان.&

واكد مصدر مقرب من التحقيق أن القاتل الذي لم يكشف النقاب عن اسمه لوسائل الإعلام، طلب اعدامه بسرعة، مؤكدًا انه لا يستطيع الحبس سنوات طويلة وانه يفضل الاعدام على حبسه لعشرين سنة او اكثر. على أن قانون العقوبات الأردني يقر عقوبة الإعدام في حال إدانة المتهم.

وكانت الجريمة البشعة في منطقة طبربور شمال عمان عندما هاجم الابن والدته بسكين المطبخ وعندما حاولت الهرب، اسقطها ارضًا، وطعنها عدة طعنات ثم قام بجز عنقها بفصله عن جسدها، ومن ثم قام بقلع عينيها بيديه.

&

صورة للجاني نشرتها صحف أردنية&

&

والدته عدوته&

واضاف المصدر أن "القاتل ادعى خلال استجوابه ان والدته هي عدوته، وهي من افسدت حياته، ولهذا خطط لقتلها الاربعاء الا ان تواجد والده بالمنزل ادى الى ارجاء تنفيذ مخططه لعصر الخميس".

وقال الجاني في اعترافاته إن امه عدو له، مؤكدًا وفق مصدر مقرب من التحقيق انه عزم على قتلها وقطع رأسها قبل ارتكابه للجريمة بيوم واحد، وانه تنفيذًا لذلك اخذ سكينًا لأحد محلات بيع اللحوم بهدف جلخها الا انه ابلغه بعدم وجود الآله فذهب لمحل لبيع الشاورما وطلب منه سكينًا بعد ان اخبره أن السكين لأمه تريد "تقطيع لحمة"، وبعد ان اخذها عاد للمنزل وانتظر عودة امه من منزل الجيران، وعندما عادت قام بقتلها ثم فصل الرأس عن الجثة.

واضاف الابن الجاني في اعترافاته انه بعد ان قطع رأسها اخذ يقلع عينيها ويخرجهما من مكانهما بيديه.

واشار المصدر القضائي إلى ان شقيقه حضر للبيت برفقة صديقه وحاول فتح الباب بعد ان راودته الشكوك بتعرض امه للخطر من شقيقه القاتل الا أن القاتل رفض فتح الباب فقام هو وصديقه بخلع الباب ليتفاجأ بالجريمة.

واشار المصدر إلى ان القاتل اعترف بوجود سوابق لديه بتعاطي مادة (الجوكر) المخدرة، كما أكد المصدر نفسه انه "تم طرد القاتل من الامن العام وهو من اصحاب الاسبقيات في قضايا المخدرات والمشاجرات".

رأي خبير&

وإلى ذلك، قال استاذ علم الجريمة الدكتور حسين محادين إن فشل التربية ومؤسسات التنشئة المختلفة بما فيها المؤسسة التعليمية وضعف أدوار المسجد والاعلام في إكساب مجرم من هذا النوع سلوكيات طبيعية او متوازنة من شأنها ان تجعله مقبولاً في المجتمع.

وقال الخبير محادين في تعليقات نقلها عنه موقع (عمون) الالكتروني: بعكس الحال يشعر بأن عليه الانسحاب من المجتمع ورد هذا الانسحاب بصورة صادمة للاعداء المفترضين وللمجتمع، ويتجلى بكيفية اشهاره للجريمة وبشاعتها.

واضاف: ثمة اخفاق على مستوى مؤسسات الدولة والثقافة التي لم تتمكن من دمج الشخص في مضامينها الطبيعية التي من شأنها ألا تشعره بالاستبعاد الاجتماعي أو الاغتراب او حتى الاحساس العميق باستحالة ان يكون قادرًا على تحقيق اي من طموحاته الصغرى كزواج أو وظيفة وغير ذلك.

وختم الخبير الأردني في علم الجريمة قوله إن لخبرات الطفولة - المفرحة او المؤلمة - في السنوات الست الأول من حياة الانسان تأثيراً كبيراً وملازماً لمراحل النمو المختلفة، وبالتالي هي من تحدد موقفنا من ذواتنا وطموحاتنا ومن الآخرين.


&