« إيلاف» من بيروت: اليوم يقرّر الأميركيون من هو رئيسهم المقبل، المرشحة هيلاري كلينتون أم دونالد ترامب؟ تعقيبًا على السؤال يعتبر الوزير اللبناني السابق بشارة مرهج في حديثه لـ «إيلاف»&أن هيلاري كلينتون ستكون رئيسة الولايات المتحدة الأميركية، أما أي دور لكلينتون في ما خص قضايا الشرق الأوسط بما فيها لبنان، يؤكد مرهج أن كلينتون سوف تتبع السياسة التقليدية الأميركية في حماية إسرائيل وتأمين تفوقها العسكري والتكنولوجي على كل الدول العربية مجتمعة، وستستمر في المناورة بشأن أوضاع الأنظمة العربية، وتأخذ كثيرًا وتعطي قليلاً وتؤمن مصالح واشنطن وتل أبيب في المنطقة.

علاقات لبنان وأميركا

وردًا على سؤال هل سنشهد علاقات مستقبلية بين كلينتون في حال انتخبت للرئاسة وبين الرئيس اللبناني المنتخب ميشال عون؟ يعتبر مرهج أن من مصلحة المجتمع الدولي أن يبقى لبنان بلدًا مستقرًا وديموقراطيًا في المنطقة، لذلك ستكون العلاقات بين لبنان والولايات المتحدة الأميركية عادية وربما تتجه بإتجاه إيجابي أكثر نظرًا للدور الذي يقوم به لبنان في مواجهة "التطرّف" والتشدّد والغلو في المنطقة.

هل الإدارة الأميركية راضية اليوم عن الانتخابات الرئاسية التي جرت في لبنان؟ يؤكد مرهج أن الإدارة الأميركية ليست راضية تمامًا ولكنها مقتنعة أن هذا الانتخاب كان أمرًا واقعيًا، في إطار الخيارات المتاحة للطبقة السياسية اللبنانية التي واجهت مأزقًا كبيرًا وأصبح لبنان على شفير الإنهيار بسبب ممارستها الذاتية والفساد الذي استشرى في صفوفها.

ترامب رئيسًا؟

وردًا على سؤال في حال صحت فرضية وصول ترامب للرئاسة أي دور له في قضايا الشرق الأوسط؟ يعتبر مرهج أن ترامب لا يستطيع مهما كانت له من انجازات فردية أن يخرج عن إطار السياسة الأميركية في المنطقة، والتي تبقى مرسومة سلفًا وتسيطر عليها المؤسسة الأميركية سواء في البيت الأبيض أو الكونغرس الأميركي، وهي سياسة تقليدية، ولكن ترامب بامكانه أن يكون أكثر تحركًا، وحضورًا في تنفيذ تلك السياسة، خصوصًا أن له نظرة مختلفة لدور موسكو في المنطقة.

مع احتمال وصول ترامب إلى سدة الرئاسة هل هناك خوف حقيقي على المهاجرين العرب والمسلمين في الولايات المتحدة الأميركية؟ يجيب مرهج أن ترامب لا يستطيع أن يدفع بالإتجاه الذي يصرّح به، لأن الشعب الأميركي يبقى شعبًا مهاجرًا بالدرجة الأولى، ولا يستطيع ترامب تنفيذ سياسته الخرقاء تجاه المهاجرين، وهو بدأ نفسه بالتراجع عنها.

الإرهاب والتطرّف

وردًا على سؤال هل كان للإرهاب والتطرّف دورهما في توجيه الانتخابات الرئاسيّة الأميركيّة؟ يرى مرهج أن للإرهاب دوره الكبير في هذا الاتجاه، لأن للإرهاب والتطرّف دورهما الملموس في تسيير الانتخابات الأميركية، خصوصًا وأن المطلوب من الولايات المتحدة الأميركية دوليًا غير ما هو مطلوب من سائر الدول في العالم، بالنسبة لمحاربة "الإرهاب" والحصول على الاستقرار الدولي، رغم أن دور أميركا تراجع كثيرًا وأصبحت القوة الأبرز في العالم ولكنها ليست القوة الوحيدة، وكلنا لمسنا صعود النفوذ الروسي في العالم والمنطقة، مدعومًا بالدرجة الأولى من الصين، وهذا يشكل تغييرًا استراتيجيًا في الأوضاع الدولية، خصوصًا أن وضع واشنطن الإقتصادي كان قد استُنزف بسبب الحرب التي شنها جورج بوش على العراق.

ولدى سؤاله أي انعكاس على المنطقة لانتخاب ترامب وكلينتون في حال فاز أحدهما بالرئاسة الأميركية؟ يجيب مرهج أن لا تغييرات جدّية في هذا المجال، فالموقف الأميركي في المنطقة محكوم بالمصالح الأميركية وبوجود إسرائيل، ولن يستطيع لا ترامب ولا كلينتون، في حال فوز أحدهما، في تغيير السياسة الأميركية في المنطقة، سيكون هناك بعض التعديلات الطفيفة التي لا تغير في المضمون شيئًا.