نصر المجالي:&وصلت رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي إلى مدينة بنغالور، مركز التكنولوجيا، في جنوب الهند اليوم الثلاثاء، حيث تقوم منذ يوم الأحد بأول زيارة لها خارج أوروبا منذ توليها مهامها في يوليو الماضي.&

وقالت ماي إن بريطانيا "لن تدير ظهرها للعالم" عند خروجها من الاتحاد الاوروبي، الا انها اكدت أن العلاقات الاقتصادية الجديدة يجب ان تعود بالفائدة على الجميع.

وأضافت رئيسة الوزراء البريطانية، بعد محادثات مع نظيرها الهندي ناريندرا مودي، أن بريطانيا ستصبح رائدة التجارة الحرة بلا منازع، وأعلنت أنه "خلال هذه الزيارة فقط، سيتم التوقيع على اتفاقيات اعمال تزيد قيمتها عن مليار جنيه استرليني. كما أن هناك الكثير الذي يمكن ان نفعله".

وفي الوقت الذي تأمل فيه ماي بإرساء أسس اتفاق تجارة محتمل مع الهند، في مرحلة ما بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي، يرى مراقبون أنه رغم ان فوائد التوقيع على اتفاق بالنسبة لبريطانيا واضحة، الا ان التوصل الى مثل هذا الاتفاق لن يكون سهلاً بالنسبة لبريطانيا التي اعتادت على التفاوض مع الاتحاد الاوروبي على اتفاقيات التجارة الحرة على مدى نحو العقد.

إزالة العوائق

واضافت رئيسة الحكومة: "اتفقنا كذلك على اجراء محادثات مهمة على مستوى المسؤولين، لتحديد ما يمكن ان نفعله الآن، قبل ان تغادر بريطانيا الاتحاد الاوروبي أو لازالة العوائق امام التجارة والاستثمار".&

وترأس رئيسة الوزراء البريطانية في زيارتها الحالية للهند وفدًا يمثل الشركات الصغيرة والمتوسطة، وكان مكتبها قال في بيان إن الزيارة تأتي في إطار طموحها لإيجاد دور عالمي جديد لبريطانيا، بعد تركها الاتحاد الأوروبي.&

وزيارة ماي هي محاولة لبدء عملية ابرام اتفاق تجارة مستقبلي بين البلدين رغم انه لا يمكن لبريطانيا توقيع أية اتفاقيات الا بعد خروجها من الاتحاد الاوروبي المرجح أن يتم في 2019.

وتعتبر الهند من أعقد الدول التي يمكن ابرام اتفاقيات اعمال معها، رغم انها سوق هائلة نظرًا لنظام التعريفات الجمركية الصارم والاجراءات الروتينية المعقدة.

الأيدي العاملة&

وإلى ذلك، قالت صحيفة (الغارديان) في تقرير لها عن زيارة تيريزا ماي إلى الهند بحثًا عن فرص للاستثمار وابرام اتفاقيات تعاون تجاري، إن الهند تهدف إلى تمكين اليد العاملة الهندية ذات المهارات أن تتمكن من العمل في بلدان الاتحاد الأوروبي، وذلك بتأشيرات دخول لستة أشهر على الأقل، بينما رئيسة الوزراء ماي لا ترغب في دعم هذا المقترح.

وتشير الصحيفة الى أن ماي رفضت مقترحًا من هذا النوع عندما كانت وزيرة للداخلية، ثم تتساءل ما إن كانت ستغيّر من رأيها، بسبب الضغوط التي يمارسها معسكر خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي، والذين يطالبون بتسهيلات لمواطني دول الكومنويلث، ومن بينهم الهند.

وتخلص الصحيفة في تحليلها لنتائج زيارة ماي للهند إلى أن بريطانيا توجد في وضع صعب لتحقيق أهدافها بالتوصل الى اتفاقات تجارية مع دول بديلة لدول الاتحاد الأوروبي، وأن الهند تشهد حالة غضب من الحكومة البريطانية، التي اتخذت اجراءات، اسبوعاً فقط قبل الزيارة، بتضييق اجراءات دخول وعمل المواطنين الهنود من ذوي الخبرات في مجال تكنولوجيا المعلومات.

&