نيويورك: انتظروا بالالاف، أميركيين وأجانب، نيويوركيين وزوارا، واقفين بهدوء في ساحة تايمز سكوير بوسط نيويورك، وعيونهم مسمرة على الشاشات العملاقة في أشهر ساحات العالم، في نهاية حملة انتخابية ظنوا أنهم يعرفون من سيفوز بها.

ورغم ثقتهم، بدا فوز ترامب محتما بعد ساعات وهيمنت فكرة واحدة "النخبة السياسية".

ومساء كان الجميع تقريبا سواء اتوا من نيوجرسي القريبة او من ولايات اخرى بعيدة او اوروبا او اسرائيل او الهند واثقين بان هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية السابقة المعروفة في العالم، ستفوز وان صورة اول رئيسة اميركية ستظهر على الشاشات العملاقة التي وزعتها قناة "ايه بي سي" في الساحة.

وعلى مر الساعات نجح ترامب الذي يفتقر الى الخبرة السياسية في اقناع المندوبين. وبدأت النتائج تتغير بين لحظة واخرى على الخارطة المعروضة وكذلك عدد المندوبين الذين حصل عليهم كل مرشح.

وبعيد الساعة 22,00 تجمع مجهولون احيانا وفق جنسياتهم، وتقاسموا معلومات عن نظام الاقتراع الاميركي غير المباشر لفهمه بشكل افضل.

وادرك الجميع ان نتائج الاقتراع ستكون متقاربة جدا وان التوتر في صفوف انصار كلينتون انتقل الى السياح.

وقالت نيويوركية تدعى كازي افيرباش فوجئت بهذا الاهتمام الكبير بالنتائج التي تظهر على الشاشات "انه امر غريب وكأنها عدوى".

لاقى العديد من مناصري كلينتون صعوبة في تقبل هزيمة مرشحتهم، وخصوصا انه في ولاية نيويورك معقل الديموقراطيين كان الحضور يصفق في كل مرة تسجل فيها كلينتون نقاطا ويغطي التصفيق على تعليقات مناصري ترامب الذين يتحمسون في كل مرة يتقدم مرشحهم.

وقالت الشابة هايلي اندريس التي تدعم كلينتون "اشعر بانني سابكي". واضافت "لاول مرة اشعر بان فوز ترامب ممكن. لفترة طويلة اعتقدنا انه قد ينسحب من السباق لكن الامر الان بات واقعا".

ويكاد مهاجر وصل مؤخرا من بنغلاش لا يصدق عينيه ويقول "كنت اود من كل قلبي ان تصبح كلينتون رئيسة" لان "الديموقراطيين عاملوا دائما المهاجرين بشكل جيد".

واضاف ان اصدقاءه في بنغلادش كانوا يريدون ايضا ان تفوز كلينتون.

الصدمة تتحول الى تساؤلات 

ومع تقدم ساعات الليل وتأكيد الارقام ان المندوبين يؤيدون ترامب في شكل اكبر، تحولت حالة الصدمة الى تساؤلات. وسعى كثيرون الى فهم ما حصل.

وقال اوزي بادمكار الذي اتى من مومباي في رحلة عمل ان "الناس ضد النخبة السياسية ويريدون التغيير. بالتالي انهم مستعدون لاختبار شيء جديد حتى وان اخطأوا".

وقالت موران غيبسون الطالبة الاسرائيلية من حيفا "ارى تشابها بين الوضع في اسرائيل مع اليمين المتطرف وما يحصل هنا". واضافت "سنتأثر جميعا بهذا الفوز في اوروبا كما في الشرق الاوسط".

واكد العديد من الاوروبيين الموجودين في تايمز سكوير ان لفوز ترامب طعما مألوفا بالنسبة اليهم ايضا.

وعلق مورينو شيروتي الذي اتى من مدينة تورينو قبل عامين ليفتح مطعما ان ترامب هو "سيلفيو برلوسكوني. رجل الاعمال المعارض للنخبة السياسية. انها المقارنة المثالية".

وفي هولندا "يشبه الهولنديون ترامب بغيرت فيلدرز" النائب المعادي للمسلمين من اليمين المتطرف، كما قالت اليز غيت مضيفة "يخشونه لانه غير محنك (سياسيا) ولا يعرفون ماذا يتوقعون منه".

وبالنسبة الى الفرنسيين فان المقارنة الواضحة مع حزب الجبهة الوطنية.

واوردت كارمن بلاسكو الممرضة التي اتت من باريس مع صديقة لها "لدينا ترامب ولوبن وبريكست. يمكننا ان نتساءل الى اي درجة يترجم ذلك فشل الديموقراطية لاننا نشهد على عمليات تصويت منافية للمنطق وخطيرة".

وقال الفرنسي انتوني غاي "انها سلسلة الكوارث وسيأتي دورنا" في اشارة الى الانتخابات الرئاسية في فرنسا في 2017.