وجدت دراسة مستفيضة لأسماء الكنية في بريطانيا وأيرلندا أن اسم العائلة يقول الكثير عن أصول صاحبه. سواء إن كان مرتبطًا بمكان أو مهنة أو سوى ذلك من قوميات شتى. 

إيلاف من لندن: أمضى فريق من الباحثين أربع سنوات في دراسة معنى ما يقرب من 50 ألف كنية وأصولها، من أكثر هذه الكنيات شيوعًا إلى أكثرها ندرة. 

حرف وأماكن
هناك كنيات موجودة منذ قرون، في حين إن البعض الآخر كنيات حديثة العهد، يشرح أسباب وجودها للمرة الأولى قاموس أوكسفورد لأسماء العائلات في بريطانيا وأيرلندا، الذي نُشر الخميس.

يستعرض القاموس عشرات الكنيات التي ترتبط بالحرفة، مثل سمث (يقابله بالعربية لقب الحداد) الذي يحمله أكثر من نصف مليون بريطاني وايرلندي أو يرتبط بالجغرافية المكانية، مثل ليستر أو ساتون أو غرين. وهناك أسماء كثيرة بدأت أوصافًا أو ألقابًا أُطلقت على أشخاص، مثل لونغبونز Longbones (ذو العظام الطويلة) أو غودفيلو Goodfellow (الرجل الطيب).

لكن هناك أسماء لم يتمكن الباحثون من معرفة أصولها، مثل كامبل Campbell الذي كان يُستخدم في الوثائق اللاتينية. وبحسب قاموس أوكسفورد، فإن أصل هذا الاسم مشتق من المفردة الغالية للشخص ذي الفم المشوّه.

أسماء العائلات ليست اعتباطية وإنما تكشف تاريخًا مخفيًا

ونقلت صحيفة الغارديان عن البروفيسور ريتشارد كوتس أستاذ الألسنيات في جامعة ويست إنغلاند أن الاهتمام كان كبيرًا بأصول أسماء الكنية، بما في ذلك اسمه، الذي قد يكون مشتقًا من كلمة كوخ cottage بالانكليزية القديمة.

4 أجزاء
يشير قاموس أوكسفورد إلى أن زهاء نصف العشرين ألف اسم الأكثر شيوعًا أسماء ترتبط بالمكان، وربعها يرتبط بالنسب، وخمسها ألقاب مكتسبة. 

نحو 8 في المئة من الأسماء التي يضمها القاموس أسماء ترتبط بالمهنة، بينها مهن غير مألوفة، مثل اسم بيدل Beadle (مسؤول في الكنيسة وراتر Rutter (موسيقي) وباكستر Baxter (خباز). وهناك ألقاب تتسم بالمفارقة، مثل لقب شورتز Shorts (قصار)، الذي ربما اكتسبه أصحابه لأنهم كانوا طوال القامة.

يقع قاموس الأسماء الذي موّل مشروع إعداده مجلس الفنون وأبحاث الإنسانيات، ونشرته مطبعة جامعة أوكسفورد في أربعة أجزاء كبيرة. ضم فريق الباحثين بقيادة جامعة ويست إنغلاند في مدينة بريستول باحثين متخصصين في الألسنيات التاريخية ومؤرخين متخصصين في القرون الوسطى وخبراء في إعداد القواميس ومستشارين متخصصين في الأسماء الايرلندية والإسكتلندية والويلزية وأسماء مهاجرين أحدث عهدًا.

تحليل سجلات
وقام الباحثون بتحليل سجلات تعود إلى الفترة الممتدة من القرن الحادي عشر إلى القرن التاسع عشر لمعرفة أصول الأسماء وأسباب نشوئها بالتفصيل. ودرسوا أسماء شائعة تُسمع في كل ركن من الجزر البريطانية، وأسماء لا تحملها إلا قلة، أحيانًا 100 شخص فقط.

يغطي كل باب تواتر الاسم وقت الإحصاء السكاني في 1881 و2011 ومكان انتشاره الرئيس في بريطانيا وأيرلندا أو لغته أو ثقافة الأصل، وحيثما أمكن إضافة شرح إلى الاسم مسنود بأدلة تاريخية. كثير من هذه الأدلة جديد مستل من مصادر قروسطية وحديث لم يُستخدم من قبل، مثل الكشوفات الضريبية وسجلات الكنيسة والاستمارات الإحصائية.

تخلص الدراسة إلى أن زهاء 40 ألف اسم كنية هي أسماء عائلات من سكان بريطانيا وأيرلندا الأصليين، في حين أن الأسماء الأخرى تعكس اللغات والثقافات المتنوعة لمهاجرين استقروا منذ القرن السادس عشر، بينهم فرنسيون وهولنديون ويهود وعرب وكوريون ويابانيون وصينيون وأفارقة.

أصول إسلامية
وقال الباحثون إن زهاء 8000 اسم تُشرح للمرة الأولى في القاموس، مثل فرح ولي. واتضح أن لاسم Farah تعريفًا انكليزيًا وعربيًا. فاسم فراه الانكليزي النادر مسجل عدد من يحملونه بخمسة أشخاص في إحصاء 1881، ولكن عدد من يُسمون Farah ارتفع إلى 1502 في إحصاء 2011، جميعهم تقريبًا مسلمون من حيث الأصل. 

من الأسماء المثيرة للاهتمام أيضًا اسم لي Li الذي يعتبر من أكثر أسماء الكنية الصينية شيوعًا في بريطانيا، ويحمله أكثر من 9000 شخص، بحسب إحصاء 2011، عدا الأشخاص الذين يُسمون لي، لكن اسمهم يُكتب بطريقة مغايرة هي Lee.

من الأمثلة الأخرى على الكنيات المهاجرة اسم باتيل Patel المشتقة من لقب شيخ القرية عند الهندوس والبارسيين. لكن البروفيسور بيتر ماكليور كبير المتخصصين في أصل المفردات في فريق الباحثين الذين أعدوا القاموس لفت إلى أن اسم الكنية الحديث لا يصلح دائمًا ليكون مرشدًا جيدًا إلى أصل صاحبه، لأن هناك أسماء تحورت بمرور الزمن.

أعدت "إيلاف" هذا التقرير بتصرف عن صحيفة "الغارديان".

المادة الأصلية منشورة على الرابط التالي:

https://www.theguardian.com/science/2016/nov/17/dictionary-of-50000-surnames-and-their-origins-published