جاكرتا: اتهمت الشرطة الاندونيسية حاكم جاكرتا، وهو مسيحي، يشتبه في أنه شتم القرآن، الاربعاء، بالتجديف، ويفترض ان يمثل امام القضاء، في قرار اعلن بعد اسبوعين من تظاهرة كبيرة لاسلاميين تخللتها اعمال عنف.

وبعد تحقيق استمر اكثر من شهر، والاستماع الى عدد كبير من الشهود والخبراء، اعلن مدير الشرطة آري دونو للصحافيين توجيه الاتهام الى الحاكم باسوكي تجاهاجا بورناما الملقب بـ"اهوك".

اضاف دونو "توصلنا الى اتفاق وان لم يكن بالاجماع، يفيد ان القضية يجب ان تخضع لمحاكمة علنية"، موضحا ان الشرطة امرت "اهوك" بعدم مغادرة البلاد. والحاكم المسيحي الذي يتحدر من اصول صينية معروف بصراحته. وقد صرح في سبتمبر ان تفسير علماء الدين لآية في القرآن تفرض على المسلم انتخاب مسؤول مسلم خاطئ. 

وفي مواجهة الجدل الحاد الذي اجّجه مسلمون اصوليون، اعتذر آهوك علنا. لكن هذا لم يهدئ من غضب بعض المجموعات المتشددة على الحاكم المرشح لاعادة انتخابه في فبراير المقبل.

وفي الرابع من نوفمبر نزل عشرات الآلاف من الاسلاميين المتشددين الى الشوارع في جاكرتا للمطالبة بمحاكمة الحاكم بتهمة الكفر. وقال المنظمون ان مئة الف شخص شاركوا في التظاهرة التي انتهت باعمال عنف. 

وفي اليوم التالي المح الرئيس الاندونيسي جوكو ويدودو الى ان التجمع تحول الى اداة في اطار الحملة الانتخابية، مشيرا الى ان "مسؤولين سياسيين" يقفون وراء هذه التظاهرة.

ويتمتع آهوك الذي تولى منصبه في نهاية 2014 خلفا لويدودو بشعبية كبيرة. وهو يلقى تقديرا بسبب فاعليته في ادارة العاصمة التي تضم عشرة ملايين نسمة وتشهد ازدحاما شديدا. وقد تأخرت فيها الاصلاحات بسبب البيروقراطية والفساد. لكن حماسته وصراحته غير المعتادين بالنسبة الى سياسي في اندونيسيا جلبا له مشاكل. وقد حاولت جماعات اسلامية متشددة منع تعيينه عام 2014.