كشف التحقيق أن سبب مجزرة الأحد في عكار اللبنانية خلافات عقارية أذكتها مواقف استفزازية، تضمنتها بوستات في موقع فايسبوك.


بيروت: ما زالت بلدة قعبرين العكارية مصدومة من هول المجزرة التي حصلت الأحد، وذهب ضحيتها أربعة ضحايا بإطلاق النار، فيما توفي خامس بنوبة قلبية، وتعرضت بيوت القتلة للحريق. وفجر الإثنين، أحرق منزل جديد، ما يبث الهلع في النفوس من تداعيات هذه الحوادث الدموية. 

استفزازات افتراضية

بحسب "النهار" اللبنانية، تعود خلافات أبناء دنهش إلى أشهر ماضية. ونسبت الصحيفة إلى زين دنهش قوله إن محاولات لإصلاح الحال بين أبناء العائلة الواحدة حصلت سابقًا، لكن استفزازات فايسبوكية كانت تعيد توتير الاجواء. وقال: "تدخلت مرات عدة لوضع حد للخلافات، لكن جواد واشقاءه كانوا دائمًا يعمدون على وضع ’بوستات‘ في فايسبوك تعاود تقليب الجمر من تحت الرماد، حتى وقعت الكارثة".

نقلت "النهار" عن مصدر في الشرطة اللبنانية سرده تفاصيل القصة المأسوية، وقوله إن الخلاف كقديم سببه العقارات، "وصباح الأحد، التقى جواد بخاله محمد علي رشيد دنهش في ساحة البلدة، قال له أنت من أطلقت النار على منزلي قبل شهر، لذلك لا أريد أن أراك هنا بعد الآن، وحصل تلاسن بين الاثنين، أطلق خلاله جواد النار على رجلي خاله قبل أن يفر إلى منزله. اعتقد واشقاؤه أن ردة فعل ستحصل ضدهم، فحضر شقيقا جواد، محمود وخالد، ومعهم ابن عمهم اسامة، وبدأوا باطلاق النار على أولاد عمهم الذين يحتسون القهوة أمام منزلهم، فتوفي خضر وعلي وموسى على الفور في حين أصيبت مريم إصابة بالغة ونقلت إلى المستشفى لتفارق بعدها الحياة".

أوقف الجناة

قيل إن الخلاف سببه امرأة، فأوضح المصدر أن المقصودة هي شقيقة أحد القتلى، زوجة شقيق جواد، "وهذا الخلاف يعود إلى ثلاثة اشهر ماضية بسبب خروجها من المنزل من دون إذن زوجها، لكنه حُلّ في ساعته".

أسفرت هذه الجريمة عن مقتل خضر دنهش (40 عامًا) وهو أب لأربع فتيات أكبرهن في السابعة، وابن شقيقه موسى (17 عامًا) وهو يتيم الأم يعيل شقيقاته الأربع، وعلي ابن شقيق خضر وابن عم موسى (20 عامًا)، ومريم (43 عامًا) شقيقة خضر. وتوفي حرب دنهش (70 عامًا) في إثر نوبة قلبية.

تقول "النهار" إن الجيش اللبناني انتشر في البلدة لمحاصرة ذيول الحادثة، وبدأت قوى الامن كالداخلي التحقيق، فيما حضرت الأدلة الجنائية إلى المكان. أوقف فرع معلومات في قوى الأمن جواد في عكار وسلّم إلى الشرطة العسكرية، وأوقف الجيش ابن عمه أسامة، لينقل بعدها الملف إلى الشرطة العسكرية لأن شقيقي جواد، محمود وخالد، عسكريان في الجيش اللبناني.