هيلاري وترامب

رغم تبادل الابتسامات أحيانا، اتسمت الحملة الانتخابية لكلينتون وترامب بتبادل الاتهامات القاسية والشخصية أحيانا.

اهتم العديد من الصحف العربية بالانتخابات الأمريكية، مع اتفاق عام على أن الحملات الدعائية كانت سيئة بدرجة كبيرة.

وتقول جريدة الأهرام المصرية في افتتاحيتها الانتخابات "توصف بأنها الأسوأ في تاريخ الولايات المتحدة" حيث "تراجع فيها مستوى أداء المرشحين فيما يتعلق بالقضايا الداخلية، ناهيك عن تباين مواقفهما بالملفات الدولية".

وتضيف: "تتضح صعوبة التعاطي الأمريكي أيا كان الفائز في الانتخابات، أن إدارة أوباما تعمدت تقليص دورها المعهود في أزمات الشرق الأوسط، فيما يرى اللاعبون الرئيسيون في المنطقة أن نفس الإدارة ارتكبت العديد من الأخطاء، والبعض يصف هذه الأخطاء بـ 'القاتلة '".

الانتخابات لا تدور حول سياسة أميركا الخارجية ولا حول قضايا استراتيجية كبرى، بل تتركز على الوضع الاقتصادي الداخلي وتحسين ظروف المعيشة، كما أظهرت مقابلات تلفزيونية مع مواطنين عاديين. إلا أن ثمة من يريد تحويل الانتخابات إلى صراع عرقي بين الأقليات وسائر الناخبين البيض التقليديين وغالبيتهم من الأنغليكانيين

سمير السعداوي

في ذات السياق، يأسف راجح خوري في جريدة النهار اللبنانية لـ "الحملة الانتخابية الهابطة التي تحولت تراشقاً بالفضائح والوحول وذهبت بعيداً في تقديم شريط العيوب الشخصية والمساوئ المسلكية على الملفات السياسية والاقتصادية المهمة".

ويقول فيصل عبدون في جريدة الخليج الإماراتية: "كانت الانتخابات الأمريكية الحالية الأكثر إثارة وتنافسية وتميزت حملاتها بقدر وافر من العنف والعدائية والتنافر. لكنها من الجانب الآخر وفرت منصة كونية للحوار حول مشكلات الداخل وقضايا السياسة الخارجية والنزاعات والحروب والأزمات الاقتصادية".

"نعمة عاجلة أو نقمة ماحقة"

ويقول عبدالله موسى الطاير في جريدة الرياض السعودية: "هيلاري كلينتون إذا ما وصلت إلى البيت الأبيض سوف تشغل كثيرا من الدول بما فيها المملكة، ولكنها أيضا تقبل الحوار ولديها واقعية سياسية تستجيب للمتغيرات.. أما ترامب فليس لديه سوى لونين لا ثالث لهما هم الأبيض والأسود، وبذلك فهو إما نعمة عاجلة أو نقمة ماحقة".

ويضيف عبدالله السليطي في جريدة الراية القطرية: "أثار مرشح الحزب الجمهوري، دونالد ترامب، الكثير من اللغط و السخط، بتصريحاته العنصرية ضد المسلمين والأجانب والمهاجرين، أثناء حملته الانتخابية... معظم الدول الإسلامية و ما يسمى بالعالم الثالث والثاني، تتمنى فوز ممثلة الحزب الديمقراطي هيلاري كلينتون، لاعتدالها نوعاً ما، وأفضل من منافسها الآخر المتشدد".

أما إياد أبو شقرا، فيقول في جريدة الشرق الأوسط اللندنية: "في أي وضع طبيعي، يجب أن تفوز (كلينتون) وهي الأجدر بالفوز لأنها سياسية عاقلة ومعتدلة وذات خبرة في حين أن ترامب رجل 'شعبوي' لا يتورع عن شيء".

الغالبية العظمى من شعوب منطقتنا لا تثق بإمكانية حدوث تغيير ملموس في السياسة الأميركية تجاه قضايانا المصيرية، كونها محكومة بثلاثة اعتبارات أساسية على رأسها الحفاظ على أمن الكيان الصهيوني وضمان تفوقه العسكري، وتسهيل تدفق النفط العربي إلى الأسواق الأمريكية بأرخص الأسعار، والتدخل بشؤون المنطقة وإدارة الفوضى والأزمات فيها والتحكم بسوق السلاح

عبد الحميد سعود

بينما يري سمير السعداوي في جريدة الحياة اللندنية إن "الانتخابات لا تدور حول سياسة أميركا الخارجية ولا حول قضايا استراتيجية كبرى، بل تتركز على الوضع الاقتصادي الداخلي وتحسين ظروف المعيشة، كما أظهرت مقابلات تلفزيونية مع مواطنين عاديين. إلا أن ثمة من يريد تحويل الانتخابات إلى صراع عرقي بين الأقليات وسائر الناخبين البيض التقليديين وغالبيتهم من الأنغليكانيين".

"السيء والأسوأ"

ويصف عبد الحميد سعود في جريدة الثورة السورية الوضع بأنه "بين السيء والأسوأ" ويقول: "الغالبية العظمى من شعوب منطقتنا لا تثق بإمكانية حدوث تغيير ملموس في السياسة الأميركية تجاه قضايانا المصيرية، كونها محكومة بثلاثة اعتبارات أساسية على رأسها الحفاظ على أمن الكيان الصهيوني وضمان تفوقه العسكري، وتسهيل تدفق النفط العربي إلى الأسواق الأمريكية بأرخص الأسعار، والتدخل بشؤون المنطقة وإدارة الفوضى والأزمات فيها والتحكم بسوق السلاح".‏

ويقول جمال إعلامي في جريدة الشروق الجزائرية: "الضار والنافع، خطان مستقيمان، لا يلتقيان أبدا، وإذا التقيا فإن نتائجهما وخيمة، ولأن بين المترشحة كلينتون والمترشح ترامب خط مستقيم في الشكل، وتلاق في المضمون، يجب طرح الأسئلة التالية بكل مصلحة وحيادية: من هو "الرئيس" الأنفع للجزائر: كلينتون أم ترامب؟ هل كلاهما يحلب في نفس الإناء؟ ما هو "تاريخ" كلاهما في مسار العلاقات بين أمريكا والجزائر؟"