ردت الحكومة العراقية اليوم على اعلان بارزاني ابقاء قوات البيشمركة في المناطق التي حررتها من تنظيم داعش في شمال البلاد، مؤكدة ان اتفاقًا بين الطرفين كان قد تم التوصل اليه على انسحابها منها بعد تحرير الموصل في أول خلاف علني بين الطرفين يثير مخاوف تفجر صراعات بعد طرد التنظيم من محافظة نينوى.

إيلاف من بغداد: قال المكتب الاعلامي لرئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي انه "في الوقت الذي تواصل القوات العراقية انتصاراتها وتقدمها في جميع محاور القتال في عمليات (قادمون يا نينوى) لتحرير اهلها من بطش عصابات داعش الارهابية نود التأكيد ان الاتفاق بين الحكومة الاتحادية واقليم كردستان حول تحرير محافظة نينوى ما زال ثابتاً ولا يوجد أي تغيير فيه حيث تقاتل قوات البيشمركة جنبا الى جنب مع القوات العسكرية الاتحادية لتحرير محافظة نينوى من ارهاب داعش". 

واضاف المكتب في بيان صحافي الخميس اطلعت على نصه "إيلاف" قائلا "نشير الى ان الاتفاق يتضمن بندا صريحا بانسحاب قوات البيشمركة من المناطق المحررة بعد تحرير الموصل الى أماكنها السابقة التي كانت تمسكها قبل انطلاق عمليات التحرير وهذا الامر تم تطبيقه في عدد من المناطق اما المناطق التي كانت تتواجد فيها قوات البيشمركة في فترة الحكومات السابقة والتي تم تحرير بعضها قبل بدء عمليات (قادمون يا نينوى) فلم يتم اي اتفاق جديد بشأنها وهي خاضعة للنصوص الدستورية في تحديد عائديتها" في اشارة الى المادة 140 من الدستور التي تنص على اجراء استفتاء في المناطق المتنازع عليها بين الحكومة الاتحادية في بغداد وحكومة اقليم كردستان في اربيل لمعرفة رغبة سكانها في الانضمام الى الاقليم او في البقاء في استمرار ارتباطها مع بغداد اداريا.

بارزاني: اتفقنا مع أميركا

وكان رئيس اقليم كردستان العراق مسعود بارزاني قال امس انه اتفق مع الاميركيين على عدم انسحاب قوات البيشمركة الكردية من المناطق التي حررتها من سيطرة تنظيم داعش في اشارة الى امكانية ضمها الى الاقليم بالضد من معارضة الحكومة المركزية معلنا ان هذه القوات قدمت 11 الفا و500 قتيل وجريح في المعارك ضد التنظيم.

وأشار بارزاني الى انه بحث مسألة استقلال الاقليم بوضوح خلال زيارته الأخيرة الى بغداد الشهر الماضي مؤكدا بالقول "اتفقنا مع أميركا على عدم انسحابنا من المناطق الكردستانية". واضاف خلال تفقده امس جبهات القتال ضد تنظيم داعش واجتماعه مع قادة البيشمركة "لا أجد كلمة لأعبر بها عن شكري وفخري بالبيشمركة وليس هنالك اي قوة اخرى في العالم قادرة على تحقيق الانتصارات التي حققتها البيشمركة".. متابعاً أن "اختلاط دماء البيشمركة الابطال واحساسهم بالمسؤولية تجاه أمن كردستان هو الإنتصار الأكبر".

وقال مؤكدا "نحن متفقون مع الولايات المتحدة على عدم الانسحاب من المناطق الكردستانية". وأضاف أن "هذه المناطق حررت بدماء 11 ألفاً و500 شهيد وجريح من البيشمركة ومن غير الممكن بعد كل هذه التضحيات أن نقبل بالتعامل المباشر للمركز مع المحافظات". واوضح أنه اكد في بغداد وجوب التفاهم وحسن الجوار وتجنب الصراعات.. لكنه حذر قائلا "اذا لم نتوصل الى حل مع بغداد فالاستفتاء على الاستقلال هو الحل".

يذكر ان سلطات الاقليم تسعى الى ضم سهل نينوى الى الاقليم من خلال إنشاء محافظة خاصة بالمسيحيين هناك وضمها الى الاقليم فيما يرى مختصون في الشأن الامني ان المخطط الكردي يهدف الى سيطرة البيشمركة على أكبر قدر ممكن من الاقضية كسنجار وسهل نينوى ومخمور ومن ثم المطالبة بإعلانها محافظات مستقلة ليتم بعدها ضمها الى الاقليم وهو امر ترفضه الحكومة المركزية ومعظم القوى السياسية ما يثير مخاوف مبكرة من اندلاع صراع جديد بين بغداد واربيل بعد تحرير محافظة نينوى وعاصمتها الموصل من قبضة تنظيم داعش الذي سيطر عليها في يونيو عام 2014. 

وتنص المادة 140 من الدستور العراقي الحالي على: أن تنجز السلطة التنفيذية بشكل كامل عمليات (التطبيع، الإحصاء، وتنتهي باستفتاء في كركوك والمناطق الأخرى المتنازع عليها، لتحديد إرادة مواطنيها) .