«إيلاف» من دبي: قررت اليوم أن اكتب لك مباشرة، لأنني حاولت أن أجد الطريقة المثلى للاحتفال بيوم ميلادك. ولكنني لا أعرف كيف احتفل؟.. وأعرف جيدا أنني إذا بدأت بالكتابة فسوف تتضح الأمور.. ولربما تساهم كتابتي هذه في مساعدة الآخرين الذين يشعرون بمثل شعوري.

بهذه الكلمات بدأت الأميرة هيا بنت الحسين قرينة الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الاحتفال بذكرى ميلاد والدها الملك الراحل الحسين بن طلال - الذي يوافق 14 نوفمبر وهو اليوم الذي يصادف ولادة الأمير تشارلز ولي عهد المملكة المتحدة وأمير ويلز وجواهر لال نهرو رئيس وزراء الهند الأسبق والرسام الرنيسي كلود مونيه-، وذلك عبر صفحتها الرسمية على موقع فيسبوك.

وتابعت أميرة الإنسانية تقول "عندما كنت بيننا.. كنا جميعا في الأردن نبدأ بالتفكير منذ شهر سبتمبر بالطريقة الأفضل للاحتفال بهذه المناسبة الأحب علينا جميعا.. ونبدأ التخطيط، والمشاركة في اليوم الذي لم يكن يوم عيد ميلادك فقط بل يومنا الخاص.. فأنت الأب والملك الحبيب لنا جميعا.. والآن.. وبعد أن مرت سنوات على رحيلك.. لم يفلح الزمن في التخفيف من وقع فرافك".

وقالت الأميرة هيا خلال لقاء إعلامي إن الشيخ محمد بن راشد يدعمها دائما ويشجعها على الاستمرار في الأعمال الإنسانية ويضعها دائما في المقدمة، مؤكدة أن دعمه لا محدود ويتخطى الحدود.

ووصفته بأنه صاحب التأثير الأكبر في ساحة العمل الإنساني العالمي، مؤكدة أن عطاءه امتداد لنهج أرسى أسسه الآباء المؤسسون،وقيم نبيلة غرسها رعيل الأوائل في نفوس أبناء الإمارات، وعلى رأسهم الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.

قالت الأميرة هيا خلال لقاء إعلامي إن الشيخ محمد بن راشد يدعمها دائما ويشجعها على الاستمرار في الأعمال الإنسانية

 

حائزة على رخصة لقيادة الشاحنات الثقيلة

وتعد الأميرة زوجة متفانية، ورياضية أولمبية سابقة، وناشطة إنسانية، وعضو في اللجنة الأولمبية الدولية، وسفيرة الأمم المتحدة للسلام، والرئيسة السابقة للاتحاد الدولي للفروسية، وهي الأميرة الوحيدة الحائزة على رخصة لقيادة الشاحنات الثقيلة.

سفيرة الأمم المتحدة للسلام

وللأميرة دور محوري ومهم في العمل الإنساني، إذ تتمتع بحضور قوي في مجال العمل الإنساني مثل الصحة والتعليم والشباب والرياضة. وتواصل جهودها للقضاء على الفقر والجوع، فضلاً عن إيجاد سبل يمكن من خلالها للرياضة أن تدعم تنمية وتطوير أوضاع الشباب المحروم في الدول الأشد فقراً في العالم.

وفي شهر مارس 2007، تم تعيينها رئيسة لمجلس إدارة المدينة العالمية للخدمات الإنسانية بموجب مرسوم أصدره الشيخ محمد، وتسعى هذه المؤسسة التي تعد واحدة من أكبر مراكز توريد المساعدات في العالم.

وفي ذات العام اختارها بان كي مون، الأمين العام للأمم المتحدة، سفيرة الأمم المتحدة للسلام، وهو أرفع لقب يُمنح لمواطن عالمي من الأمين العام للأمم المتحدة بغية الإسهام في معالجة المشاكل الملحّة في أنحاء العالم.

وقد زارت الأميرة هيا العاصمة الكينية نيروبي لدعم إطلاق مبادرات محلية وعالمية للاستجابة الفعالة لحالات نقص الغذاء الكارثية. وبعد عشرة أيام فقط من الزلزال المدمر الذي ضرب هايتي، سافرت إلى مدينة بورت أو برنس للإشراف على عملية تسليم 90 طنًا متريًا من المعونات الإغاثية للشعب الهايتي.

تدافع عن حقوق الأطفال والفئات غير الميسورة في الحصول على الغذاء والرعاية الصحية والتعليم والأمن

نصيرة الأطفال

وفي إطار نشاطها في العمل الإنساني، فهي دائما ما تدافع عن حقوق الأطفال والفئات غير الميسورة في الحصول على الغذاء والرعاية الصحية والتعليم والأمن، وفي أكتوبر الماضي التقت الأميرة هيا بنت الحسين، في الفاتيكان البابا فرانسيس بابا الكنيسة الكاثوليكية، إذ قامت بمرافقة شحنة الإغاثة العاجلة التي انطلقت من المدينة العالمية للخدمات الإنسانية في دبي، وذلك خلال توقف الطائرة التي تحمل الشحنة في مطار روما متوجهة إلى مدينة بورتو برنس في هايتي، وذلك لإشرافها بصفة شخصية على توزيع المعونات وهي عبارة عن 90 طناً من مواد الإغاثة العاجلة، للمتضررين من إعصار ماثيو الذي اجتاح البلاد مُخلِّفاً أعداداً كبيرة من القتلى ودماراً واسعاً وتسبب في تلف ما يقارب 80% من المحاصيل الزراعية. وقد أشاد البابا خلال اللقاء بالدور الإنساني القوي لدبي ومساعدتها للكثير من المحتاجين في العالم.

اختارها بان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة، سفيرة الأمم المتحدة للسلام

الجوع .. مشكلة لها حلّ

واعتبرت أن الجوع "أكبر مشكلات العالم التي يمكن حلها"، والتي لا تحتاج إلى قفزات نوعية في مجال التكنولوجيا الحيوية أو نجاحات باهرة في الهندسة الوراثية للتغلب عليها، ونوهت في مقال بقلمها بمناسبة يوم الغذاء العالمي إلى إحصاءات تشير إلى أن ثلث الغذاء الذي ينتجه العالم سنوياً (نحو 1.3 مليار طن) يذهب سُدى أو ينتهي مصيره بكل بساطة إلى صناديق القمامة، في الوقت الذي لا يعي فيه كثيرون حول العالم أن الغذاء وفي أبسط أشكاله، سلعة أقل ما يمكن أن تُوصف به أنها "ثمينة" لنحو 800 مليون شخص يعانون الفقر والجوع في مناطق متفرقة من العالم.

تتمتع بحضور قوي في مجال العمل الإنساني مثل الصحة والتعليم والشباب والرياضة

الجليلة وزايد

وقد تخرجت الأميرة هيا من كلية سانت هيلدا، جامعة أكسفورد، حيث حصلت على درجة البكالوريوس بمرتبة الشرف في العلوم السياسية والفلسفة والاقتصاد. متزوجة من الشيخ محمد بن راشد ورزقهما الله ابنة هي الشيخة الجليلة التي ولدت في 2 ديسمبر 2007، ونجل هو الشيخ زايد الذي ولد في 7 يناير 2012.

اعتبرت أن الجوع "أكبر مشكلات العالم التي يمكن حلها"