مع الجدل المصحوب بالشكوك حول أهداف إردوغان من تطبيقه واتهامه بوضع جميع السلطات بيده، كشف وزير تركي أن النظام الرئاسي الجديد الذي تسعى الحكومة إلى إجراء تعديل دستوري من أجل تطبيقه لا يتضمن منصب رئيس الوزراء، بل سيقتصر على منصب رئيس الجمهورية ونائب أو نائبين له.

إيلاف من أنقرة: قال وزير الغابات وشؤون المياه، ويسل أرأوغلو، إن النظام الجديد سوف لن يتضمن منصب رئيس وزراء، وعمومًا سيكون رئيس الجمهورية، ومن المحتمل أن يكون إلى جانبه نائب للرئيس، كما في النظام الرئاسي الأميركي، وربما سيكون في نظامنا أكثر من نائب للرئيس.

أضاف أرأوغلو خلال استضافته في اجتماع المحررين بوكالة (الأناضول)، اليوم الخميس، "إن الوزراء سيتم اختيارهم من خارج البرلمان، وسيقوم النواب في البرلمان بإعداد القوانين، وإن السلطة التشريعية والسلطة التنفيذية ستكونان منفصلتين".

تعديل الدستور
وأوضح الوزير أرأوغلو أن رئيس الوزراء بن علي يلدريم قدم مشروع التعديل الدستوري، إلى زعيم حزب الحركة القومية التركية المعارض دولت باهجه لي، خلال اللقاء الأخير بينهما، ومن ثم سيقدم المشروع إلى البرلمان للمصادقة عليه، عقب إجراء حزب الحركة القومية دراسة عليه.

وأشار إلى أن السباق في الانتخابات الرئاسية سيكون على منصب رئيس جمهورية ينتمي إلى حزب، وسيكون انتماؤه إلى أحد الأحزاب من شروط لا مفر منه.

استفتاء شعبي
يشار إلى أن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان الذي ظل يسعى منذ سنوات إلى تطبيق النظام الرئاسي وسط شكوك من جانب المعارضة، دعا في تصريحات له في الأسبوع الماضي إلى استفتاء الشعب بشأن تطبيق النظام الرئاسي في بلاده من عدمه، مشددًا على "أنه لا يدافع عن هذا النظام من منطلق شخصي، وإنما لقناعته بأنه الأصلح لتركيا، وسيقودها إلى النمو بشكل أسرع".

وعن سبب دفاعه عن النظام الرئاسي وأهميته لتركيا، قال إردوغان لقناة (الجزيرة): "تأسيس النظام الرئاسي الآن ليس مشكلة شخصية متعلقة بشخص رجب طيب إردوغان".

وأضاف: "لست الوحيد الذي تحدث في مسألة النظام الرئاسي؛ فكثير من السياسيين، الذين جاؤوا قبلي وغادروا حياتنا الآن، تحدثوا عنه، بينهم الراحلان سليمان ديميريل، ونجم الدين أربكان، وكلهم دافعوا عن الأمر، وقالوا إن النظام الرئاسي ضروري من أجل مصلحة تركيا".

أميركا وروسيا
واستطرد الرئيس التركي: "إذا نظرنا لأميركا وروسيا فهناك نظام رئاسي فيهما، وهذان نموذجان مهمان، وطريقة عمل النظامين مختلفة، وفي تركيا علينا بالنظر إلى تقاليدنا أن نضع نموذج نظام رئاسي يليق بتركيا، ويوفر لنا العمل بتلقائية أكبر، وهذا الأمر سيعطي فرصة أن تنمو تركيا بشكل أسرع بكثير؛ لذا أدافع عن هذه القضية".

وفي رده على سؤال حول الخطوات العملية للدفع بالنظام الرئاسي للتنفيذ، قال إردوغان: "هذا الأمر مشكلة الحكومة والبرلمان قبل أن يكون مشكلتي. لقد تبنت الحكومة الآن النظام الرئاسي، وأتمنى أن تتعاون المعارضة مع الحكومة في هذا الشأن".

وأضاف: "نقول ما قاله مصطفى كمال أتاتورك (مؤسس الجمهورية التركية) إن الحكم للشعب من دون قيد أو شرط، وإذا كان الحكم للشعب من دون قيد أو شرط، فتعالوا نسأل الشعب عن هذا النظام؛ فإذا قال نعم للنظام الرئاسي، فما هو الموقف من هذا الأمر، بالطبع سنبدأ في تطبيقه".

وختم مستدركًا: "لكن إذا رفض شعبي النظام الرئاسي، وقال لا؛ فلا يمكن لأحد أن يتحدث عن الموضوع، وسنستمر في انتهاج النظام الرئاسي البرلماني"، واعتبر إردوغان أن "بعضهم يخشى نقل هذا الأمر (النظام الرئاسي) للشعب؛ لأنهم يعرفون ماذا سيقول الشعب".