تشدد اليونسكو في مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية في شأن تغير المناخ على أهمية التعليم في التصدي لظاهرة التغير المناخي، من خلال تسخير التعليم والتدريب والتوعية العامة لمكافحة تغير المناخ.

ينعقد مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية في شأن تغير المناخ في دورته الثانية والعشرين في مراكش في المغرب بين 7 و 18 نوفمبر الجاري، ويبحث المؤتمر يوم الاثنين دور التعليم الحاسم في المساعي العالمية الرامية إلى التصدي لتغير المناخ. وستبيّن اليونسكو في هذا المؤتمر دور التعليم في التوعية بمخاطر تغير المناخ وتعزيز القدرة على الصمود أمام عواقب هذا التغير، من طريق تنظيم أنشطة على هامش المؤتمر وإصدار وثيقتين جديدتين.

التعليم وتغيّر المناخ

يتمثل أبرز أنشطة اليوم المخصص لبحث دور التعليم في التصدي لتغير المناخ في حلقة نقاش رفيعة المستوى بشأن "التعليم بوصفه عاملاً رئيساً لتعزيز مكافحة تغير المناخ".

تشارك في هذه الحلقة إيرينا بوكوفا المديرة العامة لليونسكو، والأميرة للا حسناء رئيسة مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، ورشيد بلمختار بن عبد الله وزير التربية الوطنية والتكوين المهني في المغرب، وباتريسيا إسبينوسا الأمينة التنفيذية لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، فيبحثون مع مشاركين آخرين سُبل تسخير التعليم لتعزيز العمل على تنفيذ ما اتُّفق عليه في شأن تغير المناخ، ولا سيما في ما يخص المساهمات المعتزمة المحددة وطنيًا، وهي المساهمات التي تبيّن مقادير تخفيض انبعاثات غازات الدفيئة المتفق عليها بموجب اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية في شأن تغير المناخ.

تعلن اليونسكو في هذه المناسبة الوثيقة الخاصة بالعمل من أجل التمكين المناخي، وتضم توجيهات جديدة لواضعي السياسات أُعدّت بالشراكة مع أمانة اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية في شأن تغير المناخ في ما يخص سُبل تسخير التعليم والتدريب والتوعية العامة من أجل مكافحة تغير المناخ.

نحو الاستدامة

قالت بوكوفا في هذا الصدد: "يجب أن نبادر جميعاً إلى المشاركة في التصدي لتغير المناخ بأقوالنا وأفعالنا وأفكارنا ومواقفنا وسلوكنا، ويجب أن يبدأ العمل من أجل ذلك في المدارس. يتطلب هذا الأمر الأخذ بأساليب جديدة للتدريس تستند إلى إرادة سياسية تضمن توفير الموارد اللازمة لإعادة توجيه نُظم التعليم نحو الاستدامة".

قبل الحلقة النقاشية يعقد مؤتمر صحافي للإعلان عن الوثيقة الجديدة "الكوكب: التعليم من أجل الاستدامة البيئية والنمو الأخضر"، التي تبيّن كيف يمكن أن يساعد التعليم على تغيير سلوك الناس من أجل الانتقال إلى أنماط معيشية أكثر استدامة، وتحسين محتويات المناهج الدراسية لكي تساعد على إحداث هذا التغيير.

حلقات متخصصة

تبيّن الوثيقة أيضاً الدور الحاسم الذي ينبغي للتعلّم مدى الحياة في مكان العمل وفي المجتمعات المحلية أن يؤديه في تغيير السلوك والمواقف وإيجاد حلول جديدة للمشاكل البيئية، إذ تلقى معظم الكبار المعاصرين تعليمهم قبل أن يصبح تغير المناخ مشكلة يعاني منها العالم.

وتضم الأنشطة الأخرى التي تدعمها اليونسكو حلقة نقاشية تتناول دور المربين في ما يخص الاستدامة، وأخرى عن الاحتياجات التعليمية الخاصة للمستضعفين في ما يخص تغير المناخ.

كما تنظم اليونسكو سلسلة من المناقشات المتخصصة تتناول موضوعات متنوعة كالتعليم في مجال المياه والمهارات الخضراء ومبادرات شبكة اليونسكو للمدارس المنتسبة.