طالب العراق المجتمع الدولي بدعمه سياسياً واقتصادياً وأمنياً وبيئياً في حربه ضد الارهاب الذي أكد أنه لن ينتهي الا بالقضاء على خلاياه النائمة المنتشرة في المنطقة والعالم وأوضح الرئيس معصوم أن العراق قرر التوقيع على اتفاقية باريس للاحتباس الحراري.

إيلاف من لندن: قال الرئيس العراقي فؤاد معصوم في كلمة العراق بقمة المناخ المنعقدة بمدينة مراكش المغربية اليوم وحصلت "إيلاف" على نصها ان المؤتمر ينعقد في ظروف تستدعي ضمان التقدم نحو معالجة مخاطر تغيرات المناخ وما يترتب عنها من أضرار بالموارد المائية والبيئة وتهديدات للعديد من دول وشعوب العالم بالحد من قدرتها على تحقيق أهداف التنمية المستدامة والقضاء على الفقر والحفاظ على أمن وسلام البيئة.

وشدد على الحاجة إلى المضي عملياً في تنفيذ اتفاقية باريس لتغير المناخ، للتمكن من التصدي بشكل أقوى واشمل لأخطار الأحتباس الحراري وارتفاع درجة حرارة الارض، ولتحقيق التوازن الأفضل بين التنمية الاقتصادية والأجتماعية والحفاظ على البيئة، بما يوفر ظروفاً كفيلة بنشر الأستقرار والأمن الدوليين. 

مواجهة خطر الارهاب وتنظيماته

وأشار الرئيس العراقي الذي تخوض بلاده حربا ضد تنظيم داعش الذي يحتل مناطق منها إلى أنّ ضمان إلى ضرورة تعميق جميع أشكال التعاون والتضامن بين دول العالم أجمع في مواجهة خطر الإرهاب بتنظيماته المعروفة وأبشعها حالياً تنظيم داعش ومؤسساته الممولة والتعبوية الخفية وخلاياه النائمة في أي مكان.

واضاف ان هذا المؤتمر ينعقد في بالتزامن مع "نجاح العراق بتحقيق انتصارات كبرى وباسلة على تنظيم داعش الإرهابي حيث يوشك شعبنا على تحرير الموصل وكل أراضيه من فلول الإرهابيين، مدافعاً بذلك ليس عن مصالحه ونفسه وحسب بل عن مصالح شعوب المنطقة والعالم أجمع، الأمر الذي تتأكد معه أهمية وقوف الأسرة الدولية أجمع أيضاً صفاً واحداً لتنظيف عالمنا من براثن التطرف والفكر التكفيري والإرهاب". 

خلايا الارهاب النائمة

وأكد ان القضاء على الارهاب لن يكتمل الا بالقضاء على خلاياه النائمة المنتشرة في كل دول المنطقة والعالم تقريباً وبازالة عوامل تجدده. 

وقال "ان حربنا ضد الارهاب تظل على أشدها ما دام الإرهابيون والانتحاريون يمتلكون فرصة ارتكاب جرائم جديدة ضد الأبرياء ليس في العراق فقط بل أينما وصلت أيديهم الاجرامية". وبين ان العراق الذي يواجه أزمة مالية بسبب استمرار تدهور أسعار النفط عالمياً، يأمل من دول العالم الحرة أن تقف إلى جانبه سياسياً واقتصادياً وأمنياً وبيئياً أيضاً في حربه ضد الارهاب. 

واوضح ان العراق الذي قرر التوقيع على اتفاقية باريس للاحتباس الحراري يدعو المجتمع الدولي إلى دعم مشاريع العراق في الحفاظ على البيئة وسعيه لتحقيق أهداف هذه الاتفاقية عبر انفاقه للجهود والأموال الطائلة بمواجهة الأعمال الارهابية التي تسببت في اشعال العشرات من الآبار وفي تلوث البيئة وكل الأجواء.

مشاريع كبيرة لحماية البيئة

واضاف ان العراق الذي يحتل مرتبة عالمية متقدمة بين الدول المنتجة للنفط والغاز، بادر إلى وضع استراتيجية وطنية للطاقة للأعوام من 2013 إلى 2030، تركز في رؤيتها على تطوير قطاع الطاقة بطريقة متكاملة ومستدامة ومتجددة وصديقة للبيئة وهو يسعى بجد ايضاً لتنفيذ مشاريع كبيرة في مجال حماية البيئة وتطوير الزراعة، ما يجعله بحاجة ماسة إلى المساعدة في الإستثمار بالتكنولوجيا الحديثة والإبتكارات المتعلقة بذلك، وإلى دعم خططه في مجال استغلال الغازات المصاحبة لعمليات استخراج النفط بما يضمن تطوير الأقتصاد والحفاظ على البيئة.

وجدد معصوم الدعوة إلى تعاون الجميع من أجل مواجهة مشكلات تغير المناخ العالمي فيما ندعو دول العالم كافة الصناعية منها والمصدرة للنفط إلى التخلي عن أي نهج ضار بالبيئة وبما يضمن سلام الحياة على الأرض.
وعبر الرئيس العراقي عن الامل في ان يكون مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ فى مراكش محطة مهمة أمام بلدان العالم لترسيخ الاتفاق بشأن الحد من ظاهرة الاحتباس الحراري كما يساهم في تعزيز إلتقاء "شعوبنا وبلداننا لكي نصنع مستقبلاً آمناً وبيئة نظيفة لأجيالنا المقبلة".

إبادة بيئية

وكانت الامم المتحدة قد حذرت في 22 من الشهر الماضي من مخاطر اضرام تنظيم داعش النار في 19 بئرا نفطيا وفي معامل للكبريت.. وأشارت في تقرير لها حول الاثار البيئية الخطيرة للعمليات العسكرية التي تشهدها مناطق الشمال العراقية حاليا إلى أنّه مع بدء العمليات العسكرية لاستعادة مدينة الموصل من سيطرة التنظيم في 17 من الشهر الماضي يواجه المدنيين كوارث صحية خطيرة من اختناق وأمراض الجهاز التنفسي نتيجةً لأعمال العنف والحرائق الهائلة.

وقالت ان التنظيم أضرم النيران في 19 بئرا نفطيا في ناحية القيارة التابعة للموصل، مما أدى إلى تعرض المواطنيين للأبخرة السامه التي تتسبب في مشاكل صحية خطيرة مثل تهيجات الجلد وضيق التنفس نتجةً لحرق الملوثات. 

وأكدت تعرض أكثر من 1000 شخص في نواحي منطقة القيارة وإجحالة ومخمور للاختناق نتيجة لإستمرار الانبعاثات السامة من حقول النفط والكبريت بالمنطقة بعد احتراق مصنع المشارق للكبريت حيث أدت الإشتعالات والحرائق إلى تكوين سحب من الغازات السامة للكبريت تمتد على مدى عشرات الكيلومترات مما استدعى للتدخل الفوري لمديرية الصحة ومنظمة الصحة العالمية لتوفير الرعاية اللازمة للمتضررين.

وقد تدخلت الأمم المتحدة للبيئة من خلال وحدة البيئة المشتركة التي تعمل مع مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) وسهلت عمل خبراء المواد الخطرة الذين قدموا المشورة الفنية حول كيفية التعامل مع الحريق ومحطة المياه التي تضررت جرّاء القتال، مما ادى إلى تسرب غاز الكلور واصابة نحو 100 مدني استدعت حالتهم العلاج الطبي.

 وقد أعرب اريك سولهايم المدير التنفيذي للأمم المتحدة لشؤون البيئه عن أسفه قائلاً "إن الانتهاكات المستمرة التي ما زالت تتعرض لها العراق على مدى العقود الماضية من عملية تجفيف الأهوار وتلوث الأرض والمزروعات إلى أنّهيار النظم البيئية تدعو للحزن والأسف البالغ". وقال "هذه الابادة البيئية الجارية هي بمثابة كارثة حقيقية تجعل ظروف المعيشة في المنطقة شبه مستحيلة مما سيتسبب في زيادة غير مسبوقة في نسبة النازحين واللاجئين عالمياً ولهذا السبب اصبح ادراج البيئة على سلّم الاولويات خلال النزاعات والاستجابة للأزمات البيئية التي تؤثر على البيئة وصحة الانسان، حاجة عالمية ملّحة".