الرباط: استنكر وليام جوبين، رئيس المدرسة العليا للصحافة في باريس، "الاعتداء على اثنين من طلاب المدرسة في الوقفة التي نظمها نشطاء بساحة الجمهورية الأحد 6 نوفمبر، تضامنا مع محسن فكري، بائع السمك الذي قضى طحنا داخل شاحنة لتدوير النفايات بالحسيمة.

الطالبتان اللتان تضامن معهما مدير المدرسة العليا للصحافة ، كانت إحداهما سهى العماري، ابنة الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، إلياس العماري، التي كلفت بتغطية الوقفة، حيث أكد جوبين، في بيان صحفي، تلقت "إيلاف المغرب" نسخة منه، أن سهى تعرضت للاعتداء والتهديد من طرف النشطاء الذين طالبوها بمنحهم آلة التصوير، كما طالبوها بمغادرة الوقفة متهمين والدها بـ"معاداة الحرية"، وأنه "رجل سلطة".

وشدد رئيس المدرسة العليا للصحافة على أن مؤسسته تدين هذه الأساليب التي وصفها بـ"الاستبدادية والتي تتعارض مع القوانين الفرنسية، واستخدمت ضد اثنثين من الفتيات كانتا تقومان بعملهن "، معتبرا أن الحادث يشكل "تحد للقيم الديمقراطية، وحرية التعبير والصحافة".

من جهتها، كتبت نجلة إلياس العماري، في تدوينة على حسابها في فيسبوك، أن "كثيرا ما نتحدث عن القمع والسلطوية في الأنظمة الديكتاتورية، لكننا قليلا ما نسلط الضوء عن القمع الذي يمارسه بعض أشباه المناضلين الذين منحوا لأنفسهم حقا لا يمتلكونه وأعطوا لأنفسهم إسما لا يستحقونه".

وأضافت سهى العماري أنه "لا فرق بين القمع الذي قد تمارسه دولة بأجهزتها وأساليبها والقمع الذي قد يمارسه هؤلاء الأشخاص بأفعالهم وأقوالهم"، مسجلة أنها كانت "ضحية لقمع لم تستعمل فيه عصي ولا مسدس وظيفي، قمع لم تنزف على إثره قطرة دم، قمع عذب ومزق وشتت واستشهد على إثره مفهوم النضال وعطر الإنسانية التي تفوح منه".

وأعربت الصحافية التي كانت تغطي وقفة احتجاجية عن حزنها بسسب ما لاقته في الوقفة "أهانني الداعي إلى الكرامة وعنفني المطالب بحقوق الإنسان وقمعني المتطلع إلى حرية التعبير"، في إشارة إلى ما تعرضت له من طرف المشاركين في الوقفة الاحتجاجية
وزادت سهى العماري مبينة في التدوينة ذاتها، موجهة كلامها للذين طردوها من الوقفة "لم يكن النضال يوما ملكا خاصا حتى تمنحوا لأنفسكم الحق في طرد من جاء ليعارضكم، فكيف لكم أن تعتدوا على طالبة جاءت لتقاسمكم غضبكم؟ كيف لكم أن تتهمون وتهينون وتعنفون مواطنة ذنبها الوحيد أنها تحمل نسبا وعرقا؟"، في إشارة إلى أبيها الذي كان سببا في الهجوم عليها.

كما تساءلت العماري "لا أعرف من أي مدرسة أنتم قادمون ومن أي فكر تتغذون"، قبل أن تورد "أخبركم أن حائط برلين قد سقط، فما أنتم فاعلون؟ ...وما لي إلا أن أدعو لكم بالهداية والشفاء من وباء الحقد والعنف والكراهية"، معلنة اعتزازها وافتخارها بأبيها إلياس الذي قالت إنه "رباني وعلمني أن المجتمعات تبنى بالحب والحوار وليس الإقصاء".