واشنطن: تبدأ عملية نقل السلطة في واشنطن من أذن الرئيس المنتخب دونالد ترامب التي تسمع ما يقوله أعضاء حلقته الداخلية، وهؤلاء هم ستيفن بانون، السياسي الاستفزازي المثير للجدل، وحامل شعلة ترامب القومية الشعبوية ، وجاريد كوشنر صهر ترامب الوفي الذي يهمس دسائسه في أذن الرئيس المنتخب، وجيف سيشينز، عضو مجلس الشيوخ ذو المواقف المتشددة وصاحب السطوة التي تكون في الغالب غير مرئية.

وهناك آخرون بينهم راينس بريباس الذي سيتولى ادارة موظفي البيت الابيض، وبول راين رئيس مجلس النواب الذي يقف مستعدا لتغيير قانون الضرائب وقانون الضمان الصحي من اساسهما ، وميتشل ماكونيل زعيم الأغلبية الجمهورية الماكر في مجلس الشيوخ الذي يعتزم توجيه المحكمة العليا والقضاء عموماً نحو اليمين.

ثم هناك نائب الرئيس المنتخب مايك بنس الذي يتيح له موقعه ممارسة سلطة واسعة في الشؤون الداخلية والخارجية بصفته شريك ترامب في الحكم.

ترامب في اول مقابلة تلفزيونية له بعد الإنتخابات في منزله في نيويورك

 

قوام شبكة حاكمة

هؤلاء السبعة واطفال ترامب البالغون وحفنة من الآخرين سيكونون قوام شبكة حاكمة غير معهودة في عاصمة معتادة على بنية هرمية. ويقف ترامب على رأس دوائر نفوذ متداخلة الهدف منها تمكينه من الاطلاع بصورة مباشرة على آراء وافكار فريق متنوع من المستشارين والخبراء. 

ولكن مثل هذه الخلطة تهدد بحدوث مواجهات أو حتى بشل العمل عندما تسعى مراكز القوة المتصارعة الى تحقيق اهدافها أو إبعاد منافسيها أو إلهاء ترامب عن مهمته الرئيسية كما حدث في اكثر من مناسبة خلال الحملة الانتخابية.

وقال اعضاء في طاقم ترامب انه سيطلب استشارات متنافسة لا ان يسد آذانه لها. وستكون رئاسته ادارة حكومية في سلسلة من الحوارات المتواصلة.

ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن باري بينيت المستشار السابق في حملة ترامب ان من عادة الرئيس المنتخب "ان يتصل كل يوم للاطلاع على سير الأمور". واضاف ان ترامب يريد الاستماع الى اصوات متعددة ومتنافسة وان رئاسته لن تكون رئاسة تحكم من "القمة الى القاعدة". 

واظهر الاسبوع الأول المضطرب من عملية ترامب الانتقالية ان الرئيس المنتخب يميل الى رفض سلسلة القيادة الجامدة. ومما اتضح حتى الآن فان ترامب يضع الولاء فوق أي شيء آخر. وأُبلغ من يريدن الخدمة في ادارة ترامب ان المناصب الحساسة ستذهب الى من دعموه خلال الحملة.

دونالد ترامب مع زوجته ميلانيا وابنته إيفانكا

 دسائس القصر

واستبعد جيسون ميلر مدير الاتصالات في الفريق الانتقالي حدوث ما يشبه دسائس القصر حين ينتقل ترامب الى البيت الأبيض ويبدأ العمل مع طاقمه. وقال ميلر "ان اسلوب دونالد ترامب في القيادة ان يكون هو من يحدد النبرة والوتيرة والرؤية لما يريد ان يحققه مع الحكومة التي يشكلها، ويمكن الحديث عن جميع الذين يأتون للمساعدة في تنفيذ ذلك ولكن هناك شخصاً واحداً سيكون في النهاية القوة المحركة، وهذا الشخص هو الرئيس المقبل للولايات المتحدة".

ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن مشاركين في عملية الانتقال ان كوشنر صهر ترامب يقرر كل شيء تقريباً مع ترامب وبنس ، من تعيين الكادر الى اعداد الأجندة السياسية الأولية للادارة، ولا يُعرف إن كان كوشنر سيتولى منصباً رسمياً في الادارة أو يبقى في نيويورك مع زوجته ايفانكا ولكن ميلر قال ان دور كوشنر "هو تقديم نصيحة واستشارة حين يطلبها الرئيس المنتخب".

وتمتد دائرة ترامب لتشمل اصدقاء قد لا ينضمون الى الادارة لكنه يعتبرهم اقراناً مثل المستثمرين كارل آيكان واندرو بيل وتوم باراك ، وقطبي الكازينوهات فيليب روفين وستيف وين.

في هذه الأثناء يستعد الجمهوريون في الكونغرس لتحقيق مكاسب قصوى مما يعتبرونه فرصة نادرة بسيطرتهم على السلطتين التشريعية والتنفيذية وهم يعتقدون ان ترامب سيركز على السرعة بأمل تحقيق موجة من الانجازات في وقت مبكر دون ان يهتم كثيرا بالتفاصيل ، الأمر الذي يمكن ان يتيح للجمهوريين ادراج اولوياتهم المحلية الصغيرة الى جانب المواد الكبيرة على اجندة ترامب. 

اعدت "ايلاف" هذه التقرير بتصرف عن واشنطن بوست. المادة الأصلية منشورة على الرابط التالي

https://www.washingtonpost.com/politics/in-trumps-washington-rival-powers-and-whispers-in-the-presidents-ear/2016/11/16/50f3306c-ac03-11e6-a31b-4b6397e625d0_story.html