إيلاف من واشنطن: يمكن القول إن فوز دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة في أميركا قد يحدث تغييرًا جذريًا في نظام الانتخابات في البلاد، ويحولها من الاقتراع غير المباشر إلى المباشر. فالانتخابات الأميركية لا تتم عبر الاقتراع المباشر، بل ينتخب الأميركيون ما يسمى المجمع الانتخابي في ولايتهم، وهم بدورهم ينتخبون، بطريقة تلقائية، رئيس البلاد.

ربحت شعبيًا

تختلف الأصوات المحددة لكل ولاية بحسب عدد سكانها، تبدأ من ثلاثة أصوات وتنتهي بـ ٥٥ صوتًا لولاية كالفورنيا الأكبر لجهة عدد السكان، وعلى المرشح أن يحصل على ٢٧٠ صوتًا من أصل ٥٣٨ ليفوز بالرئاسة. واللافت أنه في الانتخابات الأخيرة، حصلت المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون على ٦٠,٤٦٧,٦٠١ &في مقابل ٦٠,٠٧٢,٥٥١ لترامب، أي أن الأولى حصلت على نحو ٤٠٠ ألف صوت أكثر من الثاني.

وأحدث فوز ترامب، على الرغم من أنه حصل على عدد أقل من الأصوات، غضبًا واسعًا بين مؤيدي كلينتون، فخرجوا في تظاهرات في العديد من المدن الأميركية. وقال أحدهم وهو شاب وكان يشارك في تظاهرة في شيكاغو الأربعاء لقناة سي أن أن: "ليس من العدل أن يصبح ترامب رئيسًا، فهيلاري هي من اختارتها أغلبية الشعب". ووجه كلامه إلى المرشحة الخاسرة قائلًا: "أنتِ محامية اِذهبي إلى المحكمة العليا".

تغيير القوانين

في حقيقة الأمر، لا يحتاج تغيير النظام الانتخابي بالضرورة إلى تعديل دستوري. ففي عام ٢٠٠٠، بعد انتخاب جورج بوش على الرغم من أن آل غور حصد أصواتًا أكثر، بدأت حملة في البلاد تدعو إلى الأخذ بالصوت الفردي.

نجحت هذه الحملة في دفع عشر ولايات، بينها كالفورنيا ونيويورك، إضافة إلى مقاطعة كولومبيا إلى تغيير قوانينها بين عامي ٢٠٠٦ و٢٠١٣، ما سمح لها بالدخول في اتفاق يقضي أن تعطي مجمعاتها الانتخابية صوتها إلى المرشح الذي يفوز بأكثر الأصوات الفردية في الانتخابات.

يبلغ مجموع أصوات المجمعات الانتخابية لهذه الولايات ١٦٥، وتحتاج إلى انضمام ولايات أخرى لديها ١٠٥ أصوات انتخابية، ليكون بعدها اختيار الرئيس اعتمادًا على عدد الأصوات الفردية التي حصل عليها.

من الواضح أن انتخاب ترامب سيُحدث تغييرًا كبيرًا في الولايات المتحدة على مستويات عدة، فالغضب العارم بين كثير من الأميركيين، حتى بين معارضي كلينتون، يمكن ملاحظته، ولربما لهذا تشهد الكثير من المدن الأميركية منذ خمسة أيام تظاهرات تعترض على نتيجة الانتخابات الرئاسية، وهو أمر لم تعهده البلاد التي تفاخر بديمقراطيتها وتحاول تصديرها إلى العالم.