إيلاف من الرباط: قررت اللجنة الإدارية لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية مساء اليوم السبت المشاركة مبدئيا في حكومة عبد الاله ابن كيران، وتفويض المكتب السياسي للحزب تدبير مرحلة المفاوضات مع رئيس الحكومة المعين من طرف الملك محمدالسادس. 

في غضون ذلك، اعلن ادريس لشكر الامين العام للحزب انه لن يرشح نفسه لأي زيارة في الحكومة المقبلة حتى لا يتم التأثير على المفاوضات مع رئيس الحكومة المكلف ، مؤكدا سعيه إلى خدمة المصالح العليا للبلاد، وحرصه على دور الاتحاد الاشتراكي في الحياة السياسية.

وانتقدت غالبية اعضاء اللجنة الإدارية تعاطي قيادة الحزب مع حزب الأصالة والمعاصرة، وقالوا ان الحزب دفع غاليا ثمن تنسيقه مع هذا الاخير ، مطالبين بضرورة مراجعة أي تنسيق يمكن أن يضر به مستقبلا.

وكان الامين العام لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، قد قال لدى افتتاحه اجتماع اللجنة الإدارية إن الحزب "ينتظر العرض الملموس لرئيس الحكومة ليرى إلى أي مدى يتجاوب مع طموحاته"، بخصوص المشاركة في الحكومة من عدمها.

وأضاف لشكر "نحن منفتحون على هذا العرض بكل حسن نية لمناقشته من دون أي موقف مسبق، مستحضرين التوجيهات التي وردت في الخطاب الملكي بمناسبة الذكرى 41 للمسيرة الخضراء".

وأعرب لشكر عن الأمل في أن يكون هذا العرض "سياسيا واضحا" قائما على أسس صلبة تراعي البرنامج الانتخابي للحزب، مؤكدا أن "الحزب سيدرس كل عرض ويحدد موقفه على ضوء المعطيات وليس بناء على اختيار جاهز، لأنه لا يستمد موقعه من وجوده في الحكومة أو المعارضة، بل من الدور الذي يمكن أن يلعبه في البناء الديمقراطي والتنموي وتغيير الأوضاع للأفضل" .

من جهة أخرى، قال لشكر إن مشاورات تشكيل الحكومة المقبلة يجب أن تركز في المقام الأول على البرنامج الحكومي وتحديد الأقطاب الأساسية بشأنه وترتيب الأولويات على أساس هيكلة جديدة للحكومة تتسم بالانسجام والفعالية وتتوخى الفعالية والنجاعة في عملها، لتحصين الخيار الديمقراطي والتفعيل الأمثل للدستور.

وشدد لشكر على ضرورة الارتقاء بالمشاورات الجارية لتشكيل الأغلبية الحكومية إلى مستوى دقة المرحلة وحساسيتها للتفاعل القوي مع معركة الدفاع عن الوحدة الترابية للبلاد والاستجابة للانتظارات والتجاوب مع طموحات الفاعلين، في مختلف المجالات، مؤكدا أن ذلك لن يتأتى إلا باعتماد رؤية واضحة للبرامج والأولويات والكفاءات قبل الحسابات العددية وتوزيع الحقائب.

وثمن لشكر ما ورد في الخطاب الملكي بمناسبة الذكرى 41 للمسيرة الخضراء، خاصة حديث العاهل المغربي عن "حكومة جادة مسؤولة وتجاوز المنهجية الحسابية ومنطق الغنيمة الانتخابية" وتأكيد الملك محمد السادس على "البرنامج الواضح والأولويات المحددة والهيكلة الفعالة والمنسجمة والكفاءات المؤهلة".كما أكد على الحاجة الملحة إلى "حكومة منسجمة ببرنامج إصلاحي يركز على الأولويات الاقتصادية والاجتماعية لتجاوز الصعوبات المختلفة الناتجة عن تفاقم مشاكل البطالة والهشاشة، ويعطي أهمية بالغة لقطاعات التربية والتعليم والصحة وتطوير العلاقات مع الفرقاء الاجتماعيين، وإنشاء المجالس والهيئات التي ينص عليها الدستور اعتماد على منهج الكفاءة والموضوعية".